السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

سرعة التعافي تدعم استمرار تغلب الأسهم الإماراتية على تداعيات كورونا

سرعة التعافي تدعم استمرار تغلب الأسهم الإماراتية على تداعيات كورونا

سوق دبي المالي. (أرشيفية)

شهدت أسواق الأسهم الإماراتية ارتدادة قوية خلال الفترة الماضية، تمكنت من خلالها تعويض خسائر تداعيات كورونا، والتي احتفلت بها الأسهم عبر دخول رسملتها لمستويات التريليون درهم، بفضل قوة ومتانة الاقتصاد والشركات الإماراتية أمام تداعيات كورونا.

وتمكنت الأسهم الإماراتية، خلال الأسبوع الماضي، من الارتفاع لمستويات ما قبل ذروة انتشار الفيروس عند أعلى مستوى منذ مارس الماضي، بدعم الأسهم القيادية بالتزامن مع مارثون إعلان نتائج الأعمال.

وأرجع محللو أسواق المال لـ«الرؤية»، الأداء الجيد وتعويض الخسائر إلى عدة عوامل، تتصدرها قوة الاقتصاد الإماراتي في مواجهة الأزمة على المستوى الاقتصادي والصحي، فضلاً عن وصول الأسهم لمستويات جاذبة، وعودة شهية المستثمرين الأجانب للاستثمار في الأسواق المحلية.

وكانت الأسهم المحلية فقدت بنهاية مارس 200 مليار درهم مقارنة بالشهر السابق له، بضغط تداعيات كورونا وتهاوي أسعار النفط.

ومنذ بداية الشهر الجاري، ارتفعت القيمة السوقية لأسهم أبوظبي ودبي معاً بنحو 71.5 مليار درهم، لتتخطى تريليون درهم مقابل 928.64 مليار درهم بنهاية يوليو الماضي، (وكانت القيمة السوقية للأسهم ارتفعت في يوليو بنحو 151.8 مليار درهم).

وقال عضو المجلس الاستشاري في معهد «تشارترد» للأوراق المالية والاستثمار والمحلل المالي، وضاح الطه لـ«الرؤية»: «إن هناك عوامل عدة ساهمت في ارتداد أسواق الأسهم الإماراتية والتي تدعم أيضاً استمرار الأداء الجيد في الجزء المتبقي من العام».

وأشار الطه إلى أن جهود السلطات الصحية وقدرتها على السيطرة على تفشي المرض في زمن قياسي تأتي على رأس تلك العوامل، لافتاً إلى تصاعد أعداد الفحوصات في الإمارات إلى ما يتجاوز على 6 ملايين فحص، مما أدى إلى فتح النشاط الاقتصادي بالإمارات في وقت مبكر قياساً بدول العالم، والذي بدوره انعكس على أداء أسواق الأسهم بها.

وحول العامل الثاني، لفت المحلل المالي إلى انخفاض أسعار شركات قوية وقيادية بسبب تداعيات كورونا، ووصولها إلى مستويات جاذبة للمستثمرين، والتي قادت ارتدادات أسواق الأسهم الإماراتية خلال الفترة الماضية، خاصة أسهم القطاع المصرفي مثل سهم الإمارات دبي الوطني ودبي الإسلامي وأبوظبي الإسلامي وأبوظبي الأول.

وتابع: تمكنت تلك البنوك من مواجهة تداعيات كورونا فعلي الرغم من رفع المخصصات، فإنها تمكنت من خفض التكاليف، مما دعم أداءها خلال النصف الأول من العام فضلاً عن وصول أسعار أسهمها إلى مستويات جاذبة، مما دعم ارتداد الأسهم.

وأضاف الطه: «الإمارات دبي الوطني كان رائداً في ارتفاعات أسهم سوق دبي وذلك بعد أنباء استحواذه على بنك بلوم مصر، فضلاً عن الأداء القوي لإعمار الذي ساهم في استقرار السوق على الرغم من الآثار السلبية لتداعيات انتشار فيروس كورونا على النشاط العقاري».

وثالثاً، أكد الطه أن البنية التحتية القوية للاقتصاد الإماراتي على المستوى التشريعي والاستثمار كانت داعمة لأسواق الأسهم خلال الفترة الماضية، حيث إن قوة الاقتصاد ساهمت في دعم الاستثمار الأجنبي، مع استمرار وجود الإمارات في طليعة الدول العربية في جذب الاستثمار الأجنبي.

وحول توقعاته للمرحلة المتبقية من 2020، أشار إلى أنه من المؤكد أنه لن يخلو باقي العام من التحديات التي تتعرض لها الأسهم، ولكن قدرة الدولة على السيطرة على الوضح الصحي، وعدم وجود موجة ثانية من انتشار الفيروس، فضلاً عن استمرار المحافظة المجتمعية تدعم استمرار تعافي أسواق الأسهم.

وأكد أن مدى انتشار الفيروس في الدول الأخرى يؤثر أيضاً على أداء الأسواق خاصة فيما يخص التصدير والطيران، لافتاً إلى أن نشاط التصدير والقدرة على الإنفاق من قبل الدول الأخرى، وزيادة أعداد الوجهات لشركات الطيران تدعم تعافي الاقتصاد الإماراتي من تأثير تداعيات كورونا حتى نهاية العام الجاري.

ومن ناحيته، قال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست، رائد دياب لـ«الرؤية»: تستمر الأسواق الإماراتية في أدائها الإيجابي، مع استمرار حالة التفاؤل حيث تحولت الأنظار إلى الأداء في النصف الثاني من العام الحالي، ومدى قدرة الشركات والبنوك المدرجة على التعافي والعودة إلى الربحية مرة أخرى على ضوء معاودة فتح الاقتصاد والعودة إلى ما قبل أزمة انتشار فيروس «كوفيد-19».

وتابع: يدعم أيضاً أداء الأسواق محاولات تنشيط السياحة وجذب استثمارات أجنبية جديدة مع الجهود الكبيرة والمبادرات التي قامت بها الدولة لدعم الاقتصاد والقطاعات المتضررة جراء الأزمة، فضلاً عن وجود اندماجات متوقعة لخلق كيانات أكبر وإدراج لصناديق استثمارية حيث من المرجح، أن يؤدي ذلك إلى جذب استثمارات جديدة.

وذكر دياب أنه من الملاحظ أن مرحلة التعافي قد بدأت بالفعل، ولم يعد للنتائج المالية عن النصف الأول من العام الحالي الأثر على الأداء العام، متوقعاً أن نرى تحسناً أكبر للاقتصاد المحلي والعالمي مع فتح معظم الدول لأنشطتها التجارية، إضافة إلى تحسن أسعار النفط في ظل التوقع بزيادة الطلب في الفترة المقبلة.

ومنذ بداية أغسطس، ارتفع مؤشر دبي بنحو 9% بدعم الأسهم الكبرى خصوصاً «دبي الوطني» الذي قفز بنسبة 20.5%، و«إعمار» بنسبة 13.2%، فيما قفز مؤشر أبوظبي بنحو 5.5% بدعم الأسهم الكبرى.

وتظهر الإحصائيات الصادرة عن سوقي أبوظبي ودبي الماليين، أن متوسط مكرر ربحية الأسهم بلغ نحو 12.5 مرة في نهاية شهر يوليو 2020 مقارنة بـ13.6 مرة خلال الشهر ذاته من عام 2019.