قالت شركات استشارات عقارية إن إمارة دبي عززت من مكانتها كوجهة رائدة للمتقاعدين دولياً، لا سيما بعد أن أطلقت الإمارة برنامجاً لمن تزيد أعمارهم على 55 عاماً، سواء من المقيمين داخل دولة الإمارات أو المقبلين على التقاعد في أنحاء العالم لتتيح لهم الحصول على تأشيرة خاصة بتلك الفئة وبمدة 5 سنوات وشراء العقار بأقل الأسعار، مقارنة بكبرى المدن في العالم ومن ثم إتاحة فرصة للاستمتاع بأسلوب حياة فريد.
ووفقاً لمذكرة بحثية، يقول جوليان روش، كبير الاقتصاديين لدى شركة كافنديش ماكسويل للوساطة العقارية التي تتخذ من دبي مقراً لها، «إن القرار جاء في الوقت المناسب وبعد كورونا حيث إن مركز دبي للإحصاء قدر وفقاً لبيانات رسمية أن هناك أكثر من 3 ملايين مغترب يعيشون ويعملون في دبي وحدها. ويوجد عدد متساوٍ في الإمارات الأخرى، وعدد متزايد من هؤلاء يقتربون من سن التقاعد ولن يرغبوا في العودة إلى أوطانهم التي لم يعد لديهم فيها صلات قوية».
وقال روش إن مشتري العقارات لا يزالون يحصلون على مساحة أكبر، حيث إن سعر المتر المربع في لندن أغلى بأربع مرات من سعره في دبي أو أبوظبي. إن العروض المماثلة في وجهات التقاعد التقليدية مثل البرتغال أو قبرص أو حتى أستراليا تقع، إلى حد كبير، خارج المدن الكبرى، بينما تقدم الإمارات العربية المتحدة حياة حضرية نابضة بالحياة على مستوى عالمي. مؤكداً أن برنامج التقاعد المطلق مؤخراً بالإمارات سيكون جاذباً ومفيداً للقطاع.
وبدوره، قال إيلين جونز، الرئيس التنفيذي لشركة أستيكو لإدارة العقارات، إن القليل من الأماكن في العالم توفر سهولة في المعيشة مثل دبي. مبيناً أن الإمارة تمتلك مرافق رعاية صحية فائقة، وهي آمنة ولديها عروض رائعة لنمط الحياة.
وبحسب تقرير، أوضح جونز أن «دبي توفر لتلك الفئة من المتقاعدين الحصول على مساعدة منزلية أو حتى رعاية تمريض منزلية، بالإضافة إلى مزايا أخرى تتمتع بها الإمارة وهي الطقس والمرافق الترفيهية مثل ملاعب الغولف والمراسي ونوادي اللياقة البدنية والتفاعل الاجتماعي وسهولة السفر والقرب من آسيا وأوروبا وهي العوامل التي تعزز القيمة لدبي عالمياً كوجهة مفضلة للتقاعد».
وأوضح أنه من منظور عقاري، تمثل تأشيرة دبي الجديدة لكبار السن فرصة مهمة للمتقاعدين في جميع أنحاء العالم لتحسين عوائدهم المالية ونوعية حياتهم، لافتاً إلى أن أي مالك منزل عادي في لندن، على سبيل المثال، يمكنه الانتقال إلى دبي أو أبوظبي لشراء شقة مدرة للدخل، حيث تحقق العقارات الاستثمارية في الإمارات عوائد إجمالية أعلى من العقارات في الدول الأوروبية بنحو مرة ونصف من مثيلتها في لندن، وبدون دفع ضريبة.
وقال إنه للحصول على تأشيرة تقاعد في دبي لمدة 5 سنوات، سيحتاج المتقاعد إلى الحصول على دخل شهري قدره 20 ألف درهم، أو مدخرات بقيمة مليون درهم، أو ملكية عقار بقيمة 2 مليون درهم. ولتحقيق دخل شهري قدره 20 ألف درهم من استثمارك العقاري، أوصى بمحفظة من 4 أو 5 فيلات صغيرة بمتوسط قيمة رأسمالية تبلغ 1.1 مليون درهم، كل منها يدر دخلاً يقارب 60 -80 ألف درهم سنوياً.
وأكد جونز، أنه على الرغم من أن الشقق متاحة أيضاً بنفس العائد الإجمالي، إلا أن صافي الدخل أقل بسبب تكاليف المرافق. بدلاً من ذلك، استثمر في شقق فندقية حيث يكون العائد مضموناً، وبنسبة صافية 8% خالية من النفقات، وهنا يتحمل مشغل الفندق المسؤولية الكاملة عن الممتلكات ويتلقى المستثمر الدفعات دون أي تدخل.
ويقول ماندانا دباغ، العضو المنتدب لشركة Ayana Properties «يبلغ عائد الإيجار النموذجي في قلب دبي الآن حوالي 5% ويمكن أن يصل إلى 10% في المزيد من مواقع الضواحي. لذلك، مع القليل من الاستثمارات الذكية في سوق العقارات، يمكن للمتقاعدين الحصول على دخل صحي لتمويل أسلوب حياتهم».
وأطلقت دبي الأسبوع الماضي برنامجاً للتقاعد في الإمارة لمن تزيد أعمارهم على 55 عاماً، سواء من المقيمين داخل دولة الإمارات أو المقبلين على التقاعد حول العالم. ويعتبر هذا البرنامج الأول من نوعه على مستوى المنطقة للأجانب الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً، حيث يوفر للمقيمين في الدولة ممن بلغوا سن التقاعد، وكذلك لكبار السن في جميع أنحاء العالم، فرصة الاستمتاع بأسلوب حياة فريد في دبي.
وعملت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي ضمن إطار التشجيع على الاستفادة من البرنامج مع شركائها، لتطوير مقومات رئيسية، للتسهيل على المتقاعدين اتخاذ مثل هذا القرار المهم في حياتهم، ضمن قطاعات الرعاية الصحية والعقارات والتأمين والبنوك، حيث ستتاح كل هذه العروض التنافسية للمتقاعدين لمساعدتهم على تحقيق أحلامهم والعيش براحة بال.
وسوف يحصل الأشخاص الذين يستوفون المعايير والمتطلبات الخاصة بهذا البرنامج على تأشيرة تقاعد قابلة للتجديد كل 5 سنوات، وذلك عند توفر أحد المتطلبات التالية: أن يكون لديه دخل شهري قدره 20 ألف درهم (حوالي 5500 دولار) يكتسبه من الاستثمارات أو المعاشات التقاعدية، أو يمتلك بحسابه مبلغ مليون درهم (حوالي 275 ألف دولار)، أو لديه عقارات في دبي بقيمة مليوني درهم «حوالي 550 ألف دولار».
ويستهدف البرنامج في مرحلته الأولى المقيمين في الدولة ممن عملوا في دبي لأكثر من 10 سنوات وبلغوا سن التقاعد، وأصبحوا على دراية كافية بطبيعة الحياة في الإمارة.