الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

مشاركون في «جلفود»: دبي منصة لتوسع شركات الأغذية في المنطقة والعالم

اعتبر مسؤولون ومشاركون في الدورة الـ26 من معرض الخليج للأغذية «جلفود 2021»، أن دبي تشكل بوابة ربط بين دول المنطقة والعالم، مؤكدين أنها تمكنت من الحفاظ على مكانتها الريادية، وجمع أكثر من 2500 شركة من العاملين في قطاع الأغذية والمشروبات في المعرض الذي انطلق أمس، ويمتد لخمسة أيام على الرغم من جائحة كورونا التي أصابت العالم.

وأكدوا أن ما وصلت إليه دبي والإمارات جاء نتيجة لكفاءة البنية التحتية التي تمتلكها سواء على صعيد ممكنات التصدير وإعادة التصدير البحرية والجوية والبرية، أو على الصعد التنظيمية والخدمية الأخرى.

دبي لتنمية الصادرات: استقطاب أكثر من 1000 مشترٍ سنوياً.

وتفصيلاً، أفاد مدير إدارة تطوير أسواق التصدير في مؤسسة دبي لتنمية الصادرات أحمد العمري، أن قطاع الأغذية والمشروبات غاية في الأهمية، ويأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام وتركيز المؤسسة، كونه قطاعاً كبيراً جداً من ناحية التصنيع والتصدير وإعادة التصدير.

وأشار إلى أن تواجد المؤسسة في «جلفود» يهدف إلى جذب المستثمرين الخارجيين، سواء عبر المنصة ضمن المعرض أو عبر صالة المشترين التي نستقبل من خلالها الوفود من مختلف دول العالم، بحيث نوفر لهم التواصل مع الشركات المصنعة الإماراتية.

وقال: «يعتبر «جلفود» صلة وصل بين الشركات العالمية والشركات المصنعة المحلية، فخلال النسخ السابقة من المعرض، تمكننا من خلال المؤسسة من استقطاب أكثر من 1000 شركة أو مشترٍ من مختلف دول العالمي، ونقوم بإيصالهم بالشركات الإماراتية والعاملة في السوق المحلي».

وأضاف: «نوفر للمشترين العالميين العديد من الخدمات بدءاً من التأشيرات وعروض مخفضة للفنادق وغير ذلك»، مشيراً إلى أن قوة دبي تكمن في كونها منصة ربط بين دول العالم على الخارطة العالمية سواء عبر البحر أو البر أو الجو، فنسبة كبيرة من تجارة العالم تمر عبر بدبي.

وأكد أهمية البنية التحتية القوية الموجودة بدبي، والتي تم بناؤها وتصميمها وتطويرها بما يخدم منظومة التصدير وإعادة التصدير العالمية.

وعن أثر جائحة كورونا على الحركة التجارية، قال: «لا شك أن العالم بأجمعه تأثر بالجائحة، ومرّ بالعديد من التحديات، ولا نزال نواجه بعض التحديات نظراً لحالة الإغلاق في العديد من بلدان العالم»، لافتاً إلى أن دور المؤسسة في المرحلة الراهنة أنصب على إيجاد أسواق بديلة عن طريق المكاتب المتوفرة في 24 مدينة حول العالم، لافتاً إلى أن هذه المكاتب لعبت دوراً عكسياً خلال فترة الجائحة، حيث أسهمت في ضمان سلاسل التوريد إلى الدولة، بينما كانت تُركز فقط على التصدير في السابق.

وحول النسخة الجديدة من منصة الصادرات، أفاد العمري، بارتفاع عدد الدول التي تضمها البوابة إلى 60 دولة مقارنة بـ40 دولة في السابق، وارتفاع عدد المشترين بنسبة 100% إلى 20 ألف مقارنة بـ10 آلاف مشترٍ قبل عام.

وقال: «جائحة كورونا دفعتنا إلى إضافة بعض التقارير وطرح خدمة جدية تتعلق بقراءة المخاطر في البلدان التي يتم التصدير إليها».

منصة للخارج

وبدورها، أشارت مديرة الترويج التجاري لرواد الأعمال في مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع المتوسطة والصغيرة، هند خالد أحمد موسى، إلى وجود 7 مشاركين من ضمنهم 4 مشاريع من أعضاء مؤسسة محمد بن راشد، لافتة إلى تنوع المشاريع المشاركة ما بين صناعات التمور والعسل والمشاريب بالإضافة إلى الأغذية المعبئة.

وبينت أن المعرض يشكل فرصة أمام المشاريع لتوقيع عقود مع شركات أخرى في السوق المحلي أو الأسواق الخارجية، حيث يشكل «الجلفود» نقطة أو بوابة أمام هذه الشركات للانطلاق إلى الإقليمية والعالمية.

