الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«ستاندرد آند بورز» تثبت التصنيف الائتماني لمصر

«ستاندرد آند بورز» تثبت التصنيف الائتماني لمصر

الدكتور محمد معيط وزير المالية المصري

أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية المصري، أن قرار مؤسسة «ستاندرد آند بورز» بتثبيت التصنيف الائتماني لمصر بالعملتين المحلية والأجنبية عند مستوى «B.B» مع الإبقاء على نظرة مستقبلية مستقرة، بعد تثبيت فيتش للتصنيف الائتماني لمصر الأسبوع الماضي، يُعد شهادة جديدة من المؤسسات الدولية في صلابة الاقتصاد المصري، تعزز ثقتنا في قدرته على التعافي من تداعيات الأزمة العالمية الراهنة التي ضاعفت ما نتج عن جائحة كورونا من آثار سلبية، شكلت تحديات قاسية امتدت لاقتصادات مختلف الدول؛ متأثرة باضطراب سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن، وزيادة التضخم بشكل حاد، على نحو انعكس على زيادة أسعار السلع والخدمات.

ولفت إلى أن الإصلاحات الاقتصادية والمالية والهيكلية التي اتخذتها الدولة المصرية ساعدت في توفير قاعدة تمويل محلية قوية ومتنوعة، وجعلتنا أكثر قدرة على امتصاص الصدمات ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

وقال الوزير، إن هذا القرار يُعد إضافة جديدة إلى رصيد الثقة لدى المستثمرين والمؤسسات الدولية، ودفعة قوية محفزة لاستكمال مسار الإصلاح المالي والهيكلي، حيث يُشير تقرير «ستاندرد آند بورز» إلى إمكانية النظر في إجراء تصنيف إيجابي على المدى المتوسط، إذ يفوق التوسع الاقتصادي في مصر بشكل كبير توقعات المؤسسة، موضحاً أن هذا التصنيف جاء مدعوماً بالسجل الأخير لمصر في الإصلاحات المالية والاقتصادية، واقتصادها الكبير ونموه القوي، كما تعكس النظرة المستقبلية المستقرة توقعات إيجابية بقدرة الاقتصاد المصري على التعامل الإيجابي المرن مع الأزمة الأوكرانية، وتخفيف حدة هذه الصدمات الاستثنائية.

وأشار الوزير إلى شهادة مؤسسة «ستاندرد آند بورز»، بأن مصر كانت من الاقتصادات القليلة التي نجحت في تجاوز الانكماش الاقتصادي عام 2020، وتوقعاتها بأن يحقق الاقتصاد المصري نمواً بنحو 5.7% خلال العام المالي الحالي، ويبلغ معدل العجز الكلي للموازنة نحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي 2022/ 2023، بينما يصل متوسط عمر الدين 3.5 عام في 2022 بدلاً من عامين في 2016، لافتاً إلى استمرار الاقتصاد المصري في تحقيق فائض أولى؛ نتيجة لاستكمال الإصلاحات الهيكلية، وما تشهده المنظومة الضريبية من أعمال تطوير وميكنة أسهمت في تعظيم جهود دمج الاقتصاد غير الرسمي، ورفع كفاءة التحصيل الضريبي، وتوسيع القاعدة الضريبية.

وأوضح الوزير، أن مؤسسة «ستاندرد آند بورز» أشادت بما حققه الاقتصاد المصري من نمو مرتفع خلال النصف الأول من العام المالي 2021/ 2022 بنحو 9% نتيجة لتعافي عدد من القطاعات الحيوية مثل السياحة والصناعة، إضافة إلى المشروعات التنموية الكبرى التي كان لها بالغ الأثر في تحفيز قطاع البناء والتشييد، لافتاً إلى تبنى الحكومة حزمة تحفيزية داعمة تقدر بنحو 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي في مارس الماضي، مكنت الدولة من التعامل مع تداعيات التحديات الاقتصادية العالمية، وتخفيف آثارها على المواطنين، حيث تم ضم نحو 450 ألف أسرة جديدة للمستفيدين من «تكافل وكرامة»، وزيادة المرتبات والمعاشات ورفع حد الإعفاء الضريبي بنسبة 25% من 24 إلى 30 ألف جنيه.

من جانبه، قال أحمد كجوك نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، إن عملية الإصلاح الاقتصادي التي تتبناها الدولة منذ نحو 6 سنوات، والمشروعات التنموية الكبرى كان لها دور كبير في تحفيز النشاط الاقتصادي بشتى قطاعات الدولة، والحفاظ على معدلات نمو إيجابية رغم التحديات المتعاقبة بدءاً من أزمة الأسواق الناشئة، مروراً بجائحة «كورونا»، حتى الأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن هذه السياسة المالية المتوازنة في تعزيز قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق مؤشرات مالية قوية تتمثل في تحقيق فائض أولي لمدة 4 أعوام متتالية، واستهداف خفض العجز الكلي إلى ٦,٢٪ العام المالي المقبل.