الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

تقرير: 193 مليون شخص عانوا انعدام الأمن الغذائي في 2021

تقرير: 193 مليون شخص عانوا انعدام الأمن الغذائي في 2021

كشف التقرير السنوي الذي نشرته اليوم الشبكة العالمية لمكافحة أزمات الغذاء (GNAFC) -وهي تحالف دولي للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والوكالات الحكومية وغير الحكومية التي تعمل معاً لمعالجة أزمات الغذاء- أن نحو 193 مليون شخص في 53 دولة أو إقليم قد عانوا انعدام الأمن الغذائي الحاد في أوقات الأزمات أو مستويات أسوأ (المرحلة 3-5 وفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) في عام 2021، بزيادة بنحو 40 مليون شخص مقارنة بأرقام عام 2020 القياسية بالفعل.

وتم تصنيف أكثر من نصف مليون شخص (570000) في إثيوبيا وجنوب مدغشقر وجنوب السودان واليمن في المرحلة الأشد من كارثة انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة 5 وفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) وتطلب الأمر اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب انتشارها على نطاق واسع لتجنب انهيار سبل العيش والمجاعة والموت.

وقال التقرير إن هذه الاتجاهات المقلقة هي نتيجة للعديد من الدوافع التي تشعل بعضها بعضا، بدءاً من الصراع إلى الأزمات البيئية والمناخية، ومن الأزمات الاقتصادية إلى الأزمات الصحية المصحوبة بالفقر وعدم المساواة كأسباب كامنة.

هشاشة النظام الغذائي

وجد التقرير أن الحرب قد كشفت بالفعل الطبيعة المترابطة للنظم الغذائية العالمية ومدى هشاشتها، وتداعياتها على الأمن الغذائي العالمي. ويشير التقرير إلى أن البلدان التي تتعامل بالفعل مع مستويات عالية من الجوع الحاد معرضة بشكل خاص للمخاطر التي أوجدتها الحرب في أوروبا الشرقية، ولا سيما بسبب اعتمادها الشديد على واردات الأغذية والمدخلات الزراعية وتعرضها لصدمات أسعار الغذاء العالمية.

وأشار إلى الصراع (المحرك الرئيسي الذي دفع 139 مليون شخص في 24 دولة/ إقليم إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد، بعد أن كانوا نحو 99 مليوناً في 23 دولة/ إقليم في عام 2020)؛ فيما تأتي ظواهر الطقس المتطرفة (أكثر من 23 مليون شخص في 8 دول/ أقاليم، بعد أن كانوا نحو 15.7 مليون في 15 دولة/ إقليم)؛ ثم الصدمات الاقتصادية (أكثر من 30 مليون شخص في 21 دولة/ إقليم، بعد أن كانوا أكثر من 40 مليون شخص في 17 دولة/ إقليم في عام 2020، ويرجع ذلك أساساً إلى تداعيات جائحة كوفيد-19.

وقال يوتا أوربيلينين مفوض الشراكات الدولية: «إن العملية الروسية في أوكرانيا تعرض الأمن الغذائي العالمي للخطر، لذلك يجب على المجتمع الدولي العمل على تجنب أكبر أزمة غذاء في التاريخ والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي قد تنتج جراء ذلك. يلتزم الاتحاد الأوروبي بمعالجة جميع دوافع انعدام الأمن الغذائي مثل الصراع وتغير المناخ والفقر وعدم المساواة».

الصراع وانعدام الأمن الغذائي

في السياق نفسه، قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة شو دونيو: «إن الصلة المأساوية بين الصراع وانعدام الأمن الغذائي باتت مرة أخرى واضحة ومثيرة للقلق». ثم أضاف «بينما كثف المجتمع الدولي بشجاعة الدعوات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للوقاية من المجاعة والتخفيف من حدتها، وتعبئة الموارد لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمات الغذائية على نحو فعال لأسباب من بينها آثار جائحة كوفيد-19، وأزمة المناخ، والبؤر الساخنة العالمية، فلا يزال المجتمع الدولي يكافح لتلبية الاحتياجات المتزايدة. وتظهر نتائج التقرير العالمي لهذا العام الحاجة إلى معالجة جماعية لانعدام الأمن الغذائي الحاد على المستوى العالمي عبر السياقات الإنسانية والتنموية والسلام».

ومن جانبه قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: «إن الجوع الحاد يرتفع إلى مستويات غير مسبوقة والوضع العالمي يزداد سوءاً وتسبب الصراع وأزمة المناخ وفيروس كوفيد-19 وارتفاع تكاليف الغذاء والوقود في حدوث عاصفة كبرى- والآن لدينا الحرب في أوكرانيا لتزيد الأمور سوءاً وتدفع بملايين الأشخاص في عشرات البلدان إلى حافة المجاعة. وأضاف قائلاً: «نحن بحاجة ماسة إلى تمويل طارئ لإبعادهم عن حافة الهاوية وتجنب هذه الأزمة العالمية قبل فوات الأوان».