الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

لماذا لا يهتم المستهلكون بالعلامات التجارية رغم إنفاقها 600 مليار دولار على الإعلانات؟

لماذا لا يهتم المستهلكون بالعلامات التجارية رغم إنفاقها 600 مليار دولار على الإعلانات؟

تنفق العلامات التجارية في كل عام أكثر من 600 مليار دولار (ولا تزال في ازدياد)، لإقناعنا بشراء منتجاتها، ومع ذلك أصبحنا كمستهلكين غير حساسين لمعظم الإعلانات. ولعل أول أسباب تجاهل تلك الإعلانات هو حدوث فوضى في المعروض. ففي المتوسط​، نستهلك أكثر من 13 ساعة من الوسائط ونتحقق من هاتفنا 96 مرة، أو مرة كل 10 دقائق. ونقضي حسب مجلة «سي إي أوه ورلد» الأمريكية، ساعتين و24 دقيقة يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي، ونقوم بتحميل 995 صورة على إنستغرام كل ثانية، خلال هذه الرحلة تحاول العلامات التجارية إقناعنا بشراء منتجاتها من خلال الإعلانات، وهي صناعة يتوقع أن تصل إيراداتها إلى أكثر من 769 مليار دولار بحلول عام 2024، لذا جعلنا هذا التحميل الزائد للوسائط غير حساسين لمعظم الإعلانات، حيث أصبحنا غارقين في الكثير من الخيارات وينتهي بنا الأمر بعدم قدرتنا على اختيار أي شيء.

وثاني الأسباب يتمثل في عدم اهتمامنا بمعظم تلك العلامات التجارية، فنحن جميعاً نبحث عن المعنى وليس العلامات التجارية، وهذا يعني أننا نتفاعل مع الآخرين ونشتري المنتجات ونختبر الأشياء لحل هذا التوتر بين من نحن ومن نريد أن نكون، أو كيف نريد أن نظهر. والعلامات التجارية التي لا تساعدنا في حل هذه التوترات تقع على جانب الطريق، لأننا ننساها بسهولة، لذا يجب عليهم تذكيرنا باستمرار بما يبيعونه في الإعلان، ويطلق على هذا «تكرار العرض المتزايد». كما أن عدم إيماننا بالعلامات التجارية هو أيضاً مشكلة تتعلق بالأجيال، إلى جانب معرفة وسيلة التواصل السائدة لكل جيل، وفئة مستهدفة. أظهرت دراسة أن 51% من جيل الألفية لا يفضلون العلامات التجارية الخاصة والعلامات التجارية الوطنية.

ومن أسباب عدم الاهتمام بالإعلانات أيضاً، أن الإعلانات التقليدية تحتضر. فعلى عكس الأجيال السابقة يمكن للمستهلكين اليوم الوصول إلى كمية هائلة من المحتوى دون الحاجة إلى مشاهدة العديد من الإعلانات التقليدية إن وجدت، حيث يتجاهل المستهلكون الإعلانات أو يتخطونها أو حتى يمنعونها باستخدام برامج حظر الإعلانات لإبقاء الإعلانات الرقمية بعيدة عن أيامهم. واعتباراً من عام 2019 اعتمد ما يقرب من 26% من مستخدمي الإنترنت على برامج حظر الإعلانات لتجنب تعطيل الإعلانات الرقمية، واستجابة لهذه الظاهرة يستثمر بعض الناشرين مثل «فيسبوك» في تقنيات لمنع أدوات حظر الإعلانات، حيث تجعل هذه البرامج أدوات منع الإعلانات عديمة الفائدة ما يمكّن الناشرين من عرض الإعلانات حتى للأشخاص الذين قاموا بتثبيت برامج حظر الإعلانات.