الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

حمدان بن محمد: سنعمل مع الشباب ليكون اقتصادنا أكثر شباباً وتجدداً وجاهزية

حمدان بن محمد: سنعمل مع الشباب ليكون اقتصادنا أكثر شباباً وتجدداً وجاهزية

الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم

برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أطلقت المؤسسة الاتحادية للشباب «برنامج الاقتصاديين الشباب» بهدف تأهيل جيل جديد من الكوادر الاقتصادية المواطنة وتزويدهم بأحدث التوجهات الاقتصادية والخبرات العالمية لتعزيز قدرتهم على طرح رؤى اقتصادية مبتكرة وتصميم نموذج اقتصادي إماراتي فريد قادر على دعم القطاعات الاقتصادية الحيوية والمساهمة في دعم أهداف الاستعداد للخمسين وتحقيق مئوية الإمارات 2071.

ويستهدف «برنامج الاقتصاديين الشباب» استقطاب 50 شاباً وشابة من أصحاب المواهب والمؤهلات الواعدة للمشاركة في الدورة الأولى من البرنامج والبدء بمرحلة جديدة في حياتهم العملية وإعدادهم ليكونوا قادة الاقتصاد الوطني في المستقبل، والبناء على المكتسبات والإنجازات الاقتصادية التي حققتها دولة الإمارات على مدى عقود.

وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «الشباب الإماراتي يقفون خلف قيادتهم الرشيدة من أجل صناعة مستقبل أفضل لكل أبناء الوطن. وبهمة الشباب وحرصهم على التعلم والتطور، نتطلع إلى بناء اقتصاد واعد قائم على المعرفة والابتكار، وتحويل دولة الإمارات إلى مركز اقتصادي عالمي ونموذج لريادة الشباب في كل المجالات».

وأضاف سموه: «في عالم مليء بالتحديات والمتغيرات، أصبح من الضروري تعزيز مشاركة الشباب وتأهيلهم وفق رؤية شاملة ليكونوا أكثر قدرة على المساهمة بأفكارهم المبتكرة وغير التقليدية في تطوير المشهد الاقتصادي الوطني والعالمي، وتزويد مختلف القطاعات الحيوية بحلول عملية لرفع جاهزيتنا وإرساء دعائم اقتصاد راسخ قادر على الصمود أمام المتغيرات الاقتصادية العالمية».

وتابع: «تمتلك دولة الإمارات تجربة اقتصادية كانت ولا تزال مصدر إلهام لمختلف دول العالم، واستطاعت خلال زمن قياسي أن تتبوأ مكانة مرموقة وسط أكبر الاقتصادات العالمية، فضلاً عن تصدرها العديد من مؤشرات التنافسية العالمية. ودورنا اليوم هو استكمال تلك المسيرة المكللة بالنجاحات من خلال تمكين الشباب والاستفادة من طاقاتهم في صياغة مرحلة جديدة تهدف إلى الارتقاء بمكانة الدولة وتدعيم اقتصادها ليصبح أكثر مرونة لتحقيق خطط واستراتيجيات الدولة الطموحة لعقود مقبلة».

وأكد سموه أن شباب الإمارات يمتلكون الخبرات والمواهب والقدرات التي تؤهلهم للعب دور أكبر في رسم ملامح مستقبل اقتصاد الوطن والمنطقة وفق رؤية مبتكرة من خلال العمل الجاد والمخلص في دراسة الممكنات والآليات وكافة السبل التي تضمن ريادتنا وتعزز من تنافسيتنا في مختلف القطاعات الحيوية. مشيراً سموه إلى أن دولة الإمارات لديها رؤية استشرافية عمادها الشباب وطاقاتهم الخلاقة وقدراتهم للاستمرار في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة واستشراف المستقبل وتعزيز جودة حياة ورفاهية المجتمع.

وقال سموه: «رهاننا على الشباب دائماً رابح، ونثق في قدرتهم على تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات في كل القطاعات.. التميز صناعة إماراتية، ونتطلع إلى أن يكون الشباب الإماراتي عنواناً للتميز خلال المرحلة المقبلة، وترك بصمة بارزة في المشهد الاقتصادي العالمي».

وتابع: «الإمارات كانت وستبقى أرض الفرص، وشبابنا عازمون دائماً على اغتنامها من أجل مستقبل أفضل لهم وللأجيال القادمة، وسنعمل مع الشباب ليكون اقتصادنا أكثر شباباً وتجدداً وجاهزية وقدرة على تلبية طموحات قيادتنا وشعب الإمارات».

