الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

شركات النفط تتجه لاحتكارات عملاقة للسيطرة على الكهرباء

شركات النفط تتجه لاحتكارات عملاقة للسيطرة على الكهرباء

عامل في حقول النفط



تتنافس كبريات شركات النفط العالمية على السيطرة على سوق توليد الطاقة الكهربائية. ويقول الخبراء إن كبريات شركات النفط العالمية، بدأت في مرحلة أولى في شراء شبكات شحن السيارات الكهربائية، وانتقلت في مرحلة لاحقة لشراء مصانع إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، وتنتقل الآن إلى السيطرة على كبريات محطات إنتاج وتوزيع الكهرباء في إطار خطتها للتحول عن نشاطها الأساسي والذي يفقد الكثير من بريقه.

ويأتي هذا التحول في وقت يشهد فيه العالم زيادة هائلة في الطلب على الكهرباء، ليس فقط بسبب انتشار تصنيع واستخدام السيارات الكهربائية وإنما أيضاً بسبب زيادة تعداد سكان العالم.


ويشير الخبراء إلى أن شركات البترول التي تملك الموارد اللازمة لتحقيق ذلك، أدركت أن سوق الطاقة العالمي يتجه إلى التكامل أفقياً ورأسياً، ما يعني أن الأمر سيكون مجرد مسالة وقت فقط قبل أن تضطر إلى الدخول إلى قطاع توليد الطاقة الكهربائية، بعد أن سيطرت على أهم شرائحه وهو سوق تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.


وتقف شركة توتال الفرنسية في مقدمة تلك الشركات حيث اشترت في العام الماضي شركة توزيع الطاقة المحلية (ديركت انريجي) في العام الماضي بنحو 1.7 مليار دولار.

ويقول الرئيس التنفيذي للشركة باتريك بوياني، إن الكهرباء ستكون طاقة القرن الواحد والعشرين مشيراً إلى أن شركة توتال تسعى لاستغلال كل فرصة تتاح أمامها من أجل أن تحرز لها موطئ قدم في هذا السوق الكبير.

ومنذ تولى بارتريك منصبه في عام 2014، لم تعد توتال مجرد شركة نفط عالمية، وإنما أصبحت أيضاً شركة مرافق طاقة عبر سلسلة من عمليات الاستحواذ في قطاع توليد الطاقة بدأتها بشراء شركة (ايرني) وتبعتها بشراء شركة (سافت) لتصنيع البطاريات وتلاها الاستحواذ على شبكة توزيع الطاقة (لامبريز).

وتوتال ليست الوحيدة في هذا المضمار، فقد انضمت إليها شركة (دويتش شل) الهولندية التي أعلنت عن خطة لاستثمار نحو ملياري دولار للتوسع في عمليات توليد الطاقة من المصادر النظيفة، ما يتيح لها ليس فقط أن تتواجد في هذا القطاع الحيوي وإنما أن تصبح أيضا لاعباً رئيساً فيه بحلول عام 2030.

ويتوقع رئيس وحدة أقسام الطاقة في الشركة مارتين وتسيلر أن تحقق هذه الشريحة من السوق عائداً على استثمارات الشركة يتراوح بين 8 و 12 في المئة سنوياً.

وتتبع شل استراتيجية مماثلة للاستراتيجية التي تتبعها شركة توتال والتي تقوم على الاستحواذ في قطاع إنتاج وتوزيع الكهرباء ومحطات شحن السيارات الكهربائية.

وتتماشي هذه الاستراتيجية مع هدف الشركة لأن تخفض المكون البترولي في حقيبة إنتاجها من 50 في المئة حالياً إلى أقل من 25 في المئة، في الوقت الذي ترتفع فيه حصة الغاز الطبيعي إلى 75 في المئة، والتحول من إنتاج وتوزيع الطاقة من الوسائل التقليدية إلى إنتاج وتوزيع الطاقة من المصادر المتجددة.

ويحذر محلل شؤون الطاقة لدى (أس & بي غلوبال بليتس) أندرو كريتشلو من أن غزو شركات النفط الكبرى لمرافق إنتاج وتوزيع الكهرباء سيخلق احتكارات عالمية عملاقة تسيطر على أسواق الطاقة.

ويري كريتشلو أن ما تقوم به شركات النفط العالمية الآن يشبه إلى حد كبير ما قامت به شركات السجائر العالمية عندما تحولت إلى السجائر الإلكترونية بعد أن بدأ الهجوم على التدخين.