وأكدت أن دبي تتمتع بمكانة خاصة على الساحة التجارية الدولية بالنسبة لمختلف القطاعات، ولا شك أن قطاع الأغذية يعد واحداً من أبرز تلك القطاعات.



الإمارات والبرازيل



وقال رئيس وكالة ابيكس برازيل، وكالة ترويج التجارة والاستثمار للحكومة البرازيلية «أبيكس - برازيل»، «سيرجيو سيغوفيا»، في تصريحات لـ«الرؤية» على هامش معرض جلفود، إن حجم التبادل التجاري بين البرازيل والإمارات بلغ 2.7 مليار دولار خلال 2020، استحوذت المنتجات الغذائية على نسبة 60 % منها، موضحاً أن نسبة الصادرات الغذائية من البرازيل إلى الإمارات ارتفعت خلال الجائحة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى سياسة الإمارات للأمن الغذائي.

وأشار سيغوفيا إلى أن عدد الشركات البرازيلية المشاركة في معرض جلفود المنعقد حالياً في مركز دبي التجاري العالمي يزيد على 50 شركة برازيلية، ولفت إلى أن حجم الصفقات الموقعة للشركات البرازيلية خلال معرض جلفود 2020 بلغ 857.692 مليون دولار، متوقعاً ارتفاع هذا الرقم خلال معرض جلفود الحالي بنسبة 30% مع عودة النشاط التجاري إلى طبيعته، وبفضل سياسة الإمارات نحو تعزيز الأمن الغذائي.

وأوضح سيغوفيا أن أبرز التحديات التي تواجه الصادرات البرازيلية إلى الإمارات هي تحديات لوجيستية فقط، مؤكداً أن الإمارات تعتبر من بين الأسواق ذات الأولوية من قبل وكالة «أبيكس - برازيل»، وبالإضافة إلى ذلك، يضم معرض جلفود العديد من المشترين من أسواق أخرى كبيرة ذات صلة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضاً، على غرار السعودية وإيران والجزائر ومصر، فيما تمثل دبي محوراً رئيسياً للمنطقة، باعتبارها منصة للتجارة والتوريد للمصدّرين الساعين لاكتشاف فرص جديدة للمبيعات في منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا وجنوب شرق آسيا.

وقال سيغوفيا: «بالإضافة إلى اجتذابه آلاف المشترين من مختلف أنحاء العالم، يسلط معرض جلفود الضوء على اتجاهات السوق الرئيسية المتعلقة بالأغذية والمشروبات كما يسهّل حركة التجارة، ويستقطب المعرض أيضاً صناع القرار في قطاع التجارة من العالم العربي. وعلى الرغم من تأثير تداعيات جائحة «كوفيد 19» على عدد الجهات المشاركة في المعرض، فإن جلفود 2021 لا يزال يتمتع بأهمية محورية بالنسبة للوكالة».

وأوضح «التنويع التدريجي لاقتصاد الإمارات ساعد أيضاً على نمو الأعمال بسلاسة، مع تقليل تأثرها بتقلبات أسعار النفط مقارنة ببلدان خليجية أخرى، ما يمنح المزيد من الأمان للشركات البرازيلية المتخصصة بالتصدير والتجارة لاتخاذ الإمارات مقراً لأنشطتها».



بوابة دبي

وبدوره، أفاد مدير دائرة المنتج العُماني في المؤسسة العامة للمناطق الصناعي «مدائن» ومسؤول في الجناح العُماني في جلفود، حمود بن عبدالله البلوشي، بأن مدائن هي جهة حكومية لديها 10 مدن صناعية في السلطنة، ومن ضمنها قطاع الأغذية المشارك في الجناح ضمن المعرض، مشيراً إلى أن الهدف من المشاركة يكمن في دعم الاستيراد والتصدير ما بين السلطنة والدول الأخرى سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي.

وقال: «دبي تعتبر منصة للاستيراد والتصدير وهذه المشاركة العاشرة في المعرض، مؤكداً وجود جدوى الكبيرة من المشاركة في المعرض، الأمر الذي أفرز الكثير من الشراكات مع شركات وأطراف خارجية أسهمت في تنمية صادرات «مدائن» من الأغذية لتصل إلى ما يراوح بين 70 و90% من الإنتاج».

