الاثنين - 19 مايو 2025
الاثنين - 19 مايو 2025

خبراء تأمين: استطلاع آراء الموظفين حول برامج التأمين الصحي يقلص نسبة التحمل

خبراء تأمين: استطلاع آراء الموظفين حول برامج التأمين الصحي يقلص نسبة التحمل

تأمين صحي

أقل من 5% من الشركات تهتم بقياس معدلات الرضا

تتجاهل معظم الشركات المحلية قياس مدى رضا موظفيها عن برامج التغطية التأمينية التي تتحملها الشركة، رغم أهميتها في التعرف إلى القيمة مقابل الكلفة، وكذلك انعكاسها المباشر على جودة الخدمات الطبية المقدمة وتقليص كلفة الوثائق في حال وجود قيمة إضافية لا يستفيد منها الموظف، وتزداد أهمية تلك الاستطلاعات عند اختيار الشركة الأفضل في تقديم الخدمات.

أفاد خبراء تأمين بأن استبيان آراء الموظفين يمكن أن يسهم في تقليص الأسعار بدلاً من زيادتها، كما يزيد من فعالية وكفاءة الوثائق، من حيث منع الهدر الذي يحصل عن طريق شراء منافع لا يستفيد منها الموظف أو دفع قيمة أعلى مقابل خدمة أقل نتيجة لضعف الشركة المؤمن لديها.


وأشار الخبراء إلى أن أغلب الموظفين المقيمين يهتمون بالمنافع التي يمكن أن يحصلوا عليها داخل الدولة أو في بلدانهم، ولا يهتمون بمد نطاق التغطية لتشمل نطاقات جغرافية مختلفة، كما أن موظفي بعض الشركات قد يفضلون مستشفيات معينة ربما لا تكون متاحة ضمن برامج التغطية التي تعاقدت عليها شركته، في حين قد تكون أسعارها أقل من مستشفيات أخرى ضمن البرنامج.


وتفصيلاً، أفاد رئيس قسم الرعاية الصحية في شركة «إيتنا إنترناشيونال» في الشرق الأوسط، يوسف جو الحويك، أن نسبة الشركات التي تستفتي آراء موظفيها قبل شراء برامج التأمين الطبي في السوق المحلي والمنطقة قليلة جداً ولا تتعدى 5%، لافتاً إلى أن إدارات الشركات تأخذ مسألة الاختيار على عاتقها من خلال وضع ميزانية محددة لوثيقة التأمين.

وأشار إلى أن السعر يكون غالباً هو العامل الأهم بالنسبة لإدارات الشركات عند اختيار برامج التأمين الصحي للموظفين، معتقدين أن الأخذ برأي الموظفين يمكن أن يزيد كلفة التأمين، في الوقت الذي من الممكن أن يدعم قرارات الشركة في اختيار شركة مناسبة بخدمات أفضل.

وأوضح أن استطلاع آراء الموظفين للوقوف على احتياجاتهم يمكن أن يكون له أثر إيجابي من ناحية اختيار التأمين الأكثر كفاءة وبسعر مناسب قد يقل عن الأسعار أو الميزانية المحددة من قبل إدارة الشركة، إذ يمكن من خلال الاستبيانات اكتشاف أن العديد من المزايا غير مرغوب من قبل الموظفين.

وتابع: «على سبيل المثال لا يهتم موظفون في الكثير من الشركات بمد نطاق التغطيات الخارجية لتشمل أوروبا أو أمريكا أو غيرها، وبالتالي يمكن حصر النطاقات ضمن مناطق جغرافية يحتاجها الموظفون، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على سعر البوليصة»، لافتاً إلى أن عموم الموظفين في أغلب الشركات قليلو السفر، حيث تكون الإدارات العليا هي الأكثر حاجة لمثل هذه التغطيات.

من جهته، أشار الشريك والرئيس التنفيذي لشركة كوجنت لوساطة إعادة التأمين، الدكتور حازم الماضي، إلى أن الاستبيان الخاص برأي الموظفين في المنافع التي يرغبونها في وثيقة التأمين الطبي لا يقوم به في أسواقنا سوى الشركات متعددة الجنسيات أو الكبرى، لافتاً إلى أن السعر هو العامل الأساسي في اختيار التأمين عموماً.

وتابع: «في الأسواق المتطورة تجري غالبية الشركات استطلاعات رأي، فيما الغالبية العظمى لدينا لا تقوم بمثل هذه الاستطلاعات، وتكون مسألة اختيار التأمين ونوعيته ومزاياه خاضعة لإدارة الشركات من خلال إدارات الموارد البشرية فقط».

وقال «الماضي»: «تعتقد الشركات أن رأي الموظفين سيزيد من تكاليف التأمين الطبي، ولكنه في الواقع يجعله أكثر ملائمة للحاجات».

وأضاف أن نتائج الاستبيانات ترشد الإدارات إلى أفضل أنواع التأمين وبأعلى نسب كفاءة وأقل كلفة ممكنة، مؤكداً أن الحصول على الوثيقة الصحيحة يمنع الهدر الذي يمكن أن يحدث من خلال حصول الموظفين والشركات على منافع يدفعون مقابلها ولا يستفيدون منها.

بدوره، أفاد مدير عام شركة تاف لاستشارات التأمين، سمير مداح، بأن عموم الشركات تعتبر آراء الموظفين في برامج التأمين الصحي قبل الحصول على وثيقة التأمين المخصصة لهم مسألة غير مجدية، لاسيما أنها قد تكبد الشركة تكاليف مالية تفوق الميزانية المخصصة.

وأشار إلى أن تصميم التأمين الأفضل يمكن أن يزيد الكلفة أو يخفضها، بحسب كل شركة وكل حالة على حدة، لكن من المؤكد أنه يمنع شراء منافع غير ضرورية ويقلص هدر الأموال على تلك المنافع.