قالت صحيفة فاينشال تايمز إن الشركات الأمريكية تسارع لإعادة شراء كميات كبيرة من الأسهم للاستفادة من التقلبات الأخيرة وسط تباطؤ النمو العالمي، بالإضافة لدعم الطلب على أسهمها وزيادة الربحية.
وتم السماح بإعادة شراء أسهم بقيمة 319 مليار دولار هذا العام، وفقاً لبيانات بنك غولدمان ساكس، مع تزايد عدد الشركات التي تنفذ صفقات متسارعة لشراء أحجام أسهم بأسرع ما يمكن في الوقت الذي تنخفض فيه أسعارها. وكانت قيمة عمليات إعادة شراء الأسهم بالشركات الأمريكية تقدر بنحو 267 مليار دولار بنفس الفترة من عام 2021.
وحتى الشركات المدرجة مؤخراً -التي عادة ما تنفق الأموال لدفع النمو بدلاً من إعادة الفائض للمساهمين- انضمت إلى هذا الاتجاه بعد الانخفاض الحاد في أسعار أسهمها؛ ما يجعل عمليات إعادة الشراء أكثر جاذبية.
وقال مايكل فوريس، رئيس قسم الأسهم المهيكلة لدى غولدمان ساكس Goldman Sachs: «إن اتساع نطاق شراء بالصناعات المختلفة للأسهم هو الأعلى الذي شهدناه في بضع سنوات، وزادت الأحجام»، مشيراً إلى أن هذا أكثر بكثير بسبب خلفية السوق وليس أي شيء آخر.
وأوضح أن مجلس إدارة الشركات تستخدم عمليات إعادة شراء الأسهم لدعم الطلب على أسهمها وزيادة الربحية عن طريق تقليل عدد الأسهم المتداولة.
بدوره، قال كريج مكراكين Craig McCracken، الرئيس المشارك لأسواق رأس المال في Wells Fargo: «من المفارقات أن نشاط إعادة الشراء يميل إلى الانتعاش في فترات التقلب نظراً لوجود سحب على المكشوف وبالتالي ينظر الأشخاص الذين يتدفقون من السيولة إلى الفرص المتاحة لهم».
وتابع: «إنها علامة على القوة الأساسية، أن الشركات تتوقع أن تستمر الأمور في التحسن إلى حد ما، لذا فهم يستخدمون أموالهم لإعادة شراء الأسهم بدلاً من الاحتفاظ بها في الميزانية العمومية».
وقالت Goldman’s Voris: «عمليات إعادة الشراء المعجلة ترسل إشارة قوية للمساهمين لأن السيولة ملتزمة بإعادة شراء الأسهم مقدماً».
وقالت ZipRecruiter، التي تم طرحها للاكتتاب العام منذ أقل من عام من خلال الإدراج المباشر، إن الاستثمار في الأسهم المقيمة بأقل من قيمتها يعد خياراً جذاباً.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الزيادة في عمليات إعادة الشراء وفرت نقطة مضيئة نادرة لأعمال أسواق رأس المال في البنوك الاستثمارية، والتي عانت انخفاضاً حاداً في الرسوم بسبب تباطؤ الاكتتابات العامة وأنشطة جمع رأس المال الأخرى.