الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

انخفاض ازدحام الموانئ الأمريكية يبشِّر بانتعاش سلاسل التوريد

انخفاض ازدحام الموانئ الأمريكية يبشِّر بانتعاش سلاسل التوريد

ربما تُبدي اختناقات الموانئ التي زادت من ازدحام سلاسل التوريد بسبب الحرب في أوكرانيا وعمليات الإغلاق في الصين بعضَ علامات الانفراج، وفقاً لشركة «يانغ مينغ» التايوانية، إحدى أكبر شركات النقل البحري في العالم، حيث انخفض عدد السفن المنتظرة خارج الموانئ في لوس أنجلوس ولونغ بيتش من 100 سفينة في وقت سابق من هذا العام إلى أقل من 40 سفينة حالياً، وفقًا لتشنغ تشنغ ماونت، رئيس «يانغ مينغ»، علماً أن وقت انتظار السفن في موانئ شنغهاي يومين أو ثلاثة أيام، مقارنة بـ 10 إلى 14 يوماً في الموانئ الأمريكية.

وأفاد تشنغ في مقابلة يوم الثلاثاء بأنَّه يعتقد أن انخفاض الازدحام في موانئ الولايات المتحدة علامة جيدة، حيث يتوقع أن تصبح الأمور سلسة في النصف الثاني من العام. وفيما يتعلق بالإغلاق الصارم للصين في شنغهاي والمدن الأخرى لمحاربة تفشي كوفيد-19، يرى تشنغ أن التأثير العالمي «ظاهرة قصيرة الأجل» يجب أن تقتصر على عمليات الربع الثاني. كما يتوقع أن تعدِّل بكين سياستها تجاه كوفيد وأن ينتعش اقتصاد البلاد في النصف الثاني.

تأتي وجهة نظر تشنغ في الوقت الذي واجهت فيه سلاسل التوريد سنوات من الاضطرابات الناجمة عن الحروب التجارية والجائحة. كما تهدد الحرب في أوكرانيا وإغلاق الصين بتصعيد الاضطرابات، حيث يتوقع العديد من الخبراء تفاقم التأثيرات على مستوى العالم على مدار العام.

إنَّ أزمة سلسلة التوريد العالمية تشتعل مرة أخرى، فرغم أنَّ عمليات الشحن تتحسن في شنغهاي والمصانع تعيد تشغيلها تدريجياً، ما تزال الحاويات تتراكم في الموانئ بسبب نقص الشاحنات. كما يحذر خبراء اللوجستيات من فيضان الحاويات الذي يسدُّ الموانئ الأمريكية والأوروبية بمجرَّد أن تبدأ سفن الشحن المجمَّعة في الإبحار مرة أخرى.

وزادت نسبة الازدحام في موانئ شنغهاي من نحو 30٪ إلى 40٪ اعتباراً من 25 أبريل منذ بداية مارس، إلا أنَّها ما تزال أقل من الذروة خلال الربع الثالث من العام الماضي، وفقاً لتقرير شركة «إس آند بي غلوبال» الأمريكية يوم الخميس. ذكر التقرير أنه مع الاختناقات في الموانئ الصينية الشمالية، تبحث السفن عن بدائل، والتي من المرجح أن تزيد من الازدحام في الموانئ الجنوبية.

ومن المتوقع أن يتباطأ نمو التجارة العالمية إلى 5٪ هذا العام من نحو 10.1٪ في عام 2021، وفقاً لتقرير صندوق النقد الدولي. أفاد تشنغ بأنه «يوافق على أن التجارة ستتباطأ، وذلك بسبب الحرب في أوكرانيا وتأخر الطلب بسب كوفيد»، كما توقَّع أن «يأخذ الانتعاش العالمي استراحة» قبل استئناف زخم النمو.

ويتوقع تشنغ أيضاً أنَّ التدابير التي تتخذها حكومة الولايات المتحدة لتسريع التدفقات في الموانئ، مثل قوانين نقل الحاويات الفارغة على الفور، ستبدأ تدريجياً وتخفِّف الازدحام في النصف الثاني. وبمجرَّد أن تتحسن حالات التعثُّر، فإنها ستؤدي إلى انخفاض أسعار الشحن.

ويرى تشنغ، الذي كان كبير الاقتصاديين في «سيتي غروب» سابقاً، أنَّ العولمة تتطور مع تحول أنماط التداول، حيث إنَّ سلاسل التوريد ستصبح أكثر إقليمية وأقصر في ظل ارتفاع تكاليف النقل. ومع استمرار التوترات بين الولايات المتحدة والصين، ستُقسَم سلاسل التوريد إلى نظامين يعمل كل منهما «داخل فقاعة» وينتقل بعيداً عن العقوبات.

وتعدُّ «يانغ مينغ» تاسع أكبر ناقلة حاويات في العالم من حيث سعة الأسطول، وفقاً لبيانات «ألفالاينر» (Alphaliner). ساعد الطلب المتزايد وسط الجائحة وأزمة سلاسل التوريد على زيادة أرباح العديد من شركات الشحن، بما في ذلك «يانغ مينغ»، إلى رقم قياسي العام الماضي، كما استمر زخم النمو القوي في الربع الأول مع ارتفاع أسعار الشحن.

وارتفعت مبيعات الشركة في الأشهر الثلاثة الأولى بنسبة 71٪ عن العام السابق، لتصل إلى رقم قياسي قدره 3.6 مليار دولار. ومع ذلك، حصلت «يانغ مينغ» على تصنيف منخفض في موثوقية الالتزام بالوقت المحدد، حيث احتلت المرتبة 13 بين 14 شركة نقل رئيسة في تصنيف فبراير، وفقاً لبيانات «سي إنتيليجنس» (Sea-Intelligence).

وذكر تشنغ أنَّ قدرة الشركة محجوزة بالكامل، وأشار إلى أن قلقه الأكبر حول كيفية تلبية مطالب العملاء، فمن أوجه عدم اليقين الرئيسة للعام المقبل ما إذا كان السوق قادراً على قبول إمدادات السفن الجديدة التي بُنيت على مدى السنوات القليلة الماضية وسط دورة صناعية، حيث يتوقع تشنغ أن يتضاعف نمو العرض في عام 2023 عن هذا العام، متجاوزاً الطلب المتزايد. يرى تشنغ في ذلك سبباً لتعزيز هيكل الشركة المالي، مضيفاً أنَّ الشركة تراقب القضية بعناية لتكون مستعدة في حال وجود فائض في العرض أو انخفاض في أسعار الشحن.