الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

أزمة سلاسل التوريد تخفض مبيعات السيارات الأوروبية

أزمة سلاسل التوريد تخفض مبيعات السيارات الأوروبية

انخفضت مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي إلى أدنى مستوى مسجَّل في فبراير، حيث يستعد المصنِّعون لمزيد من الاضطراب في الإنتاج بسبب قضايا سلسلة التوريد التي تفاقمت نتيجة الحرب في أوكرانيا.

وأشارت الرابطة الأوروبية لمصنِّعي السيارات، اليوم الخميس، إلى أن تسجيل المركبات الجديدة في الاتحاد الأوروبي انخفض بنسبة 6.7% إلى أقل من 720 ألفاً لهذا الشهر، وعند إضافة المملكة المتحدة ودول رابطة التجارة الحرة، تصبح نسبة انخفاض المبيعات 5.4%.

ويعدُّ هذا الانخفاض أشدّ مما كان عليه في يناير ويمدِّد سلسلة الانخفاضات في الصناعة إلى 8 أشهر، حسبما جاء في مقالة نشرها موقع «بلومبيرغ» حديثاً.

وقال محللو «بلومبيرغ إنتلجنس» إنَّ الطلب الأوروبي على السيارات كان فاتراً بالفعل قبل أن تؤدِّي الحربُ في أوكرانيا إلى توقُّف الإنتاج ونقص المكونات الذي يؤدي إلى مزيدٍ من التأخير في انتعاش مبيعات السيارات الأوروبية عام 2022.

وتواجه الصناعة عاماً صعباً، حيث إنَّ النقص المستمر في أشباه الموصّلات والحرب في أوكرانيا وتفشي كوفيد حديثاً في الصين يضع المزيد من الضغط على سلاسل التوريد المتزعزعة مسبقاً.

وتتوقع «بلومبيرغ إنتلجنس» أن تظلَّ المبيعات في أوروبا ثابتة هذا العام في أسوأ الأحوال، مقارنة بتقديراتها السابقة لنموٍ أقل من 5%، بينما سجلت الأسواق، بما في ذلك ألمانيا وإسبانيا، نمواً متواضعاً لشهر فبراير، وسجلت إيطاليا وفرنسا انخفاضاً من رقمين، في حين أنَّ الحرب في أوكرانيا لم تؤثر بشكل كبير على المبيعات الشهر الماضي، فإنَّ ذلك سيتغير في المستقبل القريب، حيث تعدُّ أوكرانيا مصدِّراً رئيسياً لأدوات الأسلاك التي تعمل على تشغيل الأنظمة الكهربائية للسيارات.

وأفاد كولن لانغان، محللٌ في شركة «ويلز فارغو» (Wells Fargo) للخدمات المالية، بأنَّ إغلاق المصانع في البلاد يمكن أن يقلِّلَ من إنتاج السيارات الأوروبية بنحو 700000 مركبة في النصف الأول.

يُذكر أنَّ بعض الشركات، مثل «فولكس فاجن» و«بي إم دبليو»، عطَّلت مصانعها بسبب انقطاع الإمداد، في حين خفضت «مرسيدس» الإنتاج في مصنعٍ ألماني.

كما حذَّرت «فولكس فاجن» هذا الأسبوع من أنَّه سيتعيَّن عليها مراجعة توقعاتها إذا كانت غير قادرة على الحصول على أحزمة الأسلاك لأكثر من 3 أو 4 أسابيع، علماً أنَّ «ستيلانتس» و«فولكس فاجن» من بين الشركات التي عانت الشهر الماضي، مع انخفاض التسجيلات فيهما بنسبة 17% و12% على التوالي. فيما زادت مبيعات شركتي «تويوتا موتور» و«بي إم دبليو» بنسبة 4.7% و1.3% على التوالي. كما حققت هيونداي مكاسب بارزة بنسبة 25%.

وحاول مصنِّعو السيارات التغلّب على أزمات العرض من خلال إعطاء الأولوية لنماذجهم الأعلى ربحاً ورفع الأسعار، حيث ذكرت «بي إم دبليو» يوم الأربعاء أنَّ عائدات التشغيل لأعمال السيارات ستظلُّ قويةً هذا العام، حتى مع استمرار الحرب في أوكرانيا وأزمة الرقائق الإلكترونية.