الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

50 % من الشركات الإماراتية تتحول لـ«الرقمنة» خلال عامين

أكد المدير العام لشركة «أي بي أم» في الشرق الأوسط وباكستان، حسام سيف الدين، أن 50% من الشركات في الإمارات، باتت تعطي أولوية متزايدة لرحلة التحول الرقمي في العامين المقبلين، وذلك نتيجة التحديات الكبيرة التي واجهتهم خلال أزمة كورونا.

وقال سيف الدين في لقاء مع «الرؤية»: «إن التوجه نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وحلول السحابة سوف يستمر ويصبح أقوى في الدولة مع سعي مديري المعلومات لتعزيز دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في بنيتهم التحتية، لضمان عمليات تشغيلية مؤتمتة أكثر حيوية واستجابة وذكاء، وسيدخل الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب حياتنا اليومية، وأيضاً في الأعمال التجارية والخدمات الحكومية والطبية وما إلى ذلك».

وإلى نص الحوار:

-كيف دفع كورونا التحول الرقمي لدى الشركات في الإمارات؟

لا شك بأن هذا الوباء كان مأساة غير مسبوقة فرضت علينا التغيير، إلا أنه شكّل منعطفاً حاسماً أيضاً، حيث جرى إتمام رحلات التحول الرقمي التي كانت ستستمر لبضع سنوات في غضون أشهر قليلة، وقد كشفت دراسة بحثية أجرتها شركة «أي بي أم» مؤخراً، بأن نحو 5 من كل 10 مؤسسات (50%) في دولة الإمارات، تعطي أولوية متزايدة لرحلة التحول الرقمي فيها على مدار العامين المقبلين، نتيجة التعطل الذي فرضه الوباء في جميع جوانب الأعمال والحياة اليومية.

-هل تعرضت الشركات لضغوطات أثناء رحلة التحول الرقمي خلال كورونا؟

وجدت الشركات والحكومات نفسها أمام ضغوط هائلة للتعامل مع تفشي وباء «كوفيد-19» لتسريع الابتكار والتحوّل الرقمي، وكان التحدي الأبرز هو الحفاظ على استمرارية الأعمال وسير العمليات التشغيلية، لا سيما مع التحوّل المفاجئ للعمل عن بُعد، في وقت كانت فيه غالبية الشركات قد قطعت 20% فقط من رحلتها نحو الحوسبة السحابية.

وإن الدرس الأهم الذي تعلمناه من الوباء هو أهمية الحلول التقنية في تعزيز السرعة والمرونة والابتكار، والواقع أن هذه الأزمة كانت ولا تزال تشكل حافزاً للعديد من الشركات لتسريع انتقالها إلى السحابة، ونحن نتفهم اليوم أكثر من أي وقت مضى أهمية القدرة على العمل في أي مكان، وامتلاك بنية تكنولوجيا المعلومات قادرة على توظيف التطبيقات والبيانات بشكل كامل بغض النظر عن مكان تواجدها.

-هل بات التحول نحو خيارات الذكاء الاصطناعي ضرورة للشركات؟

في بداية تفشي الوباء، شهدنا طفرة في استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة من قبل الحكومات والمؤسسات، وهذا ما نسميه الأتمتة الذكية، أي عندما يغير الذكاء الاصطناعي والأتمتة الطريقة التي يتفاعل بها البشر مع الآلات من حيث كيفية تحليل البيانات واتخاذ القرارات وتنفيذ المهام والأنشطة ضمن النظام أو على مستوى أعباء العمل.

وأعتقد أن هذا الاتجاه سوف يستمر ويصبح أقوى مع سعي مديري المعلومات لتعزيز دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في بنيتهم التحتية لضمان عمليات تشغيلية مؤتمتة أكثر حيوية واستجابة وذكاء، وسيدخل الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب حياتنا اليومية، وأيضاً في الأعمال التجارية والخدمات الحكومية والطبية وما إلى ذلك.

