الأربعاء - 22 مايو 2024
الأربعاء - 22 مايو 2024

"البيتكوين" تصعد 100% خلال الربع الأول من العام

تشهد البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى اهتماماً متزايداً من قبل العملاء الأفراد، لا سيما الشباب، لتصبح وجهة رئيسية للاستثمار. فوسائل التواصل الاجتماعي تزدحم بتعليقات الراغبين بدخول هذا المجال وبالنادمين على التأخر في دخول عالم الاستثمار والراغبين بتجربة عملات أخرى غير البيتكوين، كونها باتت مرتفعة السعر، حيث سجلت خلال الربع الأول من العام الجاري زيادة بنسبة فاقت الـ100% لتصل إلى سعر 58700 دولار مطلع أبريل الجاري، مقارنة بمستواها السعري عند نحو 29 ألف درهم نهاية العام الماضي 2020.

وأفاد خبراء في التداول والعملات الرقمية، بأن البيتكوين تحولت إلى وجهة للمؤسسات والأفراد لا سيما الشباب على حد سواء، فالمؤسسات غيّرت نظرتها إلى هذه العملة مع اتجاه المؤسسات الرقابية إلى اعتبارها أحد الأصول المالية بعد أن كانت برأي الكثير من الجهات أداة للجريمة، والشباب باتوا أكثر ميلاً لتبني هذا الأصل، وبعد أن كان دخول هذا المجال يعتبر مصدر قلق، أصبح عدم الدخول هو مصدر قلق لناحية خسارة الفرصة.

وارتفع سعر البيتكوين على أساس سنوي أي بمقارنة المستوى السعري نهاية مارس الماضي بنهاية مارس 2020 فقد بلغ الارتفاع نحو 766%، وكان الارتفاع المتحقق خلال الربع الأول من العام الجاري هو الأعلى من حيث القيمة بنحو 29 ألف دولار، الأمر الذي جاء نتيجة لتوجه أكبر المؤسسات العالمية إلى الاستثمار في هذه العملة، وكذلك لتغير النظرة التي كانت رائجة حول هذه العملة بأنها وسيلة وأداة للجريمة.

أفضل أداء

وتفصيلاً، أفاد رئيس مركز الأبحاث والتطوير في نور كابيتال، محمد حشاد، أن البيتكوين سجلت أفضل أداء لها في الربع الأول من 2021، بعد أن ارتفعت العملة الرقمية بنسبة 100% تقريباً في الأشهر الثلاثة الماضية وسط ارتفاع في الطلب على التجزئة والمؤسسات عليها.

وأشار إلى أن الارتفاعات والمستويات السعرية للبيتكوين جعلت قيمتها السوقية تتجاوز 1.1 تريليون دولار، مبيناً أن البيتكوين التي هي أكبر عملة مشفرة في العالم ارتفعت بنحو 15% في يناير، ونحو 37% في فبراير، و29% في مارس.

وأرجع حشاد هذا الارتفاع في الأساس إلى الطلب المؤسسي على العملة المشفرة، لافتاً إلى قيام شركة «تيسلا» بشراء نحو 1.5 تريليون من العملة المشفرة، مشيراً إلى الخطوة التي اتخذتها فيزا في وقت سابق من شهر مارس، حيث قالت إنها ستسمح باستخدام العملة المشفرة لتسوية المعاملات على شبكة الدفع الخاصة بها.

وذكر أن الكثير من خبراء المال يرون أن عدم ارتباط البيتكوين بأي عملة وطنية أو أي عامل من عوامل الاقتصاد الكلي يجعلها مرشحاً قوياً لتصبح ملاذاً آمناً، فضلاً عن أنها مثل الملاذات الآمنة شهدت ارتفاعاً مطرداً خلال الأزمات الاقتصادية على وجه التحديد أزمة وباء كورونا، حيث إن الملاذ الآمن هو الأصل الذي ينجح في الاحتفاظ بقيمته كما هي أو ترتفع قيمتها خلال الأزمات الاقتصادية، وهذا ما فعلته البيتكوين في الآونة الأخيرة.

اتجاه المستثمرين

وأوضح الخبير المختص في العملات الرقمية عمرو زكريا، أن ارتفاع البيتكوين خلال الفترة القريبة الماضية يرتبط بشكل أساسي باتجاه المستثمرين المؤسسين إلى هذه العملة، الأمر الذي شهد نشاطاً مع بدء الهيئات الرقابية الحكومية حول العالم بالنظر إلى البيتكوين على أنه أحد الأصول المالية وليس أداة للجريمة كما كانت تراه قبل عدة سنوات، وهذا التحول جاء نتيجة لتطور قدرة الحكومات على تتبع المعاملات التي تتم في بيع وشراء البيتكوين وتزايد الوعي وفهم طبيعة هذا النوع الجديد من الأصول.

وأشار إلى أن «جي بي مورغان» كان يرى قبل نحو 3 سنوات أن هذه العملة ما هي إلا أداة للجريمة وأن قيمتها ستصل يوماً ما إلى صفر، لكن الآن وقبل أشهر أصبح البنك من أكثر المؤمنين بأهمية البيتكوين، منوهاً بوجود شركة أمريكية أخرى تسمى فيديليتي تدير أصولاً بقيمة 7 تريليونات دولار بدأت تتيح فرصة الاستثمار بالبيتكوين لعملائها، وبالتالي نحن نتحدث عن مؤسسات عملاقة وعريقة بدأت الآن تتبنى البيتكوين كأداة استثمارية رئيسية، الأمر الذي وجه مليارات الدولارات إلى هذه العملة.

