الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

كيف ستبدو البنى التحتية للمدينة الذكية في المستقبل؟

كيف ستبدو البنى التحتية للمدينة الذكية في المستقبل؟

أوضح المدير الإقليمي لدى شركة سينسوس، التابعة لشركة زايلم، فرانسوا فريجو، أننا نعيش اليوم مرحلة غير مسبوقة من النمو العمراني الذي يشكّل عبئاً كبيراً على البيئة والبنية التحتية. ويتطلب تحقيق التحول الرقمي في البنية التحتية العمل وفق منظومة متكاملة بعيداً عن الحلول الجزئية، فالأساس المنطقي لإنشاء مدينة ذكية يكمن في تكامل عمل مكوناتها، ما يتحقق عملياً من خلال اعتماد تكنولوجيا تمكينية مع اتصالات عالية السرعة ومدعومة بشبكات حماية رقمية. وسيتيح هذا تشييد أبنية ذكية ومستدامة تستخدم الطاقة التي تولدها وتديرها وتوزعها شبكات ذكية وشبكات توزيع قادرة على التكيف مع مقدار العرض والطلب. وذلك وفق تصريحات خاصة بـ«الرؤية».

وأضاف: «تُبرز الظروف المناخية الصعبة في المنطقة أهمية إنشاء هذه البنى التحتية، ما يدفع حكومات دول مجلس التعاون الخليجي إلى تحديد متطلبات المواطنين، والعمل على تحقيقها من خلال التحول الرقمي. وتتجه شركات الخدمات نحو اعتماد حلول أكثر تركيزاً على العملاء، ما يوفر مرونة أكبر في جميع أجزاء الشبكة».

وعن الدور الذي سيقوم به التحول الرقمي في قطاع المياه داخل هذه المدن الذكية، قال: «تُولي المياه أهمية كبرى في خطط التحول الرقمي للبنية التحتية كونها تمثل أهم الحاجات الإنسانية الأساسية. وسيساعد استخدام البيانات في أنظمة الصيانة التنبؤية على الحد من حالات تسرب المياه أو حتى التخلص منها، والتي تسبب هدر كميات ضخمة من المياه يومياً في البنية التحتية القديمة لمرافق المياه. وستمنع النظم المستقبلية التسرب، وتراقب استهلاك المياه بما يمكّنها من إدارة الإمدادات».

ويُعد التحول الرقمي في قطاع المياه جزءاً جوهرياً من عملية التحول، إذ تساهم المرافق الذكية في تمكين المدن الذكية. وفي هذا الصدد، تبرز دول مجلس التعاون الخليجي كمثال يحتذى من خلال التطور الكبير الذي يشهده قطاع المرافق فيها، حيث تعتمد هيئة كهرباء ومياه دبي على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول مبتكرة في قطاع المياه، وتضع خططاً رسمية لاستخدام مياه الصرف الصحي بشكل كامل، كما تستخدم السعودية التقنيات الرقمية لزيادة وصول مواطنيها إلى المياه من 87% إلى 92%. وتدعم شركات المرافق رؤية الحكومات في المنطقة من خلال تزويد المدن الذكية بشبكات المياه الذكية لمعالجة المياه ومراقبتها وتوزيعها بأمان.

وساهمت ندرة المياه في المنطقة في تسريع عملية التحول الرقمي للمرافق، ما ساعد على تحقيق العديد من الفوائد على مستوى الأمن الاقتصادي والنمو، ما يعكس الدور الأساسي للتحول الرقمي في قطاع المياه.

وحول أهمية استخدام مرافق المياه الذكية في إنجاز مشروع 300 مليار الذي أطلقته الإمارات مؤخراً، قال: «تقود وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات مشروع الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة «300 مليار»، وهو استراتيجية حكومية عشرية طموحة للنهوض بالقطاع الصناعي نحو اقتصاد وطني أكثر استدامة. وتخطو المجتمعات في الشرق الأوسط خطوات متقدمة وتسعى لرفع مستويات المعيشة، ما يفرض ضغوطاً هائلة على تقديم الدعم لبيئتنا».

وتولي سينسوس تأمين إمدادات المياه دون انقطاع أهمية كبيرة لتحقيق التنمية الاقتصادية والازدهار، ما يتطلب منا استخدام جميع التقنيات المتقدمة المتاحة لإنجاز مشروع 300 مليار وحماية كوكبنا من تأثير التغير المناخي في الوقت نفسه.

وبالنظر إلى أن ندرة المياه يمكن أن تعيق التنمية الاقتصادية إلى حد كبير، تبرز الأهمية البالغة لتطبيق الأنظمة الرقمية في المنطقة لمواصلة التقدم الذي أحرزه قطاع المرافق، وضمان تمتع القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية والمحلية بالأمن المائي الذي تحتاجه للازدهار.

وأضاف فرانسوا فريجو: «تعد الاستدامة أحد المواضيع الرئيسية للأجندة الوطنية رؤية الإمارات 2021 ورؤية المملكة العربية السعودية 2030، كما أصبحت أولوية قصوى للحكومات في جميع أنحاء المنطقة، والتي لا تزال عرضة لتأثير التغير المناخي».

ولا تقتصر أهدافنا في سينسوس، كجهة خبيرة ورائدة في مجال علوم وأنظمة القياس، على المساهمة في تحقيق الاستدامة فقط، بل نسعى لتوفير حلول مبتكرة لمرافق المياه من شأنها دفع أهداف الاستدامة نحو الأمام. ويمكننا من خلال البيانات الدقيقة التي جمعناها من تحليلات متقدمة للغاية، حماية الموارد المائية من خلال الكشف عن تسرب المياه وقياس معدلات استهلاكها وإدارة توزيعها.

ويتم إهدار أو عدم فوترة ما بين 25% إلى 50% من المياه الموزعة على المستوى العالمي، وهو رقم هائل، بالنظر إلى ندرة المياه في مختلف أنحاء العالم، يشير إلى مستوى هدر المياه فيما يُعرف بـ«المياه غير المدرّة للإيرادات». وتساهم تسريبات الأنابيب والبنية التحتية القديمة وإدارة الأصول غير الفعَّالة في هذه الخسائر، ما يُحبط الجهود المبذولة لتحقيق أهداف الاستدامة، فضلاً عن الكلفة العالية التي تتحملها شركات المرافق.

وتتولى شركة سينسوس مهمة الحد من ظاهرة المياه غير المدرة للإيرادات باستخدام بيانات الوقت الفعلي لتحديد حالات تسرب المياه أو التنبؤ بمكان حدوثها، ما يساعد على الحفاظ على موارد المياه ويرسخ الممارسات المستدامة المبتكرة.