وقد أظهرت دراسة حديثة لمعهد »أي بي أم » للأعمال، أن المديرين التنفيذيين في الإمارات يخططون لتعزيز أولويات الذكاء الاصطناعي خلال العامين المقبلين بنسبة تصل إلى 58%، أي بزيادة قدرها 21 نقطة عن اليوم. ومع ذلك، لا تزال بعض الشركات مترددة في اعتماد الذكاء الاصطناعي والأتمتة في عملياتها بشكل كامل بسبب مخاوف بشأن الثقة والامتثال.

-ما هي المجالات التي ركزت عليها برامج التحول الرقمي للشركات؟

عادة ما تركز برامج التحول الرقمي على بضعة مجالات رئيسية، وسواء كانت الشركات تستخدم السحابة أو الذكاء الاصطناعي أو تقنية «البلوك تشين» لتمكين الابتكار، فإن الأمر يتعلق بالقدرة على دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات أعمال الشركة، بما يتيح إمكانية إحداث تغييرات أساسية في طريقة العمل ويوفر قيمة عالية للعملاء.

وستكون السحابة الهجينة هي الخطوة الأساسية التالية في رحلة التحول الرقمي، وتعتبر السحابة الهجينة بنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات تعمل على ربط سحابة عامة واحدة على الأقل مع سحابة خاصة واحدة على الأقل، وتتيح قابلية التنسيق والإدارة ونقل التطبيقات بين السحابتين من أجل إنشاء بنية تحتية واحدة ومرنة ومثالية لتشغيل أعباء العمل، وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن الشركات تجني ثمار السحابة الهجينة بمقدار مرتين ونصف مقارنة بالسحابة المنفردة.

-هل تقود «أي بي إم» حلول السحابة الهجينة في السوق المحلي؟

تلتزم «أي بي أم» بجعل ميزات « Red Hat OpenShift» الخيار الأول للسحابة الهجينة تماماً مثلماً يعتبر نظام « Red Hat Enterprise Linux» هو الخيار الأول بين أنظمة التشغيل، وبقيامنا بذلك سوف نجني فوائد كبيرة، ونعزز مكانتنا الراسخة في السوق لسنوات مقبلة.

وتعني السحابة الهجينة القدرة على مواكبة تقنيات الشركة أياً كانت درجة تقدمها من حيث خيارات البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات أو الأماكن المختلفة التي تتم فيها الحوسبة، سواء كان ذلك عبر سحابة عامة أو خاصة أو في أماكن العمل.

- ما هي أبرز القطاعات الاقتصادية التي توجهت إلى التحول الرقمي؟

يكمن جوهر التحول الرقمي في أطر العمل السحابية الهجينة ومدى استخدام الشركات للذكاء الاصطناعي في تحسين عملياتها، وكذلك في كفاءة تحليل البيانات، وهذا أمر بالغ الأهمية في الشرق الأوسط، لأن كلاً من القطاعات الناشئة مثل التصنيع، والقطاعات القائمة كالنفط والغاز والسياحة والسفر وتجارة التجزئة تستفيد من تطبيق هذه التكنولوجيات في الحفاظ على سلاسة سير العمل.

-هل هناك توجه كبير من الشركات الإماراتية نحو التقنيات السحابية؟

كشف الاستطلاع الذي أجرته «أي بي أم» مؤخراً، أن المشاركين من دولة الإمارات يخططون لتعزيز أولويات التقنيات السحابية بمعدل أكثر من 26 نقطة مئوية على مدى العامين المقبلين، ولكن لا بُدَّ من معرفة التقنية السحابية التي ينبغي على الشركات استخدامها، وهل ينبغي أن تكون عامة أم خاصة؟ وما هي أعباء العمل التي يمكن للشركة نقلها إلى السحابة العامة؟ وكيف يمكن إدارة القضايا المرتبطة بالأمن والإدارة وتغيير السياسات عبر البيئات متعددة السحابة؟