السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الشباب العربي يؤكدون دعمهم العمل المناخي ونصفهم مستعدون لمقاطعة الشركات التي تضر بالبيئة

الشباب العربي يؤكدون دعمهم العمل المناخي ونصفهم مستعدون لمقاطعة الشركات التي تضر بالبيئة

مقر القمة العالمية للمناخ في غلاكسو. (رويترز)

كشفت نتائج استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الـ13 لرأي الشباب العربي أن أكثر من نصف الشباب العربي (56%) قلقون من التغير المناخي، وأبدت نسبة مماثلة منهم استعدادهم لمقاطعة العلامات التجارية التي لا تراعي عملياتها المعايير البيئية. ويعكس هذا التوجه اللافت تنامي مخاوف الشباب العربي إزاء مشكلة التغير المناخي ودور حكومات المنطقة في الحد من تداعياتها.

ويبدو أن شباب المنطقة مستعدون لإرغام الشركات على التحلي بالمسؤولية إزاء العمل المناخي عبر مقاطعتها. حيث قال نحو ثلثي (63%) الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي إنهم مستعدون لمقاطعة العلامات التجارية التي لا تحترم البيئة، وأبدى ذلك أيضاً أكثر من نصف (56%) الشباب العربي في دول شمال أفريقيا، و(51%) في دول المشرق العربي.

كانت هذه بعضاً من نتائج استطلاع رأي الشباب العربي بشأن «التغير المناخي» التي أعلنتها اليوم «أصداء بي سي دبليو»، تزامناً مع انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 26 (COP26) في غلاسكو.

ولتنفيذ الاستطلاع، قامت شركة الأبحاث والاستشارات الاستراتيجية العالمية «بي إس بي إنسايتس» - خلال الفترة من 6 إلى 30 يونيو 2021 – بإجراء مقابلات شخصية مع 3400 شاب وشابة عرب تراوحت أعمارهم بين 18 و24 عاماً، وذلك في 50 مدينة ومنطقة عبر 17 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال سونيل جون، رئيس شركة «بي سي دبليو الشرق الأوسط» ومؤسس «أصداء بي سي دبليو»: «في استطلاعنا الأول الذي أجريناه عام 2008، لم تتعدَّ نسبة الشباب العربي الذين كانوا مدركين لخطورة التغير المناخي 11%، ولم تكن البيئة حينها أكبر التحديات التي تواجه العالم. واليوم، وبعد 13 عاماً تطغى مسألة التغير المناخي على أجندة الشباب مع تأكيد 56% قلقهم من هذه المشاكل. ولهذا ينبغي أن تتنبه الحكومات والشركات الخاصة في المنطقة إلى الحاجة الملحة لتبني العمل المناخي الإيجابي».

وأضاف جون: «تلفت هذه النتائج بشأن التغير المناخي انتباه الحكومات والشركات الخاصة في المنطقة إلى ضرورة تبني العمل المناخي الإيجابي. وفي حين يعبّر الشباب العربي عن قلقهم من هذه المشكلة، يبدو غالبيتهم واثقون بمزيج المبادرات الحكومية والتطور التكنولوجي والعمل الفردي للمساعدة في حفز أجندة العمل المناخي. ومع أخذ نتائج الاستطلاع باعتبارها مقياساً للآراء، نستطيع القول إن الشباب العربي ينشدون من الحكومات والشركات اتخاذ موقف حازم إزاء الاستدامة».

الثقة بالإجراءات الحكومية

يشعر 43% من المشاركين في الاستطلاع بأنه يتعين على الحكومات العربية تطبيق تدابير أكثر من باقي الدول لمعالجة مشكلة التغير المناخي، وبالتالي الاضطلاع بدور رائد في معالجة القضايا المهمة على مستوى العالم.

علاوةً على ذلك، يعتقد 37% من الشباب العربي أن حكوماتهم تتحمل المسؤولية ذاتها كباقي الحكومات العالمية، فيما قال 20% فقط إن حكوماتهم يجب أن تساهم في معالجة التغير المناخي بمستوى أقل من نظيراتها. ويبدو جلياً أن الشباب العربي ينتظرون من حكوماتهم تصدر جهود معالجة التغير المناخي والاحتباس الحراري، ويعتقد 50% منهم أن حكوماتهم قادرة على معالجة هذا التحدي.

ويحدو الغالبية العظمى من الشباب العربي في دول مجلس التعاون الخليجي (79%) شعور قوي بأن حكوماتهم قادرة على اتخاذ إجراءات فعالة للحد من التغير المناخي، بينما يؤكد 43% من الشباب العربي في شمال أفريقيا قدرة حكوماتهم على التعامل مع مشاكل التغير المناخي. وتعتقد نسبة لا تتعدى 26% من المشاركين في الاستطلاع من دول المشرق العربي بأن حكوماتهم مؤهلة للتعامل مع التغير المناخي، الأمر الذي يكشف عن تباين كبير في آراء الشباب العربي بهذا الخصوص.

وفوق هذا، قال نحو 44% من شباب دول مجلس التعاون الخليجي بأن على الدول العربية اتخاذ إجراءات أكثر من باقي الدول، ويتوقع 39% من شباب شمال أفريقيا إجراءات قيادية قوية مقارنةً مع 45% في دول المشرق العربي – ما يشير إلى أن إظهار القيادة العالمية في قضايا المناخ ضرورة إقليمية.

وأظهر شباب دول مجلس التعاون الخليجي إيماناً أكبر بقدرة التكنولوجيا على مواجهة تحديات التغير المناخي بالمقارنة مع نظرائهم في دول المشرق العربي وشمال أفريقيا، والذين يعتبرون أن مواجهة المشاكل المناخية تتطلب تغيير أنماط حياتنا المعتادة.

ويعزى هذا الارتفاع الملموس في اهتمام الشباب العربي إلى حد ما إلى اتخاذ إجراءات مناخية أكثر إيجابية على المستوى الحكومي، ومن أحدث المبادرات التي شهدتها المنطقة مؤخراً إطلاق مبادرة الإمارات العربية المتحدة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، والأهداف التي حددتها المملكة العربية السعودية والبحرين لتحقيق صافي صفر في الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2060.