تسبب المستأجرون الذين يتدفقون إلى لندن في رفع أسعار الإيجارات في العاصمة، على نحو أشبه بسباق محموم ما فاقم أزمة كلفة المعيشة في المملكة المتحدة.

وذكرت وكالة العقارات هامبتونز أن 30% من المنازل المؤجرة في لندن هذا العام كانت لأشخاص كانوا يعيشون خارج المدينة في السابق. وتضم المناطق المحيطة التي تشمل بيركشاير وباكينغهامشير وإيسكس هيرتفوردشاير وكينت وساري، المعروفة باسم الضواحي الكبرى، أكثر من نصف المستأجرين الجدد.

وتؤكد هامبتونز أن الانتقال إلى لندن يتعلق بأسباب تتعلق بنمط الحياة وليس بسبب استدعائهم مرة أخرى إلى العمل في المكاتب، إذ غالباً ما يكون الدافع مرتبط بالدراسة والتغيرات في ظروف الأسرة.

ارتفاع كبير

وارتفعت الإيجارات في العاصمة بنسبة 12.3% خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وهو أسرع معدل منذ تدشين مؤشر هامبتونز في عام 2013. وتجاوز النمو اليوم المتوسط الوطني، بعد أن عانى تراجعاً أثناء الوباء عندما غادر العديد من الناس المدن بحثاً عن منازل أكثر اتساعاً.

ومن العوامل التي ساهمت في ارتفاع الأسعار، النقص الحاد في المنازل الجديدة المطروحة في السوق، حيث تراجع عدد العقارات المتاحة للإيجار بنسبة 30% في أبريل مقارنة مع العام السابق.

وترى بلومبيرغ انتيلجنس أن ارتفاع الإيجارات المذهل في لندن جاء نتيجة زيادة الطلب من قبل المستأجرين التواقين للاستمتاع بمعالم الجذب في العاصمة بعد أشهر طويلة من قيود كوفيد-19، بالإضافة إلى تراجع عدد العقارات المعروضة للشراء بهدف الإيجار إبان خروج صغار المستثمرين من سوق الإيجار بسبب التغييرات التنظيمية التي ضخمت فواتير الضرائب المفروضة عليهم.

تراجع الأسعار

وفي تقرير منفصل، توقعت كابيتال إيكونوميكس أنّ أسعار المنازل تتجه نحو الهبوط لأن أسعار الرهن العقاري ارتفعت بشكل أسرع من أي وقت مضى منذ أواخر الثمانينيات. ويوضح أندرو ويشارت، كبير اقتصاديي العقارات، أن الارتفاع المفاجئ في تكاليف الاقتراض في ذلك الوقت تسبب في انهيار أسعار المنازل بنسبة 20%، لكن انخفاض الأسعار سيكون أقل دراماتيكية هذه المرة.

ويتوقع ويشارت انخفاضاً بنسبة 5% على مدى العامين المقبلين، ما يمثل 20% من الزيادة في الأسعار منذ بدء الوباء. وقال إن منطقتي لندن والجنوب الشرقي يمكن أن يحدث بهما أكبر انخفاض في أسعار المنازل، في حين من المتوقع أن تشهد المناطق الشمالية وويلز أدنى انخفاض.

وصدر تحذير مماثل الأسبوع الماضي من قبل صانع السياسة السابق في بنك إنجلترا تشارلز جودهارت، الذي أخبر المشرعين أنه يتوقع انخفاضاً في أسعار المنازل.