الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

سفراء وخبراء: تأجيل «إكسبو» يعطي فرصة لاستيعاب المتغيرات الاقتصادية التي فرضها كورونا

أجمع سفراء دول وخبراء اقتصاد على أهمية تأجيل معرض إكسبو دبي 2020، وأثنوا على طلب الإمارات لهذا التأجيل لما يمثله من أهمية للدول المشاركة، بإعطائه الفرصة لاستعادة جاهزيتها في ظل الظروف والمتغيرات الحالية والمرتبطة بتداعيات تفشي فيروس كورونا، مؤكدين أن التأجيل يعطي الفرصة اللازمة لاستيعاب متغيرات النظام الاقتصادي العالمي الجديدة.

ويأتي ذلك في الوقت الذي وافقت فيه اللجنة التنفيذية للمكتب الدولي للمعارض (BIE)، أمس، بالإجماع على اقتراح تأجيل إكسبو 2020 دبي ليكون في الفترة من 1 أكتوبر 2021 حتى 31 مارس 2022.

ومن المقرر بعد هذه الخطوة دعوة المكتب الدولي للجمعية العامة للتصويت على توصية اللجنة التنفيذية، ليتم إجراء التصويت عن بُعد في الفترة من الجمعة 24 أبريل إلى الجمعة 29 مايو، نظراً لأن تغيير مواعيد المعرض يتطلب موافقة أغلبية ثلثي الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض، وفقاً للمادة 28 من اتفاقية باريس لعام 1928.

واجتمع أعضاء اللجنة، مندوبون من 12 دولة عضو، المنتخبة من قبل الجمعية العامة لمكتب المعارض الدولية، أمس، لدراسة التغيير في التواريخ التي طلبتها حكومة الإمارات، حيث تم تقديم الطلب بعد اجتماع اللجنة التوجيهية لإكسبو 2020 دبي في 30 مارس، بعد أن عبّرت الدول المشاركة عن حاجتها لتأجيل افتتاح المعرض.

وأوصت اللجنة التنفيذية بالإجماع بالموافقة على طلب الإمارات بتأجيل المعرض، والحفاظ على اسم «إكسبو 2020 دبي»، استناداً إلى التحديات التي يشكلها الفيروس على الصحة والاقتصاد.

السفير الأمريكي: قرار الإمارات بتأجيل «إكسبو» يعكس التزامها العالمي بالحفاظ على الصحة العامة

وتعليقاً على موافقة اللجنة التنفيذية على طلب الإمارات، قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى دولة الإمارات، جون راكولتا جونيور: «إن الاقتراح المقدم من قبل حكومة الإمارات لتأجيل معرض إكسبو 2020 دبي، والذي تم بالتشاور المكثف مع المجتمع الدولي، يتواكب تماماً مع متطلبات المرحلة الحالية التي تشهد انتشار فيروس (كوفيد-19)، والإجراءات المطبقة عالمياً لمواجهته».

وتابع في تصريحات لـ«الرؤية»: «أن القرار سيسمح للدول المشاركة بعدم الانشغال وتركيز اهتمامها وشحذ مقدراتها المختلفة على تخطي أزمة الوباء، وتدارك وتقليص تداعياته، كما يمنحها الفرصة والوقت الكافي أيضاً على صياغة مشاركات قوية وفعَّالة تضمن إحداث نقلة ونجاح واضح في فعاليات المعرض».

وأضاف جونيور: «أن قرار التأجيل بدوره يعكس الرؤية السليمة لحكومة الإمارات وأولويتها في الحفاظ على الصحة العامة وسلامة المجتمع المحلي والدولي من جهة، والخطوات الفعَّالة من جهة أخرى، للحفاظ على أولويات المعرض ومتطلبات استضافة هذا الحدث العالمي الملهم والمتنوع الذي تشارك فيه كافة دول العالم تقريباً».

فيما أكد السفير الأمريكي التزام بلاده خلال مشاركتها في المعرض، الذي ستستضيفه إمارة دبي، بعرض أفضل ما في الثقافة الأمريكية، وأنشطة وفعاليات التجارة، وآخر مستحدثات قطاع الابتكار، وتابع قائلاً: «إن المعارض الدولية أو «معارض العالم» تحتفي دوماً بمستقبل العالم المشترك، حيث تجمع الناس والمجتمعات على فكرة أساسية تتبنى التوحد سوياً لشحذ الأفكار والابتكار ورسم السياسات والمبادرات المشتركة، بما يصنع عالماً أفضل.

