الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

خفض أسعار الشحن يرفع مبيعات المنتجات الإلكترونية 200%

أكد مختصون ومستهلكون لـ«الرؤية»، أن الخصومات التي أجريت على أسعار توصيل أو شحن المنتجات خلال مواسم التخفيضات كـ«الجمعة الصفراء» و«الجمعة البيضاء» و«3 أيام من التخفيضات الكبرى» والتي انطلقت بدولة الإمارات الشهر الماضي، والتي ما زالت تقام خلال الشهر الجاري تدعم وتنشط مبيعات التجارة الإلكترونية بشكل ملحوظ في ظل اعتماد المستهلكين بدولة الإمارات المتفاعلين بتلك المواسم على خدمات «أونلاين» اللاتلامسية لتجنب انتشار فيروس كورونا.

وقال المدير الإقليمي لدى شركة كريتيو لتكنولوجيا التسوق بالشرق الأوسط وإفريقيا والتي تتخذ من دبي مقراً لها، أليستير بيرتون، إن عرض المنصات الإلكترونية التي بدأت في عرض منتجات يحتاجها المستهلكون خلال تلك الفعاليات مصاريف شحن زهيدة بل إن البعض عرض على المستهلكين بالدولة خلال تلك الفعاليات خدمة توصيل مجانية، وهو الأمر الذي حفز المبيعات الإلكترونية بقطاع التجزئة ورفعها بنسب تتجاوز 200% على المستوى السنوي.

وأشار إلى أن ما يقرب من نصف المتسوقين بالدولة وفقاً لاستطلاع أجرته شركته في مرحلة ما بعد كورونا، لافتاً إلى أن كلفة الشحن هي أحد الدوافع الرئيسية التي تؤثر على قرار المتسوقين في الدولة للشراء من بائع تجزئة عبر الإنترنت خلال مواسم التخفيضات التي ينتظرها الكثير من المستهلكين بالدولة.

وأوضح أن جائحة كورونا أكدت أنه من المهم تعزيز تواجد التجار بقطاع التجزئة عبر الإنترنت من أجل التأثير على قرار المتسوقين قبل انطلاق فعاليات تعرض خصومات جديدة على المستهلكين بالدولة.

من جهته، قال المستشار والخبير الاقتصادي الدكتور كمال أمين الوصال، إن موسم التخفيضات والخصومات التي شهدتها المواسم السنوية التي ينتظرها المستهلكون بقطاع التجزئة كل عام تؤكد أن مهرجان دبي للتسوق والذي سينطلق من يوم 17 ديسمبر وحتى 30 يناير 2021 سيكون فرصة جيدة لتجار التجزئة ولزيادة المبيعات وتعزيز السيولة.

وأشار إلى إن فعاليات التخفيضات هذا العام تتمتع بأهمية ووضعية مختلفة نتيجة تداعيات كورونا إذ تعد تلك الفعاليات ومهرجان دبي للتسوق هذه السنة فرصة لتحريك قطاع رئيسي في الاقتصاد.

وأكد أن توافر السيولة الذي تقوم به تلك الفعاليات ولا سيما بعد الجائحة يعزز انتعاش قطاع التجزئة وسيساعد تجار الجملة في سداد أية متأخرات متراكمة عليهم ومن ثم سيكون له آثار إيجابية على بقية قطاعات الاقتصاد الأمر الذي قد يمثل نقطة بداية لتحريك عجلة الاقتصاد ككل.

بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «شيبا» لخدمات التوصيل، برهان بن مينا، أن كافة المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات يتطلعون لانطلاق تلك الفعاليات التي يستفيدون فيها من الخصومات الهائلة مقارنة الأعوام الماضية كما أنهم ينتظرون مهرجان دبي للتسوق هذا العام، الحدث الذي من المتوقع أن يقوم بتعزيز أنشطة التسوق التقليدية والإلكترونية وهو الأمر الذي من شأنه دعم مساعي تجار التجزئة لتحقيق عدد من أهدافهم بعد عام 2020 الذي كان مليئاً بالتحديات.

ولفت إلى أنه من المنتظر أن يعطي المهرجان دفعة أخرى لقطاع التجارة الإلكترونية خاصة بعد هذا العام الاستثنائي الذي أصبح فيه استخدام الإنترنت لأغراض التسوق من الفعاليات المفضلة لدى العملاء وبشكل متزايد.

وتابع: «قد شهدنا على سبيل المثال خلال الخمسة أشهر الأولى من عام 2020 زيادة بنسبة 300% في خدمات التوصيل للتجارة الإلكترونية بدولة الإمارات العربية المتحدة. إلا أنه من المحتمل أن يكون المتسوقون أكثر حرصاً في إنفاقهم على التسوق مقارنة بالسنوات السابقة، وأن يبحثون عن الصفقات الجيدة التي تجعل من مهرجان دبي للتسوق تجربة ممتعة في حد ذاتها للمتسوقين».