تسوية المدفوعات

أضاف زكريا، أن بعض الشركات بدأت تستثمر فوائضها المالية في البيتكوين، وأشهر تلك الشركات تيسلا التي استثمرت 1.5 مليار، وتمكنت خلال فترة وجيزة من تحقيق أرباح بقيمة مليار دولار، وكذلك «باي بال» الرائدة في مجال المدفوعات عبر الإنترنت والتي فتحت المجال أمام العملاء من أجل بيع وشراء البيتكوين واستخدامها، أضف إلى ذلك ما أعلنت عنه فيزا من اتجاهها للسماح بتسوية المدفوعات والمعاملات بالعملات الرقمية، وكل ذلك ما كان ليحصل لولا اتجاه الجهات الحكومية والهيئات الرقابية نظرتها إلى البيتكوين.

وأشار زكريا إلى أنه ومنذ التباطؤ العالمي بعد انتشار جائحة كورونا، اتجهت البنوك المركزية لضخ السيولة في الاقتصاد العالمي (ما يقارب من 7 تريليونات دولار)، وفي نفس الوقت تم خفض أسعار الفائدة، ولا شك أن جزءاً كبيراً من تلك السيولة وجد طريقه إلى الأسواق المالية، ومع البحث عن عوائد مجزية ومضمونة اتجه جزء كبير من السيولة إلى الأصول غير التقليدية ومنها العملات الرقمية وخاصة البيتكوين.

سيولة الشباب

وقال: «إن جزءاً من أموال الخطط التحفيزية وإعانات البطالة التي كان للشباب نصيب كبير منها وجد طريقه إلى أسواق المال وأسواق العملات، والشباب أو نسبة كبيرة منهم باتوا يعتبرون البيتكوين أو العملات الرقمية هي الذهب الرقمي المستقبلي».

وأفاد زكريا بوجود الكثير من التقارير التي باتت تتحدث وتتساءل عن السعر العادل للبيتكوين، مؤكداً صعوبة التكهن بالسعر العادل لهذا الأصل الحديث، منوهاً بأن المؤشرات تكشف مساراً تصاعدياً للبيتكوين وأنها ستكون عملة تحوط واستثمار تتشابه في بعض خصائصها مع الذهب من ناحية محدودية الكمية وعدم تأثرها بالتضخم، يضاف إليها مزايا تميزها عن الذهب كإمكانية استخدامها كعملة تسويات رقمية.

وتابع: «بعض دور الأبحاث تتحدث عن سعر مستقبلي للبيتكوين بين 400 و600 ألف دولار، ولكن ذلك إن حدث فلن يكون خلال فترة قريبة، لكنه توقع ألا يقل سعر هذه العملة عن 100 إلى 200 ألف دولار خلال العشر إلى 15 سنة المقبلة».

قيمة زائدة

وأفاد مسؤول في شركة وساطة مالية فضل عدم ذكر اسمه، بأن البيتكوين اكتسبت المزيد من القيمة والمصداقية خلال العام الماضي، وعززت هذه المصداقية خلال الربع الأول من العام الجاري، مع ارتفاع وتيرة الاعتراف المؤسسي بهذه العملة كأصل مالي وأداة استثمارية، لافتاً إلى أن الكثير ممن كان يعتبر هذه العملة أداة لتهرب من النظام المالي باتت تروج للبيتكوين وتمنحها توقعات سعرية مستقبلاً تقابل أضعاف قيمتها الحالية.

وأشار إلى أن الاهتمام من قبل الأفراد والشباب على وجه الخصوص يرتبط بالأخبار التي خرجت عن الأرباح الهائلة التي حققتها العملة، وبناءً على التوقعات المستقبلية، وبالتالي بات الجميع يرغبون بوضع جزء من سيولتهم في هذه العملة كنوع من الاستثمار المستقبلي، موكداً أن الشباب أكثر قدرة على تقبل وفهم طبيعة هذه العملة، خاصة وأنهم جيل رقمي نشأ واستخدم التكنولوجيا والرقمنة في كافة مناحي الحياة.

وجهة الشباب

وتقول جودي، على تويتر، البيتكوين تشهد ارتفاعاً كبيراً ومن كان متردداً في شرائها بعدة دولارات قبل أعوام الآن يشتريها بالآلاف، ومن الواضح أن السعر لا يزال في مسار صاعد.

وتؤكد في تغريدة على تويتر، أن الاستثمار في العملات الرقمية وخاصة البيتكوين استثمار للمستقبل مع اتجاه العملة للصعود، ليرد عليها مغرد آخر: إنه ليس هناك استثمار مضمون لا سيما في العملات، مؤكداً أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بالمسار المستقبلي للعملة.

ويسأل أحد المغردين، متى سنشهد دفع المرتبات بالبيتكوين والعملات الرقمية الأخرى؟ فيما يقول مغرد آخر: لو عاد الزمان لاستثمرت في البيتكوين وسهم أمازون.