الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

بعد اضطرابات كازاخستان.. أزمة عالمية في الوقود النووي تلوح في الأفق

بعد اضطرابات كازاخستان.. أزمة عالمية في الوقود النووي تلوح في الأفق

رويترز.

تمتلك كازاخستان نسبة كبيرة من حصة السوق من اليورانيوم، حيث تزيد حصتها على 40% من الوقود النووي العالمي وفقاً لمجلة الإيكونومست البريطانية.

وقال تقرير للمجلة إن الاضطرابات الأخيرة تسببت بقلق كبير للمستثمرين بالمعدن، حيث قفزت أشعار اليورانيوم 8% في 5 يناير الجاري، وباتت كلفة الرطل حوالي 45 دولاراً وفقاً لشركة UxC التي تتبع البيانات.

وبعد تراجع الاحتجاجات واستقرار السوق نوعاً ما، لا تزال السلعة التي يطلق عليها اسم الكعكة الصفراء جاهزة لعقد مضطرب.

وأضاف التقرير أن التأثير الفوري للاضطرابات الكازاخستانية قد يكون محدوداً، وعلى الرغم من أن الاحتجاجات حدثت بعيداً عن المناطق المنتجة لليورانيوم، إلا أنه من المحتمل حدوث انخفاض في الإنتاج العالمي.

وتستخدم كازاخستان طريقة تتضمن ضخ الحمض في الأرض لاستخراج اليورانيوم، وقد تصل الاضطرابات إلى عمليات شحن المركبات والمعدات بسبب القطارات التي تقطعت بها السبل أو مشاكل الاتصال، ما يؤدي إلى إبطاء العمليات.

وذكر التقرير أن أي نقص في اليورانيوم قد لا يؤثر كثيراً في الوقت الحالي، حيث إن كبار مشتري اليورانيوم كالصين وفرنسا اللذين يعدا كبار مستخدمي الوقود النووي لديهم مخزونات تكفي لعدة سنوات، ويمكن للمناطق الأكثر تأثراً بالنقص أن تقترض من الدول الغربية.

ومعظم الوقود النووي يشتمل شراؤه بعقود طويلة الأجل تحمي من موجات القفزات السعرية قصيرة الأجل.

ومع ذلك فإن الأحداث في كازاخستان التي كانت لعقود من الزمان المورد الأكثر استقراراً لليورانيوم في العالم، قد تدفع المشترين في النهاية إلى التحوط من مخاطر الاعتماد الكثير على مصدر واحد.

حيث أثارت الإضرابات الأخيرة مخاطر تعرض الدولة لأزمات أخرى أو تعرض أصول الدولة للهجوم.

وتعتبر شركة Kazatomprom منتج اليورانيوم الوحيد في البلاد، ومملوكة بنسبة 75% من قبل صندوق سيادي، ولذلك يتطلع بعض المستهلكين إلى تنويع مصادر الإمداد، على الرغم من أن كازاخستان هي المنتج الأقل كلفة حتى الآن.

ويمكن أن يؤدي ارتفاع الطلب الإجمالي إلى رفع الأسعار أكثر، فمن بيلاروسيا، إلى بنغلاديش تتجه العديد من الأسواق الناشئة إلى استخدام الطاقة النووية لمساعدتها على إزالة الكربون.

وتخطط الصين لإنشاء 150 مفاعلاً جديداً خلال الـ25 عاماً القادمة، حتى في الغرب الذي كان متردداً في اتجاه الطاقة النووية يمكن أن يغير موقفه.

وتخطط المفوضية الأوروبية لتصنيف الطاقة النووية على أنها خضراء، ما يمكن من توجيه أموال المستثمرين نحو مشاريع جديدة.

وتستعد شركة NuScale، وهي أول شركة تسعى لتسويق المفاعلات الصغيرة المعيارية تجاريًا للحصول على الموافقة من قبل المنظمين الأمريكيين، للاكتتاب العام (من خلال الاندماج مع شركة استحواذ ذات غرض خاص).

وعلى المدى القريب قد لا يكون العرض يلبي سرعة الارتفاع على الطلب، ما يدعم ارتفاع الأسعار بشكل أكبر.

ويتم التخطيط لبناء مناجم جديدة في أفريقية والأمريكتين، ولكن تتطلب أسعاراً لا تقل عن 50-60 دولاراً لرطل اليورانيوم لتكون مربحة.