الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«الأعلى للبترول» يعلن اكتشافات جديدة لموارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص

«الأعلى للبترول» يعلن اكتشافات جديدة لموارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. (وام)

أعلن المجلس الأعلى للبترول اكتشافات جديدة لموارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص في مناطق برية تقدر كمياتها بحوالي 22 مليار برميل من النفط، إضافة إلى زيادة احتياطيات النفط التقليدية بمقدار 2 مليار برميل من النفط في إمارة أبوظبي.



جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الذي عقده اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول.

واعتمد المجلس الأعلى للبترول خطة عمل «أدنوك» لزيادة استثماراتها الرأسمالية إلى 448 مليار درهم للسنوات الخمس القادمة، والتي ستمكن الشركة من تحقيق النمو الذكي حيث تعتزم أدنوك من خلال هذه الخطة إعادة توجيه 160 مليار درهم (43.6 مليار دولار) إلى الاقتصاد المحلي خلال الفترة بين 2021 - 2025 عبر برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة الذي يهدف إلى التعاون مع شركات القطاع الخاص والشركات العالمية، وإتاحة المزيد من الفرص أمام القطاع الخاص المحلي والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخلق فرص عمل لمواطني دولة الإمارات.



كما وافق المجلس خلال اجتماعه على ترسية «أدنوك» لمناطق جديدة لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز ضمن الجولة الثانية من المزايدة التنافسية التي أطلقتها أبوظبي في عام 2019 ضمن استراتيجيتها لإصدار تراخيص لمناطق جديدة.



واستعرض المجلس الأعلى للبترول النقلة النوعية التي تحققها «أدنوك» في نشاطاتها في مجال التسويق والإمداد والتداول والتطوير المستمر الذي تنجزه لتقديم المزيد من الخدمات والمنتجات للمتعاملين لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من كل برميل نفط يتم إنتاجه وتكريره وبيعه، حيث أصبحت أدنوك بفضل هذا التوسع أكثر تكاملاً في مجالات الشحن والخدمات اللوجيستية والتخزين والتجارة والتداول.. وذلك عبر تأسيس شركتين تجاريتين جديدتين هما: «أدنوك التجارية» و«أدنوك للتجارة العالمية»، كما تعتزم أدنوك توسيع قدراتها في مجال الشحن من خلال شراء أسطول من ناقلات النفط الخام العملاقة من خلال شركة «أدنوك للإمداد والخدمات» ما يوفر تدفقات جديدة للإيرادات على المدى البعيد مع دخولها قطاعاً جديداً لدعم تلبية الطلب المتنامي على منتجاتها وانتقالها إلى التجارة والتداول.



واطلع المجلس على المشروع المشترك الذي تم الإعلان عنه مؤخراً بين أدنوك و«القابضة» -ADQ تحت اسم «تعزيز» - والذي أسسه الطرفان بهدف تطوير والإشراف على إقامة مشاريع صناعية ضمن «مجمع الرويس للمشتقات البتروكيماوية».



شارك في الاجتماع، سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة، وحمد مبارك الشامسي أمين عام المجلس الأعلى للبترول، والدكتور أحمد مبارك المزروعي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، وخلدون خليفة المبارك عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية، والمهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، والمهندس عبدالله ناصر السويدي وسهيل فارس غانم المزروعي.



كما تواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن طريق الاتصال المرئي مع عدد من موظفي «أدنوك» الذين شاركوا في خط الدفاع الأول خلال مرحلة كورونا، وأثنى على إخلاصهم وتفانيهم في العمل، مشدداً سموه على أن الكوادر البشرية هي أثمن ما يمتلكه الوطن. كما التقى سموه عبر الاتصال المرئي عدداً من أعضاء «برنامج قيادات أدنوك الشابة»، مؤكداً أهمية تمكين وتطوير الطاقات الشابة في الدولة وضمان تزويدهم بالمهارات اللازمة وصقلها لبناء حياة مهنية ناجحة.



وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن خطط واستراتيجيات تطوير مختلف القطاعات الحيوية في الدولة، خاصة قطاع النفط والغاز، تحظى باهتمام ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله».. مشيداً بجهود شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» لتوسعة استثماراتها ونشاطاتها عبر استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي لضمان استمرارها في تحقيق قيمة مستدامة لدولة الإمارات وشعبها.



وأشار سموه إلى أهمية نجاح «أدنوك» في المحافظة على تنافسيتها ومرونتها واستمرارية واستدامة أعمالها دون انقطاع أو توقف في عملياتها الأساسية ومواصلة تحقيق أهدافها التشغيلية والمالية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها الأسواق حالياً وانتشار جائحة «كوفيد-19».



وأوضح أن اكتشاف «أدنوك» موارد نفط غير تقليدية في مناطق برية وزيادة الاحتياطي النفطي من الموارد التقليدية.. يأتي نتيجة لجهودها الحثيثة لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من احتياطيات الموارد الهيدروكربونية لصالح وخدمة دولة الإمارات، حيث ستسهم الموارد الجديدة في تعزيز أمن الطاقة في الدولة وترسيخ مكانتها مورداً عالمياً أساسياً وموثوقاً لأجود أنواع النفط الخام.



كما أعرب سموه عن تقدير المجلس الأعلى للبترول للتقدم المحرز في خطط أدنوك للتوسع في عمليات التكرير والبتروكيماويات، مشيراً إلى أنها ستلعب دوراً مهماً في دفع عجلة التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد «كوفيد-19»، إضافة إلى نهج أدنوك الذكي والمبتكر في التوسع في بناء الشراكات الاستراتيجية وخلق الفرص الاستثمارية المشتركة التي أدت إلى إنجاز الشركة لعدد من الاتفاقيات والصفقات المهمة.



وبهذه المناسبة قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: «نحن ممتنون لتوجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والمجلس الأعلى للبترول لأدنوك خلال هذا العام الذي كان حافلاً بالتحديات مثل التعامل مع جائحة «كوفيد-19» وتقلبات أسواق الطاقة.. لقد استطعنا بفضل توجيهات القيادة الحكيمة والنقلة النوعية التي قمنا بها على مدى السنوات الأربع الماضية تحقيق أداء تشغيلي ومالي قوي، إضافة إلى تعزيز مكانة وقدرات ومرونة أدنوك لمتابعة دورها الرائد في تحقيق قيمة مستدامة لدولة الإمارات على المدى البعيد وخلق فرص استثمارية جديدة للقطاع الخاص المحلي وتوفير فرص عمل للمواطنين عبر برنامجنا لتعزيز القيمة المحلية المضافة».



وأضاف: «إن إعلان المجلس الأعلى للبترول اليوم اكتشاف كميات كبيرة من الموارد النفطية غير التقليدية والقابلة للاستخلاص.. يجسد مدى كفاءة أدنوك في تسريع وتيرة استكشاف وتطوير موارد أبوظبي الهيدروكربونية غير التقليدية وهو يمثل إنجازاً كبيراً لتطور قطاع الموارد غير التقليدية في الدولة.. ومن المهم أيضاً الإشارة إلى أن زيادة احتياطيات دولة الإمارات من موارد النفط التقليدية تؤكد الجهود الجبارة التي تقوم بها الشركة للبحث عن فرص جديدة لتحقيق القيمة من مواردنا الهيدروكربونية بما يضمن تعزيز مكانة دولة الإمارات مزوداً عالمياً موثوقاً للطاقة على المدى البعيد».



وقال الجابر: «إن أدنوك مستمرة بالعمل على تطوير مشاريع استثمارية واسعة النطاق في الرويس لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من كل برميل نفط نقوم بإنتاجه.. وذلك تماشياً مع توجيهات القيادة ومع استراتيجيتنا الرامية إلى توسيع عملياتنا في مجال التكرير والبتروكيماويات والتي تأتي في مقدمتها خطط تطوير الرويس وتحويلها إلى مركز عالمي حيوي للنمو الصناعي والتنوع الاقتصادي في دولة الإمارات، وتعزيز قدراتنا في التسويق والإمداد والتداول بما يحقق قيمة أكبر من منتجاتنا».

