يتوقع تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ارتفاع سعر عصير البرتقال في ولاية فلوريدا الأمريكية بسبب مشكلات سلاسل التوريد ودرجات الجرارة المرتفعة التي تعيق تلبية المزارعين للطلب.
وأشار التقرير إلى أن محصول البرتقال في ولاية فلوريدا يعد الأصغر منذ الحرب العالمية الثانية وفقاً لتقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر، ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تؤثر درجات الحرارة المنخفضة بشكل أكبر على محصول الموسم.
وبحسب التقرير فإن ولاية فلوريدا هي أكبر منتج في أمريكا لعصير البرتقال، حيث تنتج في ذروتها 244 مليون صندوق برتقال سنوياً، بينما تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن ينخفض هذا الرقم إلى 44.5 مليون فقط.
وعلى الرغم من تراجع إقبال المستهلكين على شراء عصير البرتقال المعلب في السنوات الأخيرة بسبب القلق من السكريات، إلا أن وباء فيروس كورونا أعاد ارتفاع الطلب.
وقال مايك سباركس المدير التنفيذي لمجموعة فلوريدا سيتروس ميوتشوال، وهي مجموعة تجارية تمثل آلاف المزارعين إن الطلب خلال الوباء قفز بالمبيعات إلى مستويات لم يتم تحقيقها منذ عام 2016.
وشهدت أسعار البرتقال ارتفاعاً طوال فترة الوباء، حيث أدت الموجات المتتالية من الإصابات إلى زيادة طلب المستهلكين على المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين سي والتي يعتقد أنها مفيدة في تعزيز المناعة.
وشهد عام 2021 ارتفاعاً في أسعار عصير البرتقال بنسبة 13.8% وفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية، ووفقاً لشركة أبحاث السوق Nielsen، زادت أسعار التجزئة لعصير البرتقال بنسبة 5.73% هذا الشهر.
وارتفع متوسط سعر البرتقال في الولايات المتحدة بنسبة 8.5% في الأسابيع الأربعة حتى 19 يناير، ووفقاً لشركة بيانات أسعار السلع الأساسية مينتيك، والتي تتوقع أن تفاقم أزمة سلاسل الإمدادات إلى جانب ارتفاع تكاليف المكونات بارتفاع أسعار عصير البرتقال خلال الأشهر المقبلة.
وذكر التقرير أن الجاني الأساسي وراء انحسار المحصول هو ظاهرة تسمى تخضير الحمضيات، وهو مرض يقضي على بساتين البرتقال في فلوريدا وينتشر عن طريق حشرة تشبه حشرة القمل.
وانخفض محصول الولاية بأكثر من 75% عن ذروته، وفقدت فلوريدا 50% من مزارعها بسبب الدمج وتطوير الأراضي وتخلي المزارعين عن العمل.
وأكد سباركس أن التخضير هو أصعب الأمراض التي تؤثر على الحمضيات، ويشير إلى أن نقص الأيدي العاملة ونقص العبوات البلاستيكية وغيرها من الخدمات اللوجستية الصعبة لسلسة التوريد كانت تحديات إضافية في الأشهر الأخيرة.
ويقول مارك هدسون خبير الإحصاء بولاية فلوريدا إن التخضير يؤدي إلى إنتاج فاكهة أصغر وبنكهة مريرة، بالإضافة إلى أنه يرفع معدل تساقط الفاكهة في وقت مبكر قبل النضج.
وأوضح أن بعض الأسباب التي دفعت إلى انخفاض العائد إلى مستوى تاريخي هذا الموسم، هو أن الولاية لديها عدد أقل من الأشجار المزرعة بسبب فقدان الأراضي الزراعية للتطوير.
وأضاف هدسون أن فلوريدا وحدها كانت تضم 36.2 مليون شجرة فالنسيا في مواسم النمو بين 2006-2007، إلا أن هذا الرقم انخفض إلى 30.4 مليون شجرة هذا العام.
وقال مفوض الزراعة في ولاية فلوريدا نيكي فريد، إن مزارعي فلوريدا واجهوا سلسلة من التحديات خلال السنوات الأخيرة كإعصار إيرما وغيره من الظواهر المناخية القاسية والآفات.
ويعارض فرايد بشدة قرار وزارة الزراعة الأمريكية بالسماح باستيراد الحمضيات الطازجة من الصين، وحذر من تأثير الواردات الرخيصة من المكسيك على مزارعي فلوريدا الذين يعانون بالفعل.
وقبل بضعة سنوات كانت صناعة الحمضيات في فلوريدا تبلغ كلفتها 9 مليارات دولار، ويعمل بها 76 عاملاً، بينما تبلغ الآن 6.7 مليار دولار، وتوفر 33 ألف وظيفة فقط.
وقد يعني ارتفاع الطلب على العصير وسط تراجع إنتاج فلوريدا، استحواذ البرازيل على جزء من السوق، التي تعد أكبر منتج لعصير البرتقال في العالم.
وزادت مبيعات تروبيكانا برو بريميوم المملوكة لشركة بيبسي، وميني تمايد المملوكة لشركة كوكاكولا، ووفقاً لشركة أبحاث السوق IRI أعلنت كل من كوكا كولا وبيبسي عن زيادة أسعار منتجاتهما بما في ذلك العصير، وذلك لتعويض ارتفاع تكاليف المكونات وسلسلة التوريد، وذلك بالرغم من المبيعات القوية، وتعتمد كل من تروبيكانا ومينيت مايد بشكل كبير على برتقال فلوريدا.
وقال سام جورج وهو طاهٍ في The Fainting Goat في واشنطن، إنه لاحظ يوم الخميس أن سعر الجملة لعصير البرتقال الطازج قد ارتفع إلى 20 دولاراً للغالون الواحد.
وأشار إلى أن السعر كان قبل أسبوعين نحو 12 دولاراً، وقبل الوباء كان 8 دولارات.