أفرزت الجائحة العديد من السلوكيات التي حدت من الإنفاق الاستهلاكي المرتبط بالترفيه والمطاعم والمقاهي وغيرها، كما بات الناس أكثر ميلاً للتحوط ضد المخاطر، وهو سلوك يرافق الأزمات، بحسب الرئيس التنفيذي للصكوك الوطنية محمد قاسم العلي، مشيراً في حوار مع الرؤية أن الادخار حافظ على مساره في النمو خلال عام 2020، وبمقدار 3 أضعاف النمو الذي تحقق خلال عام 2019 أي ما قبل الجائحة، حيث ارتفعت قيمة المدخرات في محفظة الصكوك الوطنية 21%.
وقال العلي: كان المدخرون أكثر ميلاً لاستخدام الوسائل الذكية، حيث نمت المعاملات الادخارية عبر تطبيق الصكوك الوطنية على الهاتف المتحرك والموقع الإلكتروني بأكثر من 100%.
وأشار العلي أن بعض المدخرين لجؤوا إلى سحب مدخراتهم بسبب الجائحة، وهذا يؤكد أهمية الادخار، ولكنه كشف أن الأرقام عمليات سحب المدخرات ما زالت أفضل بنسبة 7% في 2020 عن عام 2019.
ونصح العلي الشباب بعدم الانجرار وراء الإنفاق الاستهلاكي غير المبرر، وبالادخار منذ الصغر قائلاً «ادفع لنفسك أولاً».
-كيف كان السلوك الادخاري خلال عام 2020 وهل كان لجائحة كورونا أثر سلبي أم إيجابي؟
على الرغم من جائحة كورونا التي عصفت بالعالم أجمع، والتي لا زالت البشرية تحاول محاربتها، فإن السلوك الادخاري في المجتمع الإماراتي عموماً وفي «الصكوك الوطنية» على وجه الخصوص كان إيجابياً، بل حافظ على نمط ارتفاعه السنوي، ليرتفع حجم الأموال المدخرة خلال عام 2020 بنحو 21% مقارنة بالعام الذي سبقه، كما ارتفع عدد المعاملات الادخارية التي تمت من خلال تطبيق الهاتف الذكي والموقع الإلكتروني بنحو 104% مقارنة بـ2019.
-ما الأسباب التي تقف وراء السلوك الادخاري الإيجابي في ظل أزمة كورونا؟
ولعل من الأسباب الرئيسية الأخرى، هي عملية التعقيم الوطني على الصعيد المحلي، التي شملت جميع إمارات ومدن الدولة، إذ انخفضت نسبة المصروفات غير الضرورية، بالإضافة إلى انخفاض إيجارات السكن، ما حقق فائضاً مالياً، لجأت الأسر إلى ادخاره.
-كم وصلت قيم المدخرات لدى الصكوك الوطنية بين الأفراد والشركات؟
-ما الفئات العمرية الأكثر إقبالاً على الادخار؟
أكثر الفئات المدخرة في الصكوك الوطنية تراوح أعمارهم بين 35 و40 سنة.
-كيف كانت حركة سحب المدخرات خلال العام الماضي، ولا سيما أن هناك من استفاد من مدخراته في فترة الضائقة التي مر بها الكثير من الموظفين؟
أما بالنسبة للسحوبات، فمما لا شك به أن هناك من المدخرين من لجأ إلى سحب مدخراته بسبب الجائحة بطبيعة الحال، ولكن تشير الأرقام لدينا، بأنها ما زالت أفضل في 2020 بنسبة 7% عن عام 2019.
-ما الأسباب التي تدفع المدخرين لسحب مدخراتهم أو جزء منها؟
-هناك من يتحدث عن تراجع أسعار الفائدة أو نسبة الربح عالمياً وأثرها على الادخار، فكيف ترون هذه القضية؟
بالنسبة لتراجع أسعار الفائدة، فإن من الضروري التذكير بأن الاقتصاد هو عجلة تدور من دون توقف، فعندما تقرر الحكومات خفض أسعار الفائدة، فهي تقوم بذلك لدعم الاقتصاد وخفض كلفة الاقتراض للأفراد والمؤسسات على حد سواء، وهو ما يشجع على الاستثمار في مشاريع جديدة، ما يزيد من فرص العمل، وبالتالي يزيد من الكتلة النقدية الموجودة في السوق ويحقق الرفاه الاقتصادي، وهذا مناخ ملائم للادخار والاستثمار.
-ما النصائح التي تقدمها للشباب المستجدين في سوق العمل؟
النصيحة الأمثل التي يمكن تقديمها للشباب في سوق العمل تتمثل في ضرورة التفكير بالغد وعدم الانجرار وراء الإنفاق الاستهلاكي غير المبرر، فغالباً ما يدخل الشباب إلى سوق العمل بطموحات كبيرة، ولكن الإغراءات «الاستهلاكية» التي يجدونها، تنسيهم حلمهم الرئيسي، لذا يجب دائماً التفكير في المستقبل، والادخار له منذ الصغر وفق عنوان: «ادفع لنفسك أولاً».