الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

كيف سيؤثر الحظر الأمريكي للواردات الروسية على السوق النفطية؟

كيف سيؤثر الحظر الأمريكي للواردات الروسية على السوق النفطية؟

قال خبراء لـ«الرؤية» إن إعلان الولايات المتحدة حظر استيراد النفط الخام الروسي للبلاد أدى لوصول الأسعار إلى ما يقرب من 130 دولاراً أمريكياً للبرميل، مشيرين إلى أن تلك الخطوة تهدف إلى تقييد وليس فرض عقوبات عالمية شاملة على النفط الخام الروسي، أكبر مصدر للنفط في العالم.

وأوضحوا أن تلك الخطوة أثرت على الأسعار حيث انضمت المملكة المتحدة أيضاً إلى الإعلان عن نيتها الابتعاد التدريجي لاستيراد النفط الخام من روسيا بحلول نهاية العام.

ويعتقد رئيس استراتيجية وأبحاث الاستثمار في «كامكو إنفست» جنيد أنصاري، أن هذه الخطوة قد تدعم أسعار النفط وتزيد من التقلبات إلى جانب عوامل أخرى، إلا أنها قد لا تؤثر على صادرات الخام الروسي لا سيما وسط ارتفاع أسعار البترول لأعلى مستوى منذ عام 2008، موضحاً أن الدول المستوردة للنفط تبحث عن خصومات في سوق النفط وفي هذه الحالة من الممكن لروسيا أن تقدم ذلك.

وتأتي روسيا في المرتبة الثانية كأكبر منتج عالمي، بنحو 9,7 مليون برميل في اليوم، حيث ضخت نحو 14% من إجمالي الإنتاج العالمي في عام 2021، ونحو 60% من صادرات النفط الروسي تتجه إلى أوروبا، بينما تستقبل آسيا 35%.

علاوة على ذلك، استوردت الولايات المتحدة 250 ألف برميل يومياً من النفط الخام الروسي في عام 2021، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة، أو نحو 3 % من شحنات النفط الخام التي تصل إلى الولايات المتحدة.

وتأتي معظم واردات النفط الأمريكية من كندا والمكسيك والمملكة العربية السعودية. وافقت إدارة بايدن على إطلاق 30 مليون برميل من النفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، لتخفيف الضغط على السوق الفورية.

وتوقع جنيد أنصاري، أن يقابل ذلك ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة، وخاصة من النفط الصخري وإطلاق احتياطي البترول الاستراتيجي من وقت لآخر. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط بمقدار 0.76 مليون برميل يومياً هذا العام وصولاً إلى 12 مليون برميل يومياً.

وأشار جنيد إلى أنه مع زيادة منتجي النفط الصخري إنتاجهم، يمكن أن تكون الزيادة نحو مليون برميل يومياً. ومع ذلك، فإن التحرك التدريجي من قبل مستوردي النفط الرئيسيين لتقييد حركة النفط الروسي سيؤثر بالتأكيد على وضع العرض والطلب في سوق النفط.

ورجح جنيد أن تفيد هذه الخطوة مصدري النفط الآخرين للولايات المتحدة بما في ذلك كندا والمكسيك والمملكة العربية السعودية. وأشار إلى أنه من بين الثلاثة تمتلك المملكة العربية السعودية أكبر طاقة فائضة ويمكنها إضافة ما يقرب من مليون برميل في اليوم في وقت قصير، لكن الالتزام باتفاقية أوبك + يحد من أي تحرك من قبل المنتجين في مجموعة أوبك +.

وبدوره، قال رئيس الباحثين لدى «سنشري فاينانشال»، أرون ليزلي جون، إن القرار الأخير قد يمكن الولايات المتحدة من اللجوء إلى منتجي النفط الآخرين للمساعدة في تعويض الواردات الروسية عبر السوق العالمية.

وأشار إلى أن ذلك قد يكون ذلك مشكلة لأن أسواق النفط العالمية متوترة بالفعل وأي زيادة في مشتريات الولايات المتحدة قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.

ومن جانبه، أكد محمد شاهين العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «سيفن كابيتال» للوساطة المالية، أن فرض قيود على صادرات النفط الروسية سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والبنزين المرتفعة بالفعل، وزيادة الضغط على المستهلكين والشركات والأسواق المالية والاقتصاد العالمي.