الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

التضخم الأوروبي مماثل للأمريكي.. والقطاع المالي أبرز المتضررين

التضخم الأوروبي مماثل للأمريكي.. والقطاع المالي أبرز المتضررين

يسير التضخم في منطقة اليورو بمعدلات مماثلة للولايات المتحدة، إلا أن تحركات البنوك المركزية تختلف وسط تحرك قوي من الفيدرالي، بينما يتباطأ المركزي الأوروبي؛ ما يزيد التحديات أمام الاقتصاد الأوروبي.

وتوقع محللون، أن يتأثر القطاع المالي في أوروبا إلى جانب انخفاض الاستهلاك والتخلي عن شراء السلع المعمرة بشكل مؤقت لحين استقرار الأوضاع، فضلاً عن تأثر قطاعات الترفيه والسياحة.

وقفزت أسعار المستهلك بنسبة 8.1% في مايو الماضي قياساً على نفس الشهر من العام الماضي، وجاء ارتفاع التضخم في منطقة اليورو مدفوعاً بالغذاء والطاقة نتيجة الصراع الروسي الأوكراني.

وتوقعت وكالة بلومبيرغ أن يبلغ التضخم ذروته عند 8% في الربع الثالث للعام الحالي، قبل أن يتراجع خلال عام 2023، ولن تعود مكاسب الأسعار إلى هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2% حتى نهاية العام المقبل.

وتوقع استطلاع أجرته شركة «أليانز»، حدوث خسارة في الإنفاق الخاص بمنطقة اليورو التي تشمل 19 بلداً في سنة 2022، بنحو ما يصل إلى 70 مليار يورو (73.6 مليار دولار)، أي ما يعادل نحو 500 يورو للأسرة الواحدة، بسبب ارتفاعات التضخم وتأثيرات الحرب.

تخوف المستثمرين قال الرئيس التنفيذي لمركز كوروم للدراسات الاستراتيجية طارق الرفاعي، إن التضخم المسجل في أوروبا يُعدُّ أعلى معدل منذ طرح عملة اليورو، وهذا يحدث لأول مرة؛ ما يثير مخاوف المستثمرين، موضحاً أن البنك المركزي الأوروبي تأخر كثيراً في رفع أسعار الفائدة لمحاولة السيطرة على التضخم.

وذكر الرفاعي أن القطاع الأكثر تضرراً من رفع أسعار الفائدة سيكون القطاع المالي الأوروبي، لأن هذا القطاع منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، وأزمة الديون اليونانية والإسبانية؛ والبنوك لديها ديون متعثرة كبيرة في ميزانيتها.

استيراد التضخم توقع الشريك المؤسس لأكاديمية تريدر الأمريكية عمرو عبده، أن يواصل التضخم في منطقة اليورو الارتفاع وبوتيرة أسرع، والسبب أن منطقة اليورو ودول الاتحاد الأوروبي بشكل عام تستورد التضخم من الخارج على شكل واردات الطاقة والغذاء وكلتا السلعتين في أعلى مستوياتهما منذ عدة سنوات.

وذكر عبده أن ما يزيد التضخم أن هاتين السلعتين مسعرتان بالدولار الأمريكي الذي سجل أعلى مستوى أمام سلة من العملات بما فيها اليورو منذ 20 عاماً.

أسعار الطاقة وقال محلل الأسواق العالمية علي الحمودي، إن توقعات ارتفاعات التضخم في منطقة اليورو لا تشير إلى بوادر انتهائه في وقت قريب، في ظل استمرار الصراع الروسي الأوكراني.

أفاد الحمودي بأنه من المتوقع استمرار الضغط بسبب أسعار الطاقة المرتفعة، مشيراً إلى تصاعد حالة عدم اليقين بشأن صادرات النفط والغاز الروسي إلى أوروبا مع قرب موسم الشتاء.

وتوقع أن يؤثر ارتفاع التضخم على القطاع الاستهلاكي وانخفاض القوة الشرائية، ما يؤثر على النمو في كثير من القطاعات مثل التجزئة والترفيه والعزوف عن شراء السلع المعمرة مثل السيارات لحين استقرار الأوضاع الاقتصادية.

خطر الركود وكشفت بيانات مكتب الإحصاء الألماني الصادرة، أمس الثلاثاء، عن ارتفاع القراءة النهائية لمؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 7.9% على أساس سنوي خلال مايو، وفقاً للمعايير الوطنية، وبنسبة 8.7% على أساس سنوي وفقاً لمعايير الاتحاد الأوروبي، بما يتوافق مع التقديرات الأولية.

وذكر مكتب الإحصاء في بيان أن تسارع معدل التضخم السنوي، الذي وصل إلى مستويات لم نشهدها منذ عام 1973، كان مدفوعاً بارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.