عقدت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، ندوتين عبر الإنترنت «ويبينار» للتواصل مع المستثمرين والشركاء المحتملين من ألمانيا، وذلك للتعريف بالفرص الاستثمارية في قطاعات استراتيجية تشمل قطاعي الرعاية الصحية والتكنولوجيا.
وتماشياً مع استراتيجية التواصل التي وضعتها مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار لعام 2020، توفر تلك الندوات المتخصصة منصة للمعنيين تتيح دراسة فرص الاستثمار بدبي في ظل توقف البعثات التجارية الحكومية والقيود المفروضة بسبب جائحة «كوفيد-19».
في هذا السياق، قال مدير إدارة ترويج الاستثمار في مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إبراهيم أهلي: «ترتبط ألمانيا ودولة الإمارات بشراكة استراتيجية وثيقة للغاية تقوم على عمق العلاقات الدبلوماسية والتجارية، ويعدّ قطاعا التكنولوجيا والرعاية الصحية من أهم القطاعات التي تدعم استمرار النمو الاقتصادي والاجتماعي بالدولة، فيما يقدمان فرصاً هائلة للشركات والأفراد الراغبين بالاستثمار فيها من ألمانيا».
وأضاف: «تشكل الندوات منصات مثالية لمناقشة فرص الشراكة والاستثمار التي تعود بالمنفعة على الجانبين، بحيث يمكننا البقاء على المسار الصحيح للتعافي والنمو الاقتصادي».
وعقدت الندوات الافتراضية مع المستثمرين، والتي نظمت بالتعاون مع المجلس الألماني الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة AHK، خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2020.
الجدير بالذكر أن دولة الإمارات تعدّ أكبر شريك تجاري لألمانيا في المنطقة، إذ تجاوز حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وألمانيا 480 مليار درهم إماراتي خلال السنوات العشر بين عامي 2010 و2019، فيما بلغ 44.76 مليار درهم إماراتي في عام 2019 لتكون ألمانيا تاسع أكبر شريك تجاري للإمارات خلال ذلك العام.
وبالإضافة لذلك، فإن الإمارات هي الوجهة المختارة للعديد من الشركات الألمانية، حيث يقيم في الدولة 14 ألف مواطن ألماني.
وبنهاية عام 2019، بلغ عدد الشركات الألمانية والوكالات التجارية والعلامات المسجلة في دولة الإمارات 18 ألفاً و781 شركة ووكالة ألمانية.
يشار إلى أن دبي عززت مكانتها كمدينة للمستقبل لتحقق سعادة كافة المعنيين، بينما تبقى بوابة مهمة إلى الأسواق الناشئة في المنطقة، تدعمها بنيتها التحتية المتقدمة، لتكون مركزاً عالمياً للتجارة والاستثمار.
واستعرضت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار مزايا دبي للمستثمرين المحتملين من ألمانيا خلال الندوتين، بدعم مجموعة من مؤسسات حكومة دبي المعنيّة بكل قطاع تمّت مناقشته.
شهدت الندوة الافتراضية حول قطاع الرعاية الصحية مشاركة كل من هيئة الصحة بدبي ومجمع دبي للعلوم إلى جانب مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، وذلك في ظل الزيادة المستمرة في عدد سكان دبي والتركيز الدائم على السياحة الطبية الذي يجعل من الإمارة وجهة جاذبة للاستثمار. وتتضمن فرص الاستثمار مراكز التميّز في تخصصات متنوعة منها أمراض القلب وطب الأعصاب وإعادة التأهيل، كما ستبقى مجالات إنتاج الأدوية البديلة وإنتاج وبيع وصيانة الأجهزة الطبية محور تركيز أساسي في دبي.
وكان لمشاركة مؤسسة دبي للمستقبل ومركز دبي المالي العالمي إلى جانب مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار دور بارز في تسليط الضوء على مزايا دبي خلال الندوات المخصصة لقطاع التكنولوجيا، حيث تعدّ دبي واحدة من المدن الرائدة في تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة واحتضان الشركات الناشئة في قطاع التقنيات المتطورة، فيما كانت أول مدينة في العالم تستفيد من إمكانات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتقنيات تعلم الآلات وتقنية البلوكتشين والتقنيات المالية وتكنولوجيا المعلومات في المجال الصحي.
وتركّز دبي إضافة لما سبق على تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد والأمن السيبراني ونظم المعلومات الجغرافية.
وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر، تواصل دبي استقطاب الاستثمارات النوعية لتبقى وجهة عالمية رائدة في المجال. سجلت دبي نمواً استثنائياً في الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الأشهر الستة من عام 2020 بواقع 190 مشروعاً بلغت قيمتها 12 مليار درهم إماراتي، وفقاً لبيانات مرصد دبي للاستثمار، والذي يتبع منهجية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في رصد بيانات الاستثمار الأجنبي المباشر.
كما استحوذت الاستثمارات التكنولوجية المتوسطة والمتقدمة على 53% من إجمالي تدفقات الاستثمارات الأجنبية خلال النصف الأول من العام الجاري 2020، ما يعدّ دليلاً أكيداً على أهمية دبي المتزايدة ومكانتها المرموقة بين المستثمرين العالميين كمدينة مثالية للاستثمارات المرتبطة بالتكنولوجيا.