دفعت تحركات سوق النفط الأخيرة كابيتال إيكونوميكس، إلى مراجعة تقديراتها بشأن الأسعار، مع توقعات أن تكون مكاسب الأسعار قصيرة الأجل نسبياً حيث من المرجح أن يعود العرض بقوة في عام 2022.
وبعد أن كان أداء النفط أقل من أسعار السلع الأساسية الأخرى لمعظم العام الماضي، ارتفع سعر النفط الآن بأكثر من 50% منذ الأول من نوفمبر 2020، ويرجع ذلك جزئياً إلى الدلائل على التزام منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤها «أوبك+» بضبط الإنتاج.
ورغم ذلك يعد المحرك الرئيسي للأسعار زيادة شهية المستثمرين للمخاطرة والتفاؤل بشأن انتعاش الطلب على النفط مع طرح لقاحات فيروس كورونا، فقد ارتفع صافي مركز الشراء في أسواق العقود الآجلة للنفط، ووفقاً لذلك تتوقع وكالة كابيتال إيكونوميكس نظراً للحالة الباهتة للطلب الحالي على النفط والمخاطر التي تواجه برامج التطعيم، أن هناك خطراً كبيراً يتمثل في إمكانية انخفاض أسعار النفط مرة أخرى في المدى القريب، وفي ضوء أداء السعر الأخير تبدو توقعات الوكالة عند 60 دولارًا للبرميل بحلول نهاية العام «متحفظة الآن»، وقالت الوكالة، نقوم برفعها إلى 70 دولاراً.
وأشارت كابيتال إيكونوميكس إلى تفاؤلها أيضًا بشأن توقعات الطلب هذا العام، بناءً على وجهة نظر مفادها أن التطعيم الشامل للشعوب ضد الفيروس، سيمكن من انفتاح قطاعي الضيافة والسفر في العديد من الاقتصادات المتقدمة، مع توقعات انتعاش الطلب في النصف الثاني من العام.
وبشكل أكثر عمومية، ترى الوكالة أن الاقتصاد العالمي أمامه محفزات إيجابية أخرى للنفط تتمثل بنمو الاقتصاد الأمريكي، والعالمي، وزيادة الطلب على الأصول ذات المخاطر العالية. وفي الوقت نفسه، يبدو أن العرض سيظل مقيدًا، على الأقل لفترة من الوقت حتى الآن، فقد استقر الإنتاج الأمريكي في الأشهر الأخيرة على الرغم من ارتفاع الأسعار، مع توقعات زيادة الإنتاج الأمريكي، إلى جانب التزام «أوبك+» على نطاق واسع بحصص الإنتاج، فضلا عن إجراء المملكة العربية السعودية بمفردها تخفيضات طوعية كبيرة في الإنتاج في فبراير ومارس.
وبالنظر إلى المستقبل، تحتفظ الوكالة بتوقعاتها أن سعر خام برنت سينخفض إلى 55 دولارًا بحلول نهاية عام 2022، لأسباب ليس أقلها وجود طاقة إنتاج نفطية كبيرة يمكن إعادة تشغيلها عبر الإنترنت إذا كان السعر مناسبًا.
علاوة على ذلك، تتوقع كابيتال إيكونوميكس أن يتباطأ نمو الطلب على النفط بشكل حاد في العام المقبل بعد أن تلاشى الطلب المكبوت هذا العام، إذ من المرجح أن ترتفع أسعار النفط أكثر هذا العام على خلفية انتعاش قوي في الطلب.