وحث سموه شباب الوطن على المشاركة في برنامج الاقتصاديين الشباب لما يمتلكه من فرص واعدة لدخول عالم الاقتصاد والتميز فيه والاستفادة من الخبرات التي يتمتع بها كوادره التدريسية والتدريبية.

ويستهدف «برنامج الاقتصاديين الشباب» 50 شاباً وشابة من شباب الإمارات لدراسة محتوى اقتصادي غني بالتعاون مع أكثر من 20 شريكاً من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص وبيوت الخبرة العالمية في مجالات العمل الاقتصادي، ومن ثم تأهيلهم للعمل في المنظمات الاقتصادية الوطنية والدولية.

وتشمل معايير قبول الشباب أن يكونوا من الفئة العمرية بين 21 و35 عاماً، إلى جانب حصولهم على شهادة البكالوريوس في مجال الاقتصاد أو التخصصات المتعلقة، بالإضافة إلى إتقان اللغتين العربية والإنجليزية.

ويهدف البرنامج إلى توعية الشباب الإماراتي حول أهمية التخصص في المجال الاقتصادي، وبناء وإعداد قيادات وطنية قادرة على قيادة مستقبل الإمارات في مجال الاقتصاد، وتفعيل دور الشباب الإماراتي لبناء اقتصاد المستقبل.

ويتضمن البرنامج 3 أشهر مكثفة يتم خلالها تنظيم أكثر من 60 سلسلة من الدورات التدريبية وورش العمل والزيارات الميدانية، ولقاءات بأبرز الخبراء والقادة وصناع السياسات الاقتصادية، كما يتيح للملتحقين فرصة الحصول على تدريب مهني والمشاركة في مؤتمرات اقتصادية محلية وعالمية، إضافة إلى دراسة ومناقشة مجموعة من أبرز الكتب والتقارير المعنية بعلوم الاقتصاد والتطورات والمتغيرات العالمية بمشاركة نخبة من القيادات المعنية بالعمل الاقتصادي من القطاعين الحكومي والخاص، وستكون لدى المشاركين فرصة للقاء بعض القيادات البارزة

من جهته، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها،

«تشكل قدرات وطاقات الشباب إضافة نوعية في مسيرة دولة الإمارات نحو التنمية المستدامة، حيث تسهم في استشراف المستقبل وصياغة نماذج تعاون مشترك جديدة بين قطاع الشباب والحكومة، وتقديم حلول اقتصادية مبتكرة للتحديات التي تواجه الاقتصاد وعملية النهوض به».

وأضاف «كلنا ثقة بأن «برنامج الاقتصاديين الشباب» سيسهم في تسليط الضوء على المكانة المتميزة التي حققتها دولة الإمارات في عملية تمكين الشباب وتعزيز دورهم ومشاركتهم والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم بالشكل الأمثل الذي يسهم في تعزيز تنافسية بيئة الأعمال، وتسريع التنويع الاقتصادي، وبناء شراكات استراتيجية فعالة».

من جهتها، قالت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب رئيسة مجلس إدارة المؤسسة الاتحادية للشباب:

«إن إطلاق هذا البرنامج المبتكر، يشكل إضافة ملهمة ومتميزة في منظومة المبادرات التي تطلقها المؤسسة الاتحادية للشباب والتي تحرص من خلالها على تمكين الشباب في جميع المجالات».

وبينت أن التطورات والتحديات التي يمر بها العالم تتطلب تأهيل الشباب وتزويدهم بجميع المهارات ليكونوا الركيزة الرئيسية التي تمكن دولة الإمارات من تحقيق رؤيتها في الريادة والتميز عالمياً، وتمكنهم في الوقت ذاته من مشاركة رؤاهم وأفكارهم مع جميع الشباب حول العالم».

من جهته، قال عبدالحميد محمد سعيد، محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي: «نحن فخورون بإطلاق برنامج الاقتصاديين الشباب بالتعاون مع العديد من الشركاء».

وأضاف: «نتطلّع لجيل متخصّص من الاقتصاديّين المستقبليّين في الإمارات، ونأمل أن يحقق برنامج الاقتصاديين الشباب رؤيتنا وأهدافنا الاستراتيجية في هذا المجال».

بدوره، قال عبدالله محمد البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي: يشكل «برنامج الاقتصاديين الشباب» خطوة جديدة ومبتكرة في مسيرة دولتنا لدعم وتمكين الشباب واستثمار قدراتهم وإمكاناتهم في الخطط التنموية على جميع الصعد».