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «بي كي جنرال إنتردرينكس» التايلندية، براتشيا مهاتيلر: «نشارك كل سنة في جلفود، فالسوق الإماراتي جاذب للشركات التايلندية من جهة، إضافة إلى كون المعرض ودبي بالإجمال نقطة وصل مع آلاف الشركات سواء في المنطقة أو باقي أنحاء العالم لا سيما في أفريقيا أو أوروبا»، موضحاً أنهم متواجدون في الإمارات عبر العديد من الشركاء، حيث تقود الشركة بتطوير وتصميم المنتجات بناءً على الطلب ليتم طرحها بأسماء وعلامات مختلفة.



حضور متواصل

وبدورها، قالت مديرة التصدير لأفريقيا وأمريكا في مجموعة فرج الله المصرية ريم السيد حسن: «إن مشاركتنا في معرض الجلفود تمتد لأكثر من 20 عاماً، ولطالما كان المعرض فرصة للتواصل مع عملاء جدد واقتناص الفرص المحتملة، وكذلك تطوير العلاقة مع العملاء الحاليين، واطلاعهم على المنتجات الجديدة لدينا واكتشاف أسواق جديدة عبر بوابة دبي».

وأضافت حسن: «المجموعة لديها تنوع كبير في المنتجات تنتج عبر 25 مصنعاً في مصر، مثل العصائر والحليب والأجبان والفواكه والخضراوات المجمدة والمعلبات. ويستحوذ السوق الإماراتي على حصة كبيرة من صادرتنا بنسب تصل إلى 30%».

وذكرت حسن «بالفعل كان هناك العديد من التحديات مع بدايات أزمة كورونا وذلك يعود إلى حالة عدم التأكد التي شابت الأسواق، ولكن في مرحلة لاحقة تحسنت الأمور والصادرات ارتفعت 10 % إلى السوق الإماراتي خلال العام 2020 مقارنة بعام 2019، وبالنسبة لتكاليف الشحن، فإنها شهدت ارتفاعاً طفيفاً، وحالياً نستطيع القول إن التحديات المتعلقة بسلاسل التوريد قد تم تجاوزها».

وأكدت حسن «أن دبي تعتبر أيضاً بالنسبة لنا منصة لإعادة تصدير منتجاتنا لأسواق إقليمية، كون الإمارة نقطة انطلاق رئيسية للشركات العالمية، ونتطلع حالياً لتوسيع عمليات التصدير إلى دول الخليج بشكل عام والإمارات خاصة، لا سيما لما يتميز به السوق الإماراتي من طلب عالٍ وسهولة للترويج وتنوع المستهلكين المتواجدين في الدولة».



السعر والجودة

وقال المسؤول والمنظم للجناح السوري في معرض جلفود محمد صيداوي: «إن الجناح السوري يشارك في المعرض منذ 12 عاماً، واليوم هناك 40 شركة سورية مشاركة، تعرض باقة واسعة من المنتجات مثل الزيوت والحلويات والبهارات»، لافتاً إلى أن المنتج السوري متواجد في جميع أنحاء العالم، ولكن هناك تركيزاً على السوق الإماراتي كونه سوقاً قوياً، وهناك طلب عالٍ على المنتجات السوري لكون جودتها عالية وأسعارها مناسبة.

وذكر صيداوي أن أزمة كورونا تسببت في البداية بتقليل حجم الإنتاج نتيجة قرارات الحظر، كما أن أسعار الشحن ارتفعت ما أثر على الصادرات، ولكن بشكل عام بقيت الخطوط مفتوحة، واليوم بكل ثقة نستطيع القول إن الأمور عادت إلى مستوى ما قبل كورونا.

أكبر الأسواق

إلى ذلك، قال مدير التطوير في منطقة الشرق الأوسط لشركة السنبلة السعودية التي تمتلك مقراً إقليمياً في الإمارات وليد عطا، إن الشركة تعتبر خامس أكبر مصنّع على مستوى العالم للعسل، إلى باقة واسعة من المنتجات أبرزها الخضار المجمد والأسماك واللحوم المصنعة والأجبان، ونحن نشارك في معرض جلفود منذ أكثر من 10 سنين، والرسالة التي رغبنا أن نوصلها لعملائنا من خلال المشاركة في دورة هذا العام، أنه مهما كانت الظروف سنكون متواجدين دائماً.

وأضاف عطا «أن السوق الإماراتي يعتبر من أكبر الأسواق لدينا وحصته تتجاوز الـ25% من حجم صادرتنا، لا سيما أن مستوى الصادرات ارتفع خلال 2020، مؤكداً أن الإمارات عامة ودبي خاصة تعتبر وجهة مهمة ومحورية في المنطقة، ولدينا مكتب إقليمي بها نبحث من خلال على أسواق تصدير جديدة، وبالتالي لا غنى عن دبي في المنطقة، ومن