الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

التجارة الإلكترونية تعيد رسم خريطة العروض المصرفية

التجارة الإلكترونية تعيد رسم خريطة العروض المصرفية

غيرت التجارة الإلكترونية واتساع رقعة انتشار الحلول الذكية، ملامح العروض المصرفية ومفهوم مكافآت العملاء، فبينما كانت معظم المكافآت تركز على الاسترداد النقدي عند الإنفاق داخل المتاجر ومنح نقاط أميال للطيران، باتت أكثر ارتباطاً بالإنفاق عن طريق المواقع الإلكترونية المتخصصة، أو تصب في اتجاه تشجيع العملاء على هذا السلوك.

ورصدت «الرؤية» مواقع وحسابات البنوك على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكتشف أن توجه أغلب البنوك ارتكز على مكافأة العملاء عند التسوق من مواقع وتطبيقات إلكترونية مثل نون وأمازون، أو عند طلب الطعام عن طريق التطبيقات مثل زوماتو وطلبات.

وأفاد خبراء مصرفيون، أن الكثير من العملاء اتجهوا إلى التجارة الإلكترونية كبديل عن زيارة المتاجر التقليدية، وهذا التوجه كان من خلال استخدام البطاقات البنكية باختلاف أنواعها، وبالتالي كان على البنوك الاستجابة لهذا التوجه وتلبية رغبات العملاء وجذبهم من خلال العروض التي تتناسب مع متطلباتهم المستجدة.

وأشار عملاء إلى أنهم اتجهوا إلى التسوق الإلكتروني حتى بالنسبة لأغراض البقالة بعد جائحة كورونا، لافتين إلى أن العروض المصرفية والخصومات المغرية التي يحصلون عليها عند استخدام بطاقاتهم عززت هذا التوجه، فبعض عروض طلبات الطعام كانت تنطوي على خصومات تصل إلى 50%، وبعض عروض البقالة والمنتجات الأخرى وصلت إلى 20 و30%.

وأفاد الخبير المصرفي حسن الريس، أن لدى جميع الأطراف مسؤوليات مجتمعية تجاه العملاء، وفي الوقت نفسه فمصلحة الأطراف الثلاثة (البنوك والمتاجر والعملاء) في تحسين تجربة التسوق الإلكتروني.

وأشار إلى أن التوجه الرقمي فيما يخص الخدمات البنكية والتجارة الإلكترونية بدأ قبل كورونا لكن الجائحة سرعت من هذا التوجه، وبالتالي فاتجاه العروض المصرفية للتركيز على التسوق الإلكتروني ومكافأة العملاء عند استخدام التطبيقات لا يخرج عن سياق التطور الطبيعي وعن المصلحة المشتركة.

وأفاد الخبير المصرفي أمجد نصر، بأن التجارة الإلكترونية أصبحت مسألة روتينية بعد أن كانت مقتصرة على نسبة قليلة من الناس، لافتاً إلى أن جائحة كورونا والإغلاقات التي حدثت خلال الفترة الماضية دفعت العملاء إلى الاعتماد على الخدمات الذكية سواء عند الحصول على الخدمات أو عند شراء المنتجات على اختلافها.

وأكد أن التوجه المكتسب بات عادة لن يتخلى عنها معظم الناس، وبالتالي فعلى البنوك الاستجابة لهذا التوجه وتصميم العروض بما يتلاءم مع الواقع الجديد، متسائلاً من سيتردد في استخدام بطاقة بنكية للحصول على منتج عبر تطبيق معين أو موقع إلكتروني بسعر أقل بنسب كبيرة عما هو متوفر في السوق.

ومن جهتها أكدت الخبيرة المصرفية عواطف الهرمودي، أن البنوك تعتبر من قادة التوجه الرقمي وبالتالي لن تكون بعيدة عن التوجه الذي ارتبط باتساع نطاق الخدمات الذكية والتجارة الإلكترونية.

وأشارت إلى أن العروض الجديدة عند استخدام البطاقات المصرفية في التسوق من مواقع إلكترونية تخدم كافة الأطراف، فمن جهة تلبي رغبات العملاء ومن جهة أخرى تخدم المتجر الإلكتروني والبنك.

ومن جانبهم أشار عملاء، إلى أنهم لم يعودوا يتجهون إلى المتاجر التقليدية إلا نادراً، لافتين إلى أن بإمكانهم وعبر عدة تطبيقات تلبية معظم حاجياتهم، وبأسعار أقل مقارنة بأسعار المتاجر، إضافة إلى إمكانية الحصول على خصومات باستخدام البطاقات المصرفية التي يستخدمونها.

وأشاروا إلى أنهم سعداء بتجربة التسوق من المتاجر الإلكترونية وبالخصومات التي يحصلون عليها من قبل المتاجر أو من قبل البنوك التي يتعاملون معها، لافتين إلى أن طلبات الطعام تصل بخصومات تزيد على 25% في الكثير من الأحيان.