وأضاف: «شبابنا هم رهاننا على المستقبل، وقيادتنا تدرك أهمية تسليحهم بالمقومات اللازمة لبناء غد أكثر ازدهاراً، ومن هذا المنطلق فإننا نسعى من خلال البرنامج إلى خلق الكوادر الوطنية القادرة على قيادة المستقبل اقتصادياً، وتمكينهم من التعاطي مع متغيرات الاقتصاد واستشراف اقتصاد المستقبل، لتعزيز قدرتهم على خلق نموذج اقتصادي إماراتي يواكب نهضتها الشاملة، ويعكس رؤيتنا وطموحاتنا للمستقبل».

وأشاد سعيد النظري مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب بالجهود الكبيرة وبالتعاون المثمر من جميع الجهات لتمكين الشباب وتأهيلهم ليكونوا قادة الغد، مؤكداً على المكانة والأهمية الكبيرتين لبرنامج الاقتصاديين الشباب لإعداد قيادات شبابية متخصصة في هذا المجال المهم والحيوي والتمهيد لبناء صف من القيادات الشابة في مجالات الاقتصاد ورفد قدراتهم في التحليل المحترف واستشراف المستقبل.

بدوره، أفاد المختص الاقتصادي الدكتور علي العامري بأن الشباب المواطنين يحملون مسؤولية كبيرة حاليا لتحقيق اهداف الدولة نحو الاقتصاد المستدام مما يعكس اهمية المبادرات التي تتخذها القيادة في تمكين الشباب وفتح الفرص امامهم للابداع والابتكار وتقلد المناصب القيادية.

وأضاف بأن ابتكار برنامج للقيادات في القطاع الاقتصادي يواكب المرحلة الحالية ومدى التنوع الاقتصادي الذي تستهدفه الدولة بعيداً عن قطاع النفط والذي يرتكز في أحد جوانبه على وجود كوادر مواطنة قادرة ليس على تنفيذ الخطط فقط بل المشاركة في وضعها ورسمها بما يتفق مع التطلعات المستقبلية.

وقال المختص في الاستشارات والتدريب، طارق برهم، إن الامارات تخطو خطوة جديدة بشأن تمكين الشباب في القطاعات الحيوية ولاسيما في القطاع الاقتصادي، ما يعزز دورهم في تحقيق اهداف التنوع وتنمية الناتج المحلي.

واضاف ان الامارات قد نجحت في تعزيز وجود الشباب في الكثير من القطاعات ليصبحوا في كوادر الصف الاول خاصة في مشاريع الدولة الاستراتيجية كقطاع الطاقة والصناعات الثقيلة والمال والاعمال وعلوم الفضاء ما يدلل على قدرة الكوادر الشابة في قيادة المرحلة المستقبلية.

بدوره أكد الخبير المصرفي والاقتصادي، أمجد نصر، أن إطلاق برنامج الاقتصاديين الشباب يعتبر خطوة جديدة وإضافة نوعية من شأنها خلق الكوادر الشابة المهيأة فكرياً واستراتيجيا والقادرة على قيادة الاقتصاد لتحقيق قفزات جديدة في مسيرة النمو الاقتصادي.

وأشار إلى ان أهم استثمار في الوقت الراهن هو الاستثمار في الإنسان وفي طاقات الشباب، وبالتالي فمن شأن هذه الخطوة الاستراتيجية تزويد الاقتصاد في مراحل نموه المختلفة بالقيادات والطاقات الشابة اللازمة.

ومن جهته أفاد الرئيس التنفيذي لشركة الخليج المتحد لوساطة التأمين، سعيد المهيري، أن الاستثمار في الإنسان وتحديداً في فئة الشباب هو المحرك لعجلة التنمية في مختلف القطاعات، فالشباب هم القادرون على قيادة الاقتصاد وإيجاد الحلول للتحديات.

وأشار إلى أن دولة الإمارات عملت دائما على الاستثمار في الإنسان، وهو ما أوصلها إلى ما وصلت إليه اليوم على مختلف المستويات، فالإمارات تتمتع اليوم بمستويات ريادية متقدمة على مستوى المنطقة والعالم سواء من الناحية الاقتصادية او العلمية.

من جهته، قال الخبير المالي والاقتصادي، مدير قسم المخاطر والاستثمار في غلوبال للأسهم والسندات، خلدون جرادات، أن اطلاق برنامج الاقتصاديين الشباب يعبر عن رؤية وطموح حكومة الإمارات في تمكين وتطوير الخبرات المواطنة والمحلية وإعدادها لقيادة المستقبل.

وقال جرادات أن حكومة الامارات لم توفر جهداً في سبيل تطوير وتأهيل القيادات والخبرات المحلية للاعتماد عليها مستقبلاً، فالإنسان والمعرفة هو رأس المال الحقيقي للوطن ويجب الاستثمار فيه وتطويره على الدوام، والاستماع إلى آرائه وأفكاره.