السبت - 27 يوليو 2024
السبت - 27 يوليو 2024

كيف تدعم الدعوة لإلغاء التأشيرات بين الدول العربية قطاع السياحة؟

كيف تدعم الدعوة لإلغاء التأشيرات بين الدول العربية قطاع السياحة؟

أرشيفية

في محاولة لتسليط الضوء على سبل إعادة التعافي للقطاع بعد جائحة فيروس كورونا «كوفيد-19» دعا المؤتمر الثاني للمركز العربي للإعلام السياحي بحث إلغاء تأشيرات الدخول بين الدول العربية، وخفض الضرائب على المسافرين ضمن عدد من التوصيات لتحفيز قطاعي السفر والسياحة العربية.

وأكد مسؤولون وخبراء لـ«الرؤية» أن إلغاء التأشيرات وخفض الرسوم من شأنه تعزيز سرعة تعافي قطاعي السياحة والسفر إقليمياً ولكنه يصعب تنفيذه على أرض الواقع مشددين على ضرورة التعاون المشترك ودعم السياحة الإقليمية والعربية لمواجهة الأزمة وذلك من خلال العديد من الإجراءات والتي يأتي على رأسها خفض الرسوم وسلاسة الإجراءات.

دعم السياحة العربية

قال رئيس مجلس إدارة جمعية الإعلام السياحي بالمملكة العربية السعودية خالد آل دغيم لـ«الرؤية» إن الدعوة لإلغاء تأشيرات الدخول بين الدول العربية وخفض الضرائب على المسافرين من شأنه أن يدعم تعافي قطاع السفر والسياحة عربياً في مواجهة تداعيات جائحة كورونا التي أثرت سلباً على حركة السياحة في كافة أنحاء العالم.

وأكد آل دغيم ضرورة مضاعفة التعاون العربي لدعم تعافي السياحة بين الأقطار العربية والتي تأثرت سلباً بسبب الجائحة، مشيراً إلى أهمية وضع أسس تعاون جديدة والتي تبرز في تلك الدعوة في محاولة لتحقيق اندماج وتكامل واقعي وفعال لصالح الشعوب العربية.

ولفت آل دغيم إلى أن تلك الدعوة حال تحقيقها تعزز مستويات السفر والسياحة بين الدول العربية في ظل الظروف الحالية وذلك نظراً للنسبة الكبيرة التي تمثلها حركة السياحة العربية من النشاط.

تعاون منسق

من جهته، قال المحلل المالي والرئيس التنفيذي الدولي لتطوير الأعمال في البنك العراقي الإسلامي للاستثمار والتنمية، علي حمودي: إنه حال إلغاء التأشيرات للسفر بين الدول العربية سيكون خطوة إيجابية لقطاع السياحة والسفر في ظل تداعيات جائحة كورونا.

وأشار المحلل المالي إلى أن قطاعي السياحة والسفر اللذين يعتبران أكثر القطاعات تأثراً بالجائحة محلياً وإقليمياً وعالمياً في حاجة إلى دعم منسق ومنظم من الحكومات، واتخاذ إجراءات مثل إلغاء التأشيرات يساعد على زيادة حجم وإمكانية السفر.

ولفت حمودي إلى أن غالبية الأفراد عالمياً بوجه عام وإقليمياً بوجه خاص يتجهون إلى الإجازات المحلية بسبب صعوبة الإجراءات والتي بدأت من قبل الجائحة والتي تظهر في إجراء تأشيرات وفحوصات وغيرها، مؤكداً أن أي إجراء يسهم في إجراء السفر بسلاسة مع الاحتفاظ بالإجراءات الاحترازية يدعم قطاعي السياحة والسفر بعدما انخفضت نسب الطيران العالمية منذ بداية الجائحة بأكثر من 90% عن الفترة المقارنة من العام الماضي.

صعوبة التنفيذ

من ناحيته، قال عضو المجلس الاستشاري في معهد «تشارترد» للأوراق المالية والاستثمار والمحلل المالي والخبير الاقتصادي، وضاح الطه لـ«الرؤية»: كان حلم إلغاء التأشيرات السياحية بين الدول العربية حلم الوطن العربي على مدى الخمسة عقود الماضية ولم يتحقق لصعوبة تنفيذه على أرض الواقع، مشيراً إلى أن جائحة كورونا وتداعياتها السلبية على القطاع أبرزت النقاش في ذلك الأمر مجدداً.

ولفت إلى أن ما حدث لقطاع السياحة وتأثيرات كورونا عليها تتطلب من الحكومات العربية تكثيف الجهود والتعاون لدفع حركة السياحة وتنشيطها بين الدول العربية بشتى الطرق والتي قد تبرز في خفض الرسوم مستبعداً القدرة على تنفيذ إلغاء التأشيرات السياحية.

وأرجع الطه رأيه إلى أن الأمر يعود إلى سلامة أراضي الدول العربية والتي تتطلب وجوب التأشيرات في ظل وجود دول عربية تقع تحت تأثير أطراف إرهابية وميليشيات متطرفة تحتم ضرورة عملية التدقيق في الدخول إلى الأراضي وعدم فتح الأبواب على مصارعها.

جهود الحكومات العربية

وفي نفس السياق قال محمد المهيري، مستشار وزير الاقتصاد لشؤون السياحة، إن الإمارات تعاملت باحترافية عالية مع تداعيات الجائحة، وأثبت القطاع الصحي كفاءته العالية في خضم الأزمة، ما ساهم في تفادي الخسائر الفادحة لقطاع السياحة، مضيفاً أن نجاح الإمارات في صناعة السياحة جعلها تحتل مكانة عالمية مرموقة، وأهلها لعبور الأزمة بكفاءة.

من ناحيته، أكد سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، عضو مجلس إدارة لجنة السفر الأوروبية والاتحاد الألماني للسياحة، ضرورة العمل على تعزيز السياحة المحلية والبينية بين الدول العربية في ظل الظروف الراهنة، لا سيما وأنها تمثل نسبة كبيرة من حركة النشاط السياحي بالمجتمعات.

من جهتها، دعت غادة شلبي، نائبة وزير السياحة والآثار المصري، إلى ضرورة تعزيز التضامن والتكامل وتوحيد البروتوكولات بين كافة المؤسسات والوزارات السياحية في الدول العربية، لدعم التعافي السريع للقطاع من الأزمة.

من جانبه، قال طالب الرفاعي، الأمين العام السابق لمنظمة السياحة العالمية رئيس مجلس أمناء المركز العربي للإعلام السياحي، إن هناك العديد من النقاط الإيجابية التي يمكن الخروج بها من هذه الأزمة، على رأسها تنشيط السياحة الداخلية والإقليمية، والتي تعد الحل الوحيد في الوقت الراهن لدعم تعافي القطاع السياحي.

وذكر تقرير مشترك للمنظمة العربية للسياحة والمنظمة العربية للطيران المدني والاتحاد العربي للنقل الجوي أن قطاعي السياحة والطيران المدني العربي خسر حوالي 46 مليار دولار أمريكي منذ بداية العام الحالي وحتي نهاية شهر مارس الماضي بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد.