الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

بعد ارتفاعها 400% خلال عام.. هل فاتت الفرصة للاستثمار في البيتكوين؟

بعد ارتفاعها 400% خلال عام.. هل فاتت الفرصة للاستثمار في البيتكوين؟

ينشغل كثير من الشباب لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالبحث اليومي عن إجابة لسؤال: هل فاتت الفرصة للاستثمار في البيتكوين أو غيرها من العملات الرقمية؟ وخاصة بعد الارتفاعات المتزايدة بصورة يومية لتقارب 50 ألف دولار بنمو 400% خلال عام، فالبعض يتداول بحذر ولم يحقق تلك الأرباح الطائلة وآخرون لا يزالون مترددين ويشعرون بالقلق، فيما يرى البعض الآخر أن فرصة الاستثمار في البيتكوين لتحقيق المكاسب الطائلة قد ذهبت أدراج الرياح ويبحث عن البدائل الأخرى من العملات الرقمية، بحسب رصد أجرته «الرؤية».

وأكد محللون أنهم لا يستطيعون النصح بالاستثمار أو عدمه في البيتكوين أو غيرها من العملات الرقمية، فالمسألة تختلف من شخص إلى آخر، و أينما توفرت الفرص الاستثمارية الكبيرة لازمتها المخاطر الكبيرة، مشيرين إلى أن أبرز العوامل التي تتحكم في صعود أو هبوط البيتكوين هي العرض والطلب، وكذلك عدد العملات المشفرة التي تنافسها في السوق، فضلاً عن مقدار كلفة إنتاج البيتكوين.

وتحدث الخبراء عن وجود العديد من العوامل التي تدعم صعود العملة الرقمية «البيتكوين»، كمحدوديتها واتجاه الكثير من المؤسسات للتوسع في قبولها واعتمادها، إضافة إلى أن البعض ينظر إليها كنوع من الملاذات الآمنة بعد أن أثبتت ذلك نوعاً ما خلال 2020 في ظل أزمة كورونا حيث اعتبرها البعض «الذهب الرقمي» كونها ارتفعت في ظل الأزمة بأكثر من 300% مقابل ارتفاع الذهب بحدود 25% خلال 2020، لافتين إلى العديد من العوامل التي قد تضع مسار العملة تحت المخاطر، كاحتمالية أن تلجأ بعض السلطات المالية إلى الإحجام أو منع التعامل بالعملات الرقمية إلى أن يتم تنظيمها، ونصحوا الراغبين بدخول عالم العملات الرقمية وعلى رأسها البيتكوين بالتروي والاستثمار بمراكز صغيرة والاكتفاء بأرباح معينة وعدم الانسياق وراء الأرباح الكبيرة التي تنطوي على مخاطر مرتفعة والتي قد لا تحصل.

ووصل سعر العملة الرقمية عند كتابة هذا التقرير إلى 49226 دولاراً بارتفاع يصل إلى 400% على أساس سنوي أي بمقارنة سعر البيتكوين في 16 فبراير 2020 مع سعره اليوم.

شباب المتداولين

وتفصيلاً، أفاد إسكندر سايح «متداول»، بأن سعر البيتكوين بات مبالغاً به ولا يجرؤ على الدخول والاستثمار به، لافتاً إلى أن الفرصة ذهبت ولن تعود بالنسبة للمستثمرين لا سيما الصغار.

وأشار إلى أن الخوف من الدخول إلى عالم البيتكوين حالياً هو التخوف نفسه الذي كان لديه قبل سنة أو سنوات ماضية.

وبدوره قال محمد سامي، إن الشخص العاقل يجب أن يفكر في الدخول إلى عالم العملات الرقمية المشفرة كون مستقبل تداول العملات يذهب بهذا الاتجاه.

وأشار علي حسن إلى أن البيتكوين يتجه إلى الصعود بناء على كون العملة محدودة وبالتالي فمبدأ الندرة سيحكم بالارتفاع، منوهاً إلى أن القطار لم يفت ومن يعتقد ذلك عليه أن يتجه إلى عملات رقمية أخرى ما زال سعرها معقولاً في نظره.

ومن جانبه، عبر حسن سرور عن تخوفه من فرض بعض السلطات المالية حول العالم نوعاً من التقييد على التعامل بالعملات الرقمية وعلى رأسها البيتكوين.

وأفاد محمد حسامي، بأنه من متداولي البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة عبر منصات التداول لافتاً إلى أنه حقق أرباحاً جيدة خلال الأشهر الأخيرة على الرغم من التصحيح الذي شهدته البيتكوين، منوهاً إلى أنه لم يحقق أرباحاً بنفس مستوى صعود البيتكوين أو غيرها من العملات لكون عملية التداول عبر شركات الفوريكس تختلف عن مبدأ اقتناء العملة.



الذهب الرقمي

وقال رئيس مركز الأبحاث والتطوير في نور كابيتال، محمد حشاد، «جاء عام 2020 ليحمل العديد من المفاجآت أبرزها كان بعد وباء كورونا هو أن عملة البيتكوين أصبحت الذهب الرقمي، أي أن عدداً متنامياً من المشاركين في السوق أصبحوا يعتبرونها ملاذاً آمناً»، مشيراً إلى أن الكثير من خبراء المال يرون أن عدم ارتباط البيتكوين بأي عملة وطنية أو أي عامل من عوامل الاقتصاد الكلي يجعلها مرشحاً قوياً لتصبح ملاذاً آمناً، فضلاً عن أنها مثل الملاذات الآمنة شهدت ارتفاعاً مطرداً خلال الأزمات الاقتصادية على وجه التحديد أزمة وباء كورونا، حيث إن الملاذ الآمن هو الأصل الذي ينجح في الاحتفاظ بقيمته كما هي أو ترتفع قيمتها خلال الأزمات الاقتصادية، وهذا ما فعلته البيتكوين في الآونة الأخيرة.

وتطرق حشاد إلى عدد من العوامل التي تتحكم في صعود أو هبوط البيتكوين وأبرزها هي العرض والطلب، وكذلك عدد العملات المشفرة التي تنافسها في السوق، فضلا عن مقدار كلفة إنتاج البيتكوين، مؤكداً أن أوجه التشابه بين التداول في الأسهم والتداول في العملات المشفرة هي فقط كلمة «التداول»، أي بعبارة أخرى يختلف الاثنان عن بعضهما البعض تمام الاختلاف».



مخاطر مرتفعة

وبدوره، أفاد الخبير المتخصص في أسواق المال العالمية في مجموعة إكسبيديشين إنفيست، نزار العريضي، بأهمية فهم ومعرفة البيتكوين والعملات الافتراضية وآلية إنشائها قبل الدخول في عالم تداولها والمضاربة عليها، منوهاً إلى أن الناس لا ينظرون اليوم إلى نوع التكنولوجيا التي تعتمدها والهدف منها وأصبحت وسائل مضاربة من أجل تحقيق أرباح لكن هذه العملية تنطوي على مخاطر مرتفعة.

وقال: «هذه العملات عندما بدأت قبل سنوات بهدف إرسال الأموال ضمن حلقة مغلقة من نقطة إلى أخرى بشكل لا يمكن تتبعه ومعرفة أطرافه، وهذه هي البلوكتشين والحلقة المغلقة البعيدة عن البنوك التي لا تعمل بهذه الطريقة وإنما تقوم بالتتبع للأموال عبر أكثر من جهة».

وأوضح العريضي أن استغلال القيمة التكنولوجية لهذه العملات ولا يزال متواضعاً فالبيع والشراء باستخدام البيتكوين غير منتشر على سبيل المثال وبعض المنصات توفر إمكانية الدفع.

وقال: «القيمة السوقية للعملات الرقمية المنتشرة وصلت إلى نحو تريليون دولار تتصدرها البيتكوين بأكثر من 700 مليار دولار، مع سعر وصل إلى حدود الـ50 ألف دولار للوحدة».

وأضاف «نحن لا نستطيع أن نتعامل مع البيتكوين كالعملات التقليدية ولا نستطيع أن نشجع أو لا نشجع الاستثمار بها، فهي لا تخضع لأساسيات واضحة فالكثير من العوامل يمكن أن تلعب دوراً في رفع أو خفض سعر العملة الرقمية بنسب مرتفعة جداً»، إلا أنه أوضح أن مسار العملة الرقمية البيتكوين منذ إنشائها خلق نوعاً من التقنيات التي تمكننا من التعامل معها وفهم سلوكها نسبياً، لافتاً إلى وجود نقاط مقاومة عند مستويات 51 و53 ألف دولار وقد يصعب تجاوزها ما يمكن أن يدفع إلى حدوث تصحيح، وهو أمر متوقع حتى لو لم يكن عند هذه النقاط.

وتابع العريضي: «قد يعود إلى مستويات 36 ألف دولار عند مستويات الدعم الأولية، وفي حال كسر الـ36 ألفاً يكون هناك مستوى دعم قوي جداً عند حدود الـ26 أو 27 ألف دولار»، لافتاً إلى أن التصحيح قد تعقبه عمليات شراء عند تلك المستويات وعودة إلى الصعود في حال بقيت قوة الدفع موجودة.

وتحدث عن بعض الخطوات التي يمكن أن تضع العملة تحت مخاطر على المنظور ومنها احتمالية أن تلجأ وزارة الخزانة أو الاتحاد الأوربي أو الدول ممن لديهم عملات رئيسية حول العالم إلى الإحجام عن التعامل بالعملات الرقمية إلى أن يتم تنظيمها.

وبين أن توفير إمكانية شراء بالعملة الرقمية كما فعلت تيسلا وكما تنوي غيرها من الشركات يمكن أن ينطوي على بعض المخاطر على كبرى الشركات الأمريكية وهو شيء لا يمكن السماح به في أمريكا.

ونصح العريضي، بالتروي قبل اتخاذ أي قرار فالتصحيح وارد في أي لحظة ولكن هذا لا ينفي كذلك احتمالية حدوث ارتفاعات سعرية كبيرة أيضاً، لافتاً إلى أن الخيار الأفضل بالنسبة للراغبين في الاستثمار في هذه العملة قد يكون بالاستثمار بمراكز صغيرة والاكتفاء بأرباح معينة وعدم الانسياق وراء الأرباح الكبيرة التي تنطوي على مخاطر مرتفعة والتي قد لا تحصل.

شعور الندم

وبدوره، قال المحلل الفني في شركة «GAIN CAPITAL» عبدالله عمر، «الكثير يشعر بالندم اليوم كونه لم يشترِ بيتكوين منذ سنوات معتبراً هذه المقاربة غير منطقية فمعطيات اليوم تختلف عن المعطيات القديمة».

وبين أهمية التفريق بين الاستثمار والمضاربة، فالمستثمر هو من يوزع أو يستثمر جزءاً من المال لفترة، وأما المضارب الذي يعتمد الدخول والخروج السريع من مراكزه في الأسهم أو السلع أو العملات فلا يمكن أن تنطبق عليه المعايير نفسها الخاصة بالمستثمر، مؤكداً أن أي توجه يعتمد على كل مستثمر لوحده وما ينطبق على أحد المستثمرين قد لا ينطبق على الآخر، سواء من حيث حجم الاستثمار وقدرة التحمل ومستوى تقبل المخاطر ومدة الاستثمار.