أكد مسؤولون من الإمارات وإسبانيا أن العلاقات بين البلدين على روابط اقتصادية وتجارية قوية ولديها المقومات والإمكانات للنمو والوصول إلى آفاق أكثر تقدماً في المرحلة المقبلة، محققة علاقة مميزة لمستقبل أفضل، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية بالسوق الإسباني بنهاية 2018 ما يزيد عن 6.5 مليار دولار وتأتي الإمارات بالمرتبة الأولى عربياً ضمن أهم 20 سوقاً مستثمراً في إسبانيا، فيما بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2020 نحو 1.4 مليار دولار وتستحوذ إسبانيا على 8.5% من الصادرات الإماراتية لدول الاتحاد الأوربي لتأتي في المرتبة الرابعة بين دول الاتحاد الأوربي المستقبلة للصادرات الإماراتية، بحسب تقرير مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، حصلت عليه «الرؤية».
بعد استراتيجي
وقال ماجد حسن السويدي سفير دولة الإمارات لدى مملكة إسبانيا: «تتسم علاقاتنا مع مملكة إسبانيا بأنها ممتازة على جميع الأصعدة والمستويات، وأنها تتسم كذلك ببعد تجاري استراتيجي شهد نمواً كبيراً بين الدولتين».
وأشار غييرمو كوبيلو فرنانديز رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الرسمية لإسبانيا في الإمارات العربية المتحدة إلى أن مجلس الأعمال الإسباني هو الغرفة التجارية الرسمية لمملكة إسبانيا في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعتبر بمثابة منصة مؤسسية لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، من خلال ربط الشركات الإسبانية بالكيانات الإماراتية العامة والخاصة، وتحسين مناخ الأعمال والاستثمارات في كلا السوقين.
وأضاف، نفتخر بالعلاقات التجارية الإيجابية المتنامية بين البلدين، وحان الوقت الآن للتحرك نحو إنشاء استثمارات مشتركة في القطاعات الرئيسية، وتعزيز الفرص ذات القيمة الكبيرة.
13 عاماً
وأفاد محمد الفلاسي رئيس مجموعة الاستثمار والأعمال في شركة جنان للاستثمار: «تعمل جنان للاستثمار في المملكة الإسبانية، على تطوير وإدارة المحاصيل الزراعية، لنحو 13 عاماً، ترتبط بها سلسلة من أنشطة الإنتاج والتصنيع والتسويق والخدمات ومن ثم تصديرها، وتقدر قيمة البضاعة المستوردة من إسبانيا خلال آخر 3 سنوات بـ111 مليون يورو، أي نحو 15% من إجمالي صادرات الأعلاف لإسبانيا، ونظرتنا العامة عن الاستثمار والتجارة مع المملكة الإسبانية الصديقة هي إيجابية للغاية».
وذكر الدكتور مانويل مونييز فيلا وزير الدولة لشؤون مملكة إسبانيا العالمية بوزارة الخارجية والتعاون الإسبانية، أن الإمارات دولة حديثة وديناميكية، حيث استطاعت إبراز مكانتها كوجهة اقتصادية واستثمارية هامة على مستوى المنطقة والعالم، ويتيح الانفتاح الاقتصادي الموجود في البلاد ومناخ الأعمال الصديق للمستثمرين مجموعة كبيرة من الفرص الاستثمارية، سواء كان ذلك داخل الإمارات نفسها أو خارجها.
وأضاف، استطاعت الإمارات أن تكون واحدة من المستثمرين الرئيسيين في إسبانيا باستثمارات بلغت أكثر من 6 مليارات يورو تم ضخها في بلادنا، ولهذا، يمكننا القول: «إن حزمة الاستثمارات الطموحة المشمولة في خطة التعافي الاقتصادي بمملكة إسبانيا من الوباء تمثل فرصة واعدة للمستثمرين الإماراتيين»، كما تطور إسبانيا خطة استثمارية من شأنها تحديث وعمل تحول شامل على اقتصادنا، والتي سيتم تمويلها بواسطة الاتحاد الأوروبي.
ووفقاً للخطة المقترحة، ستتلقى إسبانيا ما يصل إلى 140 مليار يورو لتنمية المشروعات ذات الصلة بالاقتصاد الأخضر (37% من قيمة المبلغ المخصص لإسبانيا)، والقطاع الرقمي (33% من إجمالي المبلغ المخصص لإسبانيا).
وأضافت، أن دولة الإمارات شريك استراتيجي لمملكة إسبانيا نظراً لسجلها الحافل وخبرتها الكبيرة في المجال الاستثماري.
من جانبه، قال الدكتور سليمان راشد النعيمي الرئيس التنفيذي لشركة الظاهرة القابضة للقطاع الحكومي: «بدأت شركة الظاهرة القابضة أعمالها في مملكة إسبانيا منذ عام 2007، وبعد ذلك بعامين، أصبحت رسمياً جزءاً رئيسياً من منطقة وادي إيبرو، حيث استحوذت على أول مصنع لها في مدينة بوخارالوث في سرقسطة».
وتابع: «خلال المرحلة التالية، أنشأت الشركة 4 مصانع، بالإضافة إلى إدارة مركز لوجيستي، ومستودعات لتخزين الإنتاج النهائي، ومختبر في محافظة ليدا. والآن، تنتج الظاهرة 285 ألف طن وتصدر 600 ألف طن من العلف، وبامتلاك بنية قوية بمثل هذا الحجم، فنحن نفتخر بقدرتنا على تطوير مجموعة واسعة من المنتجات المتعلقة بقطاع الأعلاف».
من جانبها، قالت وزيرة الدولة للتجارة - مملكة إسبانيا، زيانا مارجريدا مينديز: «تعمل حكوماتنا معاً لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية والتجارية بشكل استراتيجي. ويدعم هذا التعاون العلاقات الثنائية القوية وعميقة الجذور بين مملكة إسبانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة».
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “ICEX Spain” للصادرات والاستثمارات ماريا بينيا: «يمتلك مكتبنا التجاري والاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة تفويضاً لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إسبانيا والإمارات، ومساعدة المستثمرين على الاستثمار في مملكة إسبانيا، حيث نعمل بشكل وثيق مع الشركات الأجنبية والمستثمرين لمساعدتهم على إنجاز مشاريعهم بنجاح».