أظهر تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي، أن أسواق رأس المال تلعب دوراً هائلاً في مساعدة العالم على الوصول إلى أهدافه الخالية من الصفر.
وكشف تقرير المنتدى الاقتصادي، أن العالم يجب أن يتحد حول ضرورة معالجة تغير المناخ في أحداث مثل COP26 والسرعة التي يحشد بها المستثمرون من جميع أنحاء العالم لتمويل انتقال الكربون الصافي مع تزايد التدفقات إلى صناديق ESG وحدها والتي بلغت 596.2 مليار دولار في عام 2021.
وأفاد التقرير، بأن العالم لا يزال بحاجة إلى تغيير تحولي لمكافحة تغير المناخ وهو بحاجة إليه بسرعة.
ويظهر استطلاع إدراك المخاطر العالمي للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2022 أن 2% فقط من خبراء إدارة المخاطر على مستوى العالم يعتقدون أن خطوات التخفيف من تغير المناخ حتى الآن ستكون فعالة.
من جانبها، قالت لورا إم تشا رئيس مجلس إدارة هونغ كونغ للتبادلات والمقاصة (HKEX)، إن مشغلي أسواق رأس المال والمنظمين في جميع أنحاء العالم، يمكنهم وضع الهدف موضع التنفيذ حتى يتمكنوا من خلق الفرص.
وطالبت لورا، بتطوير نظام تمويل بيئي مستدام لربط رأس المال بالفرص في مجال ESG، ويمكن أن يكون إنشاء منصات لتوفير المعلومات والوصول والشفافية على مجموعة واسعة من منتجات الاستثمار المستدامة والأخضر والاجتماعي، مثل السندات الخضراء، قناة فعالة تربط المستثمرين والمصدرين.
وبينت أن ذلك سيساعد في توجيه رأس المال لتمويل صافي انتقال الكربون.
ويجب أن تلعب أسواق رأس المال دوراً في تعزيز الوعي بشأن الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، واللوائح المعززة، والمعايير العالية لحوكمة الشركات المسؤولة من خلال الدعوة وتقديم إفصاحات قوية بشأن البيئة والمجتمع والحوكمة، وفق ما ذكرته «رئيسة مجلس إدارة هونغ كونغ للتبادلات والمقاصة».
وكشفت أن هناك دروساً يجب أن نتعلمها من جائحة «كوفيد-19»، بما في ذلك الحاجة إلى الثقة المتبادلة والتعاون والاستثمارات في المرونة المجتمعية.
وأفادت لورا: «نحن بحاجة إلى قيادة قوية لتحويل هذه الدروس إلى أفعال».
وذكرت لورا: «أن الجائحة علمتنا ثلاثة دروس رئيسية منها الثقة المتبادلة بين الأفراد والمجتمعات والشركات والدول والحكومات ضرورية لتحقيق التغيير الذي نريد رؤيته».
وأوضحت أن معالجة التحديات العالمية مثل الوباء وظهور تغير المناخ تتطلب روابط ووحدة وشراكة وتعاون وجهود المجتمع بأسره.
وقالت لورا إن المجتمع يتطلع إلى القادة ليكونوا بمثابة نماذج تُحتذى، ودفع وتحديد سرعة العمل بشأن تغير المناخ، وتحديد المعايير المقبولة لحوكمة الشركات، ووضع خطط قابلة للتنفيذ على كل شيء من التنوع إلى إزالة الكربون.
وتابعت: «الدرس الثالث يتمثل في المرونة التي نسعى إليها في مجتمعاتنا واقتصاداتنا تعتمد على الاستثمارات التي نقوم بها والمؤسسات التي نبنيها الآن».
وذكرت أن بناء الثقة وتوفير القيادة والتغيير الملهم يبدأ ببيان واضح للهدف، موضحة أنه يجب ربط الأسواق والمجتمعات التي تدعمها وتعزيزها والتقدم بها من أجل ازدهار الجميع.
وترى لورا أن الكلمات ليست كافية فالعالم يطالب بوضع الهدف موضع التنفيذ، وذكرت أن الالتزام بتحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر (GFANZ) مثال رائع على ذلك.
وتحالف غلاسكو المالي، هو تحالف عالمي يضم 450 مؤسسة مالية رائدة تنضم معاً لغرض مشترك- لتسريع الانتقال إلى اقتصاد خالٍ من الصفر.
وأكدت لورا أنه من خلال تقديم تعهد صافي صفري، وتطوير خطط عمل لمستقبل مرن منخفض الكربون ثم تنفيذ تلك الخطط، مضيفة: «من خلال القيام بذلك فإننا نلتزم بضمان استدامة وازدهار الجيل القادم».