من جهته، قال المستشار الاقتصادي ورئيس دعم العمليات في مجموعة الإمارات دبي الوطني سابقاً، حسين مشربك، إن مهرجان دبي للتسوق فقد زخمه عبر السنين وتفرده السابق وفقد جمهوره الذي كان يحرص على الحضور والتفاعل مع فعالياته الجميلة وبرامجه المتنوعة والمشوقة.

ولفت إلى أن التسوق الإلكتروني أتى مؤخراً ليدق المسمار الأخير في نعش التسوق التقليدي خلال المهرجان.

وأضاف: «لربما كانت إدارة مهرجان دبي السابقة هي السبب الرئيسي في نجاحه وربما كانت الميزانية العامة المرصودة للمهرجان، وربما الاثنان معاً». وأشار إلى أن مهرجان دبي للتسوق بشكله الحالي يحتاج إلى إعادة هيكلة من جديد وإبداع طالما تعودنا على وجوده في الإمارة.

ومن جانب المستهلكين، قال المقيم بمدينة العين، خليل محمد: «نحن كمستهلكين يسعدنا جداً أن تنخفض أسعار الشحن، لأن ذلك يجعلنا مقبلين على الشراء بشكل أفضل لكن هناك مواقع إلكترونية تقوم وبخطوة ذكية بفصل سعر المنتج عن سعر النقل لدرجة أنها لا تضيف سعر النقل إلى السعر الكلي إلا بعد طلب المنتج بشكل أولي فلا نشعر كثيراً بالزيادة وخاصة إذا كنا نطلب منتجاً غالي السعر بالأساس.

وأشار إلى أن هناك الكثير من المتسوقين الذي لا يلقون أهمية إلى سعر النقل في حال الانخفاض أو الارتفاع، لأنها عادة ما تكون طفيفة وغير واضحة أو لا تترك كبير الأثر على سعر الشراء الكلي إلا في حال كان النقل مجاناً بشكل كلي، وهي ميزة تنافسية تقدمها بعض المواقع لجذب العملاء.

من جانبه، قال المقيم بإمارة دبي، عبد الشافي إبراهيم: «لقد أصبحت التجارة الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية ونقوم بها بشكل يومي نظراً للظروف الصحية المحيطة ولقد كانت في بعض الأحيان خيارنا الوحيد ومن الطبيعي أننا سوف نسعد بخفض تكاليف الشحن والنقل لأنها ستعطي مواقع التسوق ميزة تنافسية وتجعلها تتقدم على منافسيها في حجم الطلب».

وأشار إلى أننا كمستهلكين اليوم نشهد طفرة قوية في حجم التجارة الإلكترونية وهذا التنافس الذي نشهده هو تنافس صحي بين المواقع ونحن من سيكون من أول المستفيدين وسيعود بالنفع علينا كثيراً في حال استمراره.

وأعرب عبدالشافي إبراهيم عن تفاؤله تجاه المزيد من خفض أسعار المنتجات المعروضة على مواقع التجارة الإلكترونية خاصة وأن هناك المحلات التقليدية التي بدأت بزيادة معروضاتها على الكثير من المنتجات الاستهلاكية المستخدمة على أساس يومي.

بدوره، نوه سليم بدري المقيم في دبي بالإجراءات التنظيمية والقانونية التي أقرتها حكومة الدولة لتنظيم عمل التجارة الإلكترونية ما دفع المزيد من الشركات إلى الاستثمار بهذا القطاع إما في النقل أو التجارة الأمر الذي وفر بيئة خصبة للمنافسة القوية بين الشركات.

وأوضح أن انخفاض تكاليف النقل قد يكون أحد المميزات التنافسية التي تقدمها الشركات للعملاء، خاصة مع ثبات أسعار المنتجات وانخفاض أسعار الوقود العالمية، لافتاً إلى أن الكثير من شركات النقل العالمية لا تتأثر على المدى القصير بأسعار الصرف أو أسعار الوقود، إلا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة يمكن أن تكون المستفيد الأكبر من ذلك.

وأشار إلى أنه من الطبيعي أن نستفيد كمستهلكين من انخفاض أسعار توصيل المنتجات بحيث لا نضطر للخروج من المنزل للتسوق والاستعانة عن ذلك بالتسوق الإلكتروني لا سيما في ظل استمرار الجائحة.

وفي ذات الصعيد، قال المقيم بإمارة دبي، أحمد عبدالرازق: «في زمن كورونا أصبحنا نتجه للتسوق الإلكتروني كونه الوسيلة الآمنة بالوقت الحالي، مع انخفاض أسعار الشحن هذا يتيح لنا التسوق بشكل أكثر، فنحن الآن بحاجة للتسوق الإلكتروني بشكل كبير مع تبدل الاحتياجات الأولية أصبحنا بحاجة إلى اقتناء مستلزمات لنا ولأطفالنا مثل الكومبيوتر وجهاز التابلت والهواتف الذكية، لنواكب ونتابع عملنا حيث أصبح التعليم والعمل عن بعد نمطاً من أنماط الحياة اليومية».