الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

ضجة الذهب تعود مجدداً.. إلى أين تتجه الأسعار؟

ضجة الذهب تعود مجدداً.. إلى أين تتجه الأسعار؟

الصورة من رويترز

عاد الذهب الملآذ الآمن للمستثمرين وقت الأزمات إلى تصدر منصات التواصل الاجتماعي وخصوصاً ممن يهتمون بالشأن الاقتصادي وذلك بعد أن تجاوز في جلسة أمس الثلاثاء مستوى 2000 دولار للأونصة في ظل تزايد قلق المستثمرين من التصعيد بين الولايات المتحدة والصين في قضايا تكنولوجية خاصة بشركتي «هواوي» و«بايت دانس» وهو ما يبنئ بتأجج الخلاف التجاري بين الدولتين، بالإضافة إلى تطورات وباء «كورونا» واستمرار الخلاف في الكونغرس حول صفقة التحفيز الإضافية ما نتج عنه هبوط الدولار الأمريكي لأدنى مستوى في عامين، بالإضافة إلى تراجع عوائد السندات لآجل 10 سنوات.

وعند تسوية التعاملات أمس الثلاثاء ارتفع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بنسبة 0.7% أو ما يعادل 14.40 دولار ليسجل مستوى 2012.10 دولار عند التسوية، وفي المقابل هبط مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية بنسبة 0.6% مسجلاً 92.29 نقطة.

وعلى الرغم من تعرض الذهب لهبوط خلال الأسبوع الماضي وصوله إلى مستويات دون 1900 دولار وهو أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس الماضي وهو بداية الجائحة في دول العالم ككل إلا أنه مازال يحافظ على بريقة ورالي الصعود القوي.

وأوضح المدير التنفيذي لدى شركة الجذور لتداول الأوراق المالية سابقاً لـ«الرؤية»، محمد دشناوي: أن الذهب ما زال على المدى المتوسط سيشهد بعض الصعود وحصد مزيد من المكاسب وذلك بسبب سيطرة حالة عدم اليقين حيال الاقتصاد العالمي.

وأوضح أنه رغم أن الدول أعادت تشغيل عجلة الاقتصاد رغم وجود كورونا إلا أن التحسن بطيء وظهور حرب العملات التي تحدث بين الدول بصورة كبيرة حيث إن كل الدول تدعم وتضخ الأموال لتنشيط الاقتصاد لكن الاستجابة أقل من الحدث مما يدل على أن المرض توطن في الاقتصاد ومازال الذهب ملآذاً آمناً لمن يرى هذه الرؤية وهم كثرة بالأسواق.

ولفت إلى أن تلك الرؤية تتفق مع الأداء الفني للذهب الذي يعطي إشارات أنه سيستقبل المزيد من التدفقات النقدية في وقت قريب مع وصوله قرب مستويات 2000 دولار، مشيراً إلى أنه في ظل التذبذب في الأداء الحالي للذهب من المحتمل أن يتعرض لمرحلة تصحيح سريعة حتى مستوى 1780 دولاراً وهذا طبعاً مرتبط بتحسن الأوضاع الاقتصادية وظهور لقاح لكورونا وما دون ذلك فإن القادم هو وصوله لمستوى 2400 دولار للأونصة.

وبدوره، قال المحلل الاقتصادي لدى «unipips»، إبراهيم القاضي لـ«الرؤية»، إنه بعد أن هبط الذهب الأسبوع الماضي، انتعش مرة أخرى ليكافح البقاء فوق مستوى 2000 دولار للأوقية وذلك بسبب ضعف الدولار الأمريكي. مؤكداً أن سوق المعادن النفيسة شهد انتعاشاً في الزخم بعد تكبده أكبر خسارة أسبوعية منذ مارس.

وأشار إلى أنه بعد ارتفاع يوم الاثنين إلى 2000 دولار، ستكون الأوقية هي المستوى الرئيسي الذي يجب مراقبته هذا الأسبوع حيث يبدو أن المعدن الثمين يدخل فترة جديدة من الصعود لاسيما بعد صدور تقارير تؤكد تخلص المستثمر الأمريكي الشهير، وارن بافيت، من الأسهم والتحول إلى الذهب.

وذكر تقرير لموقع فورشن الأمريكي أن شركة «بيركشاير هاثاوي، التي يقودها بافيت، قامت في الربع الثاني من العام بعمليات بيع أكثر بكثير من عمليات الشراء، وأشار التقرير إلى أن بافيت قام بالإضافة إلى بيع جميع حصصه في شركات الطيران، بما في ذلك دلتا وساوث ويست، والتي أعلن عنها في مايو، قام مستثمر بيركشاير هاثاواي أيضاً بالتخلي عن أسهمه المصرفية، حيث تخلت شركة بيركشاير» عن 61% -ما يعادل بيع 35.5 مليون سهم- من استثماراتها في جي بي مورغان».

ومع تصاعد أزمة فيروس كورونا، أضاف المستثمر الشهير سهماً جديداً واحداً فقط إلى محفظته «باريك غولد»، شركة تعدين مقرها كندا والتي يرتبط قيمة سهمها بسعر الذهب، الذي ارتفع هذا العام لما يقرب من 30% نتيجة سعي المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.

ومن جانبه، قال تشارلي نيدوس، كبير محللي السوق في مجموعة لاسال فيوتشرز غروب: «سيكون يوم الأربعاء يوماً مهماً للذهب لمراقبة حفاظه على مستوى 2000 دولار للأونصة ونحتاج إلى معرفة ما إذا كنا نحصل على بعض المتابعة من خلال الشراء بعد ارتفاع اليوم».

وأضاف نيدوس أن عمليات البيع الأسبوع الماضي، على الرغم من أهميتها، كانت بمثابة تصحيح صحي للسوق. مضيفاً أنه مع ضعف الدولار الأمريكي وانخفاض عائدات السندات، لم يتفاجأ بأن الذهب قد عاد بقوة في بداية الأسبوع.

على الرغم من أن عائدات السندات بدأت اليوم بالقرب من أعلى مستوى لها في شهر واحد، إلا أنها شهدت انخفاضاً ثابتاً بعد ظهر يوم الاثنين الماضي. وتم تداول عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات عند 67 نقطة أساس،

بانخفاض أكثر من 4% خلال يوم أمس الثلاثاء. مؤكداً أن هذه الحركة في سوق السندات هي بالتأكيد بيئة صعودية للذهب.

وقال: «لا يزال الذهب يمتلك كل الأسباب التي تدفع المستثمرين للاحتفاظ به ولارتفاع الأسعار ومنها وأبرزها استمرار التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة وهي التي ستخلق على الأرجح سيناريو مربحاً للجانبين لأسواق المعادن الثمينة ككل».

لم تقترب الصين والولايات المتحدة الأمريكية من حل مشاكلهما التجارية والاقتصادية فحسب، ولكن بين عشية وضحاها، أطلق البنك المركزي الصيني المزيد من الإجراءات التحفيزية لدعم اقتصادها المتعثر، الذي تعرض لضغوط من العقوبات الأمريكية والعقوبات التي دمرها فيروس كورونا.

وقال نيدوس «هذه الإجراءات التحفيزية هي رياح قوية للذهب». مضيفاً أنه يراقب حالياً دعماً يتراوح بين 2004 دولارات و2010 دولارات على المدى القريب. كما أكد فاندانا بهارتي، نائب الرئيس المساعد لبحوث السلع الأولية لدى إس. إم. سي كومتريد، أن هشاشة بيئة العملة والأرقام الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة يحجبان جاذبية الذهب كملاذ آمن ومن ثم يؤكدان صعوده لاحقاً.