وتركز خطط أدنوك للتوسع في عمليات التكرير والبتروكيماويات على تطوير مجمع الرويس الصناعي ليصبح مركزاً عالمياً حيوياً لأنشطة التكرير والبتروكيماويات، وذلك من خلال الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لدولة الإمارات بالقرب من أسواق النمو العالمية، وتوفر مواد خام أولية بأسعار تنافسية، إضافة إلى البيئة المالية والتنظيمية الجاذبة في أبوظبي

وعلى الرغم من ظروف وتحديات السوق الذي شهد تراجعاً في أسعار النفط، استطاعت أدنوك استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 62 مليار درهم لدولة الإمارات هذا العام، ليصل بذلك إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي استقطبتها أدنوك منذ عام 2016 إلى 237 مليار درهم.

وتسهم «أدنوك» في دفع جهود تعزيز القيمة المحلية المضافة في دولة الإمارات عقب نجاح برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة في إعادة توجيه أكثر من 76 مليار درهم (20.7 مليار دولار) إلى الاقتصاد المحلي والمساهمة في توفير أكثر من 2000 وظيفة لمواطني الإمارات في القطاع الخاص منذ إطلاق البرنامج في يناير 2018.. فيما تتضمن خطط أعمال أدنوك الجديدة جذب الاستثمارات الأجنبية وتوطين سلاسل التوريد ورفع نسبة الخدمات والمنتجات الاستراتيجية المحلية في قطاع النفط والغاز وتوفير فرص عمل للمواطنين في القطاع الخاص.



ويأتي اكتشاف أدنوك لموارد نفط غير تقليدية في مناطق برية وزيادة الاحتياطي النفطي من الموارد التقليدية نتيجة جهودها الحثيثة لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من احتياطيات الموارد الهيدروكربونية لصالح وخدمة دولة الإمارات، حيث ستسهم الموارد الجديدة في تعزيز أمن الطاقة في الدولة، وترسيخ مكانتها مورداً عالمياً أساسياً وموثوقاً لأجود أنواع النفط الخام، حيث استطاعت أدنوك زيادة سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى أكثر من 4 ملايين برميل يومياً هذا العام.

ويفوق حجم الاكتشافات البالغ 22 مليار برميل من موارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص التي أعلن عنها المجلس الأعلى للبترول بعض الحقول الرئيسية في أبوظبي من حيث الموارد، حيث تقارن إمكانات الإنتاج بأكبر عمليات النفط الصخري في أمريكا الشمالية. وتم دعم تقييم موارد النفط غير التقليدية ببيانات شاملة وموسعة عن الآبار بالإضافة إلى برنامج تقييم مخصص من أدنوك في منطقة برية تغطي مساحة 25 ألف كيلومتر مربع في أبوظبي.



وتسهم احتياطيات النفط التقليدية البالغة 2 مليار برميل التي أعلن عنها المجلس الأعلى للبترول في زيادة احتياطيات دولة الإمارات من موارد النفط التقليدية إلى 107 مليارات برميل من النفط القابل للاستخلاص، ما يعزز مكانة الدولة في المركز السادس عالمياً في قائمة الدول التي تملك أعلى احتياطيات نفطية.



وتأتي هذه الزيادة في الاحتياطيات نتيجة لعمليات التطوير المستمرة التي تقوم بها أدنوك في سعيها لتحقيق هدفها بزيادة السعة الإنتاجية إلى 5 ملايين برميل من النفط يومياً بحلول عام 2030، وأنشطة التقييم، لا سيما في حقل «النوف».



