الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

خبراء يتوقعون هبوطاً مؤقتاً لأسعار الذهب العالمية

خبراء يتوقعون هبوطاً مؤقتاً لأسعار الذهب العالمية

أسعار الذهب العالمية تنتظر مزيداً من الصعود الفصلي, الذهب يتراجع مع صعود الدولار

توقع خبراء أن تواصل أسعار الذهب العالمية الهبوط الأسبوعي المؤقت، في ظل تصاعد التصريحات بشأن تسارع وتيرة رفع الفائدة الأمريكية لكبح جماح التضخم الذي وصل لمستوياته القياسية لا سيما مع استمرار العمليات العسكرية الروسية بأوكرانيا.

وتراجعت أسعار الذهب في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة تتجاوز 2.1% لتصل الأونصة الواحدة لقرابة مستوى 1934.30 دولار، فيما سجلت هبوطاً يومياً بنهاية تعاملات الجمعة بنسبة 0.7%.

وقال رئيس قسم أبحاث السوق لدى «سبائك مصر»، طاهر مرسي، إن هناك عاملين رئيسيين سيساهمان في استكمال مسيرة التراجع لأسعار الذهب عالمياً خلال الأسبوعين المقبلين، في مقدمتهما القيادة النفسية للاحتياطي الفيدرالي، حيث مارس أعضاء الاحتياطي الفيدرالي ضغوطاً نفسية قوية على الأسواق من خلال أحاديثهم التي لا يخلو منها أسبوع تداول، للترويج لفكرة رفع الفائدة على الأموال وأنها ستكون بوتيرة أسرع، وبنسب أكبر من المتوقع، والتي ستبدأ مع اجتماع مايو القادم للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.

وأوضح طاهر مرسي أن ثاني عامل هو ارتفاع قوة الدولار في أسواق العملات حيث يدرك أعضاء الفيدرالي، أن الفجوة بين أسعار الفائدة، ومعدلات التضخم المرتفعة الحالية، ما زالت كبيرة، وهو ما تنتج عنه معدلات فائدة حقيقية سلبية.

وأشار إلى أن هذا الأمر ليس في صالح الدولار، الذي يعاني من ضعف القوة الشرائية مع تضخم مفرط، هو الأعلى منذ 40 عاماً، حيث سجل التضخم بالولايات المتحدة في آخر قراءة لمؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي 8.5%، مرتفعاً من 7.9% في القراءة السابقة، على أساس سنوي.

وارتفع مؤشر عملة الدولار «Dollar Index»، الذي يقيس قوة الدولار أمام 6 عملات رئيسية، للارتفاع بنهاية تعاملات الأسبوع، ليحلق أعلى 101، وهو أعلى مستوى له منذ مارس 2017.

ولفت إلى أن تلك العوامل تضغط على أسعار الذهب بالرغم من استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وتصاعد حدة الصراع، مع تلويح روسيا باستخدام السلاح النووي ضد حلف الناتو.

وأكد أن الأسعار لم تعرِ التوترات الجيوسياسية الكثير من الاهتمام، بقدر تأثرها بمتابعة توجهات الفيدرالي الأمريكي، وتوقعات أسعار الفائدة المرتقبة، مع اجتماع الفيدرالي القادم في مايو.

وبين أن رفع الفائدة لا يعني بالضرورة انخفاض أسعار الذهب، حيث ينبغي أن نشير هنا إلى أنه تاريخياً لا توجد علاقة عكسية بين رفع أسعار الفائدة الفيدرالية الأمريكية، وأسعار الذهب بل على العكس تماماً، فقد سجل الذهب ارتفاعات تاريخية بالتزامن مع رفع الفائدة الأمريكية.

وأشار إلى أن الأسواق عادة ما تنجح في اقتناص المزيد من الأرباح باستغلال الحالة النفسية التي يحاول الفيدرالي جاهداً بثها في الأسواق.

وتوقع أن يستمر الفيدرالي الأمريكي في ممارسة المزيد من الضغوط على أسعار الذهب، من خلال تكرار التصريحات، والأحاديث المتعلقة برفع الفائدة، في محاولة لتفادي الهبوط العنيف، والتأسيس لهبوط ناعم للأسواق، خوفاً من تكرار سيناريو 2008.

وأكد أنه ألا ينبغي أن نغفل عن الوضع الاقتصادي الدولي المتراجع، والتضخم المفرط، والتوترات الجيوسياسية، وهي العوامل التي تمثل تحديات حقيقية أمام محاولات الفيدرالي تفادي الهبوط القوي للأسواق، وتراجع الدولار.

ولفت إلى أن ذلك يجعل من استمرار ارتفاع أسعار الذهب نتيجة طبيعية، ومساراً مرجحاً، مؤكداً أن كل انخفاض هو التقاط أنفاس لاستئناف الارتفاع مجدداً.

من جانبها، تتوقع كاثي وود، الرئيسة التنفيذية وكبيرة مسؤولي الاستثمار في «أرك إنفستمنت مانجمنت» عدم رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الخاصة به بالقدر الذي تراهن عليه الأسواق حالياً.

وأضافت وود: «قد تحدث مفاجأة ولا ترتفع أسعار الفائدة بنفس القدر الذي توقعته الأسواق مؤخراً»، ويقارب التضخم في الولايات المتحدة حالياً أعلى مستوى له في 4 عقود، وهو وضع ساعد على تحفيز توجه الفيدرالي نحو تعزيز أسعار الفائدة.