سفير أرمينيا: قرار صائب

كذلك قال سفير جمهورية أرمينيا في الإمارات، مهير مكرتوميان: «في الوقت الحاضر نشهد جميعاً أن العالم كله يعيش أوقاتاً صعبة، ولا يمكن التنبؤ بالوجهة التي سنصل إليها، وبالطبع، تم اتخاذ قرار حكيم وصحيح للغاية بتأجيل المعرض».

وأكد مكرتوميان: «ينبثق هذا القرار من مصالح جميع البلدان والشعوب، وله أهمية هامة من الناحية الصحية العالمية وسلامة الشعوب، وبالتأكيد ستكون هناك دول ستحتاج وقتاً طويلاً للتخلص من آثار هذا الوباء والتغلب عليها، ومن الضروري إتاحة الفرصة للدول المشاركة في المعرض لحضور هذا الحدث الهام على المستوى المستحق».

وأكد سفير جمهورية أرمينيا ثقته باستمرار الأعمال التنظيمية والتحضيرية للمعرض بنفس الروح والجهد، والتي استجد عليها الإجراءات الصحية والوقائية والاحترازية.

السفير المصري: التأجيل يضمن تحقيق الاستفادة القصوى

وأكد سفير جمهورية مصر العربية لدى دولة الإمارات، شريف البديوي، أن قرار تأجيل معرض إكسبو يصب في صالح المعرض، والمنتظر منه في ظل تأثيرات جائحة كورونا، ولا سيما أن معرض «إكسبو» يعتبر من أهم وأبرز المعارض الدولية على مستوى العالم.

وأضاف البديوي أن قرار التأجيل يحقق الاستفادة القصوى من المعرض عبر مشاركة أكبر عدد من الدول والزائرين فيه، معتبراً قرار التأجيل صائباً، ويأتي في إطار تحقيق المصلحة العامة والوصول إلى الأهداف المرجوة من تنظيم المعرض.

وذكر السفير المصري أن لديه كامل الثقة بإمارة دبي وحكومتها في إدارة وتنظيم المعرض على أفضل وجه وإخراجه بشكل مبهر ومميز جداً، مشيراً إلى أن قرار التأجيل سيتيح مزيداً من الوقت للتحضير والاستعداد بشكل أفضل.

وقال البديوي: «إن قرار التأجيل سيصب في مصلحة الدول المشاركة في المعرض، والتي ستوافق وستؤيد جميعها قرار التأجيل، ليمنحها مزيداً من الوقت للتعافي من آثار أزمة كورونا التي تجتاح العالم».

مدير اقتصادية رأس الخيمة: يعطي الفرصة لاستيعاب متطلبات المرحلة الجديدة

من جهة أخرى، يرى المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة، الدكتور عبدالرحمن الشايب النقبي، أن تأجيل معرض إكسبو 2020، في ظل الظروف الحالية التي فرضها انتشار فيروس كورونا، فرصة لإعادة التموضع الاقتصادي محلياً وعالمياً، بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الجديدة الناتجة عن تداعيات الأزمة الصحية العالمية وما بعد انتهائها.

وأوضح أن التغير الذي يشهده النظام الاقتصادي العالمي في ظل الظروف الاستثنائية، ومعايير الاستثمار والأعمال التي أصبحت تتخذ أشكالاً تختلف عن الماضي، تحتاج إلى منصة عالمية لتخرج منها إلى العالمية، لتكون الفرصة هنا في معرض إكسبو دبي، الذي سيشهد بداية الانطلاق لمرحلة اقتصادية عالمية جديدة بعد انتهاء الأزمة والقضاء على الفيروس عالمياً، ولذلك يجب أن يستفيد الطامحون في المستقبل، من خلال الإبداع والابتكار بما يتناسب مع متطلبات العالم الجديد الذي ينمو بناءً على معطيات الذكاء الاصطناعي.

غرفة الشارقة: يعطي الفرصة للدول المشاركة في ترتيب أوراقها

قال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، عبدالله سلطان العويس: «إن تأجيل إكسبو دبي العالمي سيراعي ظروف مختلف الدول المشاركة لإعادة ترتيب أوضاعها، وتحقيق الحضور الأمثل لقطاعاتها الاقتصادية بعد تجاوزها تداعيات الوباء العالمي، بما يضمن المشاركة المستقبلية للدول والوفود والزوار بأعداد قياسية، من أجل تلاقي العقول وصناعة المستقبل عقب خروج العالم من الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها الآن».

وأشار إلى أنه بعد استئناف مختلف القطاعات نشاطها وإنتاجيتها بالطاقة الكاملة عالمياً، سيصبح هذا الحدث من العوامل الأساسية الداعمة لتعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة الراهنة، ما يدفعنا جميعاً لمواصلة العمل بجد واجتهاد في التحضير لاستضافة المعرض وتأمين كافة المتطلبات اللازمة لتألقه.

وأضاف أن غرفة الشارقة ستكون جزءاً من منظومة معرض إكسبو دبي العالمي، الذي سيحقق قيمة كبيرة للمجتمعات، من خلال تشجيع قطاع الأعمال بالإمارة على اقتناص الفرص المتاحة، فضلاً عن التنسيق مع الشركات والمصانع المحلية بضرورة وضع برامج وخطط الاستفادة من هذا الحدث الأضخم عالمياً، فضلاً عن تعزيز مشاركة رواد الأعمال الإماراتيين وإعطائهم الأولوية للمشاركة، وأن يكونوا جزءاً من تنظيم المعرض الذي سيعود عليهم بالفائدة في صقل مهاراتهم وخبراتهم.

خبراء: يسمح للشركاء باستعادة جاهزيتهم

ومع علو شعار صحة الإنسان قبل الاقتصاد، يتضح صواب تأجيل معرض إكسبو دبي 2020، حسبما يرى خبراء الاقتصاد، الذي يصب في صالح الإمارات في المقام الأول لتعزيز طاقتها على استقبال الحدث بأكبر عدد ممكن من الزائرين من ناحية، واستعادة الشركاء جاهزيتهم في العام المقبل من ناحية أخرى، بدعم الجهود العالمية المتوقعة لدعم النشاط الاقتصادي عقب انتهاء أزمة كورونا.

وفي ظل تهديد تداعيات كورونا للنمو الاقتصادي العالمي، تتسارع دول العالم في دعم اقتصاداتها بمئات المليارات للخروج من الأزمة بأقل الخسائر.

من جانبه، قال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية بكامكو إنفست: «إن تأجيل معرض دبي إكسبو 2020 قد يكون بمثابة ارتياح للمشاركين الدوليين ودولة الإمارات في ظل انتشار Covid-19 على مستوى العالم».

وأضاف رائد دياب أن التأجيل سيساعد في ضمان تحقيق الفوائد الكاملة للحدث، لأنه سيمنح الإمارات الوقت الكافي للتعافي والاستعداد للحدث، بينما سيشعر المشاركون العالميون بارتياح أكبر حيال التنقل والسفر.

وتابع: سيمكن التأجيل الشركات، التي تشارك مباشرة في معرض دبي إكسبو، إما كجهات راعية أو مؤسسات مالية أو شركات قد تم منحها مشاريع، من التركيز على إحياء أنشطتها التجارية من تأثير الوباء.

«قرار صائب»

هكذا يرى الخبير الاقتصادي، علي الحمودي، قرار تأجيل إكسبو 2020، مشيراً إلى أنه حتى حال السيطرة على الفيروس قبل أكتوبر المقبل، لن تكون هناك قابلية كافية للسفر لكثير من الزائرين للمعرض، بالإضافة إلى الصعوبة التي قد كانت تواجهها الشركات للمشاركة بكامل كفاءتها السابقة قبل ظهور الفيروس.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن قرار التأجيل سيدعم استفادة أكبر لشركات السياحة والفنادق في الإمارة، خاصة وأن انعقاد المعرض في موعده ضمن الظروف الحالية لم يكن يضمن المشاركة الفعَّالة في ظل قيود السفر والتنقل على مستوى العالم بسبب جائحة كورونا.

وأكد وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الاستثمارات والأوراق المالية البريطاني في الإمارات، أن التأجيل يعد في صالح دولة الإمارات لضمان نجاح المشاركة الفعَّالة، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي استعدت فيه الإمارات بكامل قوتها لاستقبال الحدث، فإن مخاوف الفيروس تضعف المشاركة في العام الجاري.

وتابع: «في ظل انتشار الفيروس وحجب السفر، تسعى غالبية شركات العالم لخفض ميزانيتها، وبالتالي خفض المشاركة في المعارض والمؤتمرات، وهو ما لا يضمن المشاركة الفعَّالة بالمؤتمر حال انعقاده في موعده بأكتوبر المقبل».

وأشار الطه إلى أن مزايا التأجيل أكبر كثيراً من سلبياته، مؤكداً قدرة الإمارات على امتصاص تلك السلبيات، إن وجدت، والتي لا تتخطى سوى تأجيل للتدفقات والإيرادات المتوقعة من الاستثمارات الضخمة التي أنفقتها الإمارات على البنية التحتية والمنشآت التي قامت ببنائها لاستقبال الحدث المستهدف فيه نحو 25 مليون زائر.

تجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة فازت باستضافة معرض إكسبو 2020 دبي، لتكون المرة الأولى التي يُنظم فيها معرض إكسبو 2020 في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ويقام معرض «إكسبو» في دبي تحت شعار: «تواصل العقول وصنع المستقبل».