وتدعم موارد النفط التقليدية وغير التقليدية قدرات أدنوك في إنتاج كميات إضافية من خام «مربان»، الذي يعد من أفضل خامات النفط على مستوى العالم بفضل خصائصه الكيميائية الفريدة ومستويات إنتاجه الثابتة والمستقرة وجاذبيته ورواجه لدى المشترين الدوليين وشركاء الإنتاج والامتيازات طويلة المدى.



وتأتي هذه الإضافات الجديدة إلى احتياطيات دولة الإمارات من الموارد الهيدروكربونية في أعقاب إعلان المجلس الأعلى للبترول في نوفمبر 2019 عن زيادات في الاحتياطيات الهيدروكربونية بمقدار 7 مليارات برميل من النفط الخام، و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، و160 تريليون قدم مكعبة قياسية من موارد الغاز غير التقليدية القابلة للاستخلاص.



وتعد هذه الاكتشافات إنجازاً تاريخياً منذ الإعلان عن آخر تحديث حول احتياطيات الدولة من الموارد الهيدروكربونية قبل 3 عقود. وعقب موافقة المجلس الأعلى للبترول على قيام أدنوك بترسية مناطق لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز ضمن جولة المزايدة التنافسية التي أطلقتها أبوظبي في 2019، تستعد الشركة للإعلان عن الشركات الفائزة في عملية تقديم العطاءات.

وفي هذا السياق، من المخطط أن تبدأ شركة «أدنوك للتجارة العالمية» وهي مشروع مشترك مع «إيني» الإيطالية و«أو إم في» النمساوية، بتجارة وتداول المنتجات المكررة قبل نهاية العام الجاري.

من جهته، أفاد المستشار والخبير الاقتصادي الدكتور كمال أمين، أن هذا الاكتشاف النفطي الجديد يمثل إضافة كبيرة ستنعكس على مركز الدولة كمنتج للنفط، كما ستنعكس بشكل واضح على معدلات النمو الاقتصادي من خلال ارتفاع القدرة على الإنفاق على المشروعات المختلفة.

وبين أن هذا الاكتشاف سيدعم الصناعات البتروكيماوية، الأمر الذي سيزيد كفاءة مردود المنتج النفطي على الاقتصاد، كما ستدعم مختلف الصناعات الأخرى من خلال استثمار الإيرادات.

وقال "الإمارات من الدول التي نجحت في تحويل الثروة النفطية إلى ثروة متجددة، من خلال استثمار الإيرادات في دعم التنمية الشاملة لا سيما في البنية التحتية والصناعة".

من جهته، قال الخبير الاقتصادي محمد المهري إن الاكتشافات البترولية التي أعلنت عنها الإمارات اليوم سيكون لها دور كبير في تعزيز مكانة الدولة الإقليمي والعالمي كمركز أساسي لتصدير الطاقة وتطوير الصناعة والتكنولوجيا في هذا القطاع.

وأضاف أن الاكتشافات الجديدة ستقوي من تأثير الدولة في مشهد الطاقة العالمي وزيادة نفوذها فيما يتعلق بأسعار النفط المستقبلية من حيث العرض والطلب.

وذكر المهري أن الإعلان الجديد من أبوظبي اليوم سيكون بمثابة فرصة كبيرة للشركات العالمية للقدوم إلى الامارات والاستثمار في مختلف أنشطة الطاقة والصناعات البتروكيماوية.

بدوره، قال الخبير الاقتصادي والمحلل المالي، وضاح الطه، إن الاكتشاف النفطي الجديد سيضاف الى الاحتياطيات النفطية المؤكدة لدولة الامارات الأمر الذي سينعكس إيجابياً على عمليات تقييم الائتمان السيادية ويعزز من مكانة الإمارات كلاعب رئيسي في أسواق النفط العالمية وسيساهم في تعزيز الجاذبية الاستثمارية للدولة بشكل عام ولإمارة أبوظبي بشكل خاص.

وأضاف أن الامارات من الدول التي يتوقع فيها المزيد من الاكتشافات النفطية المستقبلية مع تطور وسائل التنقيب والاستخراج.