السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

التسويق الرقمي.. مليارات الدولارات تُنفق سنوياً والخليج تتفوق على أوروبا وأمريكا

التسويق الرقمي.. مليارات الدولارات تُنفق سنوياً والخليج تتفوق على أوروبا وأمريكا

أصبح التسويق الرقمي أداة مهمة لنمو المشاريع التجارية، حيث لم يعد استخدامه مقصوراً بعد الانتهاء من تأسيس المشروع وتخصيص ميزانية صغيرة له في النهاية، بل ينصح الخبراء في المجال بإعطاء الأولوية للتسويق الرقمي عند البدء بالمشروع منذ البداية، وتخصيص ميزانية له بمختلف منصاته سواء الإنستغرام أو فيسبوك أو غيرها.

المنصات المهمة

سؤالٌ قد يُراود العديد عند بدء التسويق لمشاريعهم فيما يخص المنصة الأنسب للمنتج الذي يعتزم التسويق له. ويقول هشام زراقط المدير التسويقي السابق لشركة فيسبوك وإنستغرام، ومؤسس شركة The Rocket Marketing، إنه في دولة الإمارات في حال كان الجمهور المحلي هو المستهدف فالإنستغرام والسناب شات الخيار الأفضل، أمَّا في حال كان الجمهور المستهدف من جنسيات مختلفة، فالفيسبوك هو المنصة الأنسب.

وأشار زراقط في نفس الوقت إلى أنه من الضروري التركيز على جميع المنصات بدلاً من الاهتمام بمنصة واحدة فقط، وذلك لأن التحديث الأخير لشركة أبل، والمتعلق بنظام IOS، أثّر على خوارزميات جميع المنصات، كما تعود أهمية التركيز على أكثر من منصة بدلاً من واحدة في حال تم إغلاق الحساب حيث ستتم خسارة جميع البيانات والمحتوى، لذلك يُنصح بالتواجد على أكثر من منصة، بالإضافة لطريقة التسويق بالبريد الإلكتروني.

التسويق الرقمي والتقليدي

أوضح زراقط أن خيار التسويق الرقمي بات جزءاً أساسيّاً من الاستراتيجية التسويقية لجميع المشاريع التجارية، وأكد أن ظاهرة التسويق الرقمي لم تُلغِ ظاهرة التسويق التقليدي بالكامل في عالمنا العربي، حيث لا يزال هناك العديد من أصحاب المشاريع الذين يرغبون باللجوء إلى الأساليب التقليدية، وأكد أنه بالنسبة للمردود المادي والكلفة والنتائج، فالتسويق الرقمي لا يمكن الاستغناء عنه، حيث يعزز الوصول بأقل التكاليف ويعود بأحسن النتائج.

أبرز المشاكل

وأوضح زراقط أن إحدى أكبر المشاكل التي يواجهها العملاء أثناء البدء في عملية التسويق الرقمي، تركيزهم المفرط على عدد المتابعين والإعجابات والتعليقات، وحقيقة الأمر هي عكس ذلك، حيث يجب عليهم التركيز على استراتيجية تحفّز نمو المبيعات وتعود بالمكاسب المادية.

تسريبات الخصوصية

وفيما يتعلق بالتسريبات التي أفصحت عنها موظفة سابقة لدى فيسبوك، والتي تتعلق بمسألة الخصوصية، أكد زراقط أنها لا شك قد أثّرت على ثقة العملاء بالشركة، ولكن بالوقت نفسه لا يوجد كم هائل من المعلنين أو المستخدمين الذي عزفوا عن استخدام المنصة، ولكن التأثير الأكبر كان بسبب المنصات الأخرى التي جذبت الجماهير بشكلٍ أكبر.

مليارات الدولارات

ذكر زراقط بعض الأرقام والإحصائيات التي تتعلق بالإنفاق العالمي على التسويق الرقمي، وأكد أن سنة 2019 لأول مرة تجاوزت نسبة الإنفاق على التسويق الرقمي نسبة الإنفاق على التسويق التقليدي، والذي يُطلق عليه مصطلح offline advertising، وفي عام 2020 بلغت نسبة الإنفاق العالمي على التسويق الرقمي 378 مليار دولار، وهي نصف الميزانية العالمية المصروفة على الإعلانات.

وأضاف أنه تمكن هذا العام من الحصول على أرقام رسمية تتعلق بمنطقة الخليج، وتؤكد أن الإنفاق على التسويق الرقمي بلغ في المنطقة 3.64 مليار دولار في 2020، وهي تمثل نسبة 1% من الإنفاق العالمي.

وأكد أن هذه الإحصاءات والفروقات بين منطقة الخليج والمناطق الأخرى تدل على أن منصات التواصل الاجتماعي مثّلت 50% من الإنفاق على التسويق الرقمي في الخليج، وهي نسبة تعد أقل في أوروبا وأمريكا، ما يشير إلى أن العالم العربي يشهد إقبالاً على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من أوروبا وأمريكا، ويدل أيضاً على تزايد الفرص أمام الشركات خلال السنوات القادمة بسبب وفرة المستخدمين أمام معدل الصرف.

أرقام

أشار زراقط إلى أن أكبر رقم واجهه خلال فترته المهنية لهذا العام كان لشركة أمريكية أنفقت أكثر من 10 ملايين دولار، أمَّا بالنسبة للمرود المادي، فقد حققت إحدى الحملات في منطقة الخليج التي تروّج لدورة تدريبية في المنتجات الرقمية أكثر من 15 ضعف قيمة الإنفاق، ويتراوح معدل المردود الطبيعي عادة بين 2 - 4%.

وعلى الصعيد العالمي، كانت شركة بروكتر آند جامبل عملاقة التسويق والإعلانات بحسب المؤشر السنوي لأكبر المنفقين على الإعلانات.

ولكن في عام 2020، لم تحتل بروكتر آند جامبل للمرة الثانية منذ عام 1987 المرتبة الأولى، حيث تجاوزتها شركة سامسونغ في عام 2017، والمرة الثانية في عام 2020 حيث بلغ إنفاقها الإعلاني 10.7 مليار دولار، بينما تجاوزتها شركة أمازون بإنفاقها الإعلاني الذي بلغ 11 مليار دولار.

حقيقة الجمعة السوداء

أكد زراقط أن الشركات على الصعيد العالمي تجني نحو 188 مليار دولار خلال الجمعة السوداء، أمَّا على صعيد العالم العربي نحو 6 مليارات دولار، وذلك بنسب تفاوتية بحسب الشركات.

وأوضح أن خصم البلاد فرايدي حقيقي وغير وهمي كما يعتقد البعض، وبالفعل أغلب الشركات تعطي العروض والخصومات التي تعود عليها بالفائدة الكبيرة، وذلك لأن كمية المبيعات خلال هذه الفترة الزمنية أكثر بكثير من أيّ فترة أخرى، حيث لا توجد حاجة لإقناع العميل بالشراء، كما أن المبالغ التي يتم إنفاقها لحملات الجمعة السوداء للتسويق الرقمي تعود بمردود عالٍ جداً، والقرار الذي يتخذه المستهلك يكون سريعاً لأن هناك فترة محددة لانتهاء العروض.

وتابع عن تحقيق الشركات أرباحاً خلال هذه الفترة، أن العديد من الشركات تحقق 50% من الإيراد المالي لسنة كاملة خلال 5 أيام.

نصائح للشركات والمستهلكين

ومن أهم النصائح التي ينصح بها زراقط المستهلكين خلال الجمعة السوداء، تحضير قائمة بالمنتجات المحتاجين لها بالفعل، وذلك لأن أكثر المستهلكين يشترون العديد من المنتجات التي ليسوا بحاجة لها بسبب الخصومات الكبيرة.

والنصيحة الثانية هي رصد قيمة المنتجات قبل وبعد العروض لتقييم إذا كان هناك خصم أم لا، وهناك العديد من الأدوات على الإنترنت التي تساعد في مقارنة الأسعار.

أمَّا بالنسبة للشركات، فينصح زراقط التجهيز المسبق للعروض، وعمل خصومات حقيقية وليس الاكتفاء بخصم 5 أو 10%، بل يجب أن يكون العرض جاذب بالفعل بحيث لا يفكر العميل قبل شرائه أو يقارنه مع شركات أخرى.

التسويق الرقمي والجائحة

وأكد هشام زراقط أن التسويق الرقمي سيستمر بالتطور أكثر وأكثر وهو ما تمت ملاحظته بعد جائحة وباء كورونا، وأهم أسباب هذا التطور تعود لتغيير سلوكيات المستخدمين الشرائية، حيث أصبحوا يميلون للتسوق الرقمي أو حتى التعليم الرقمي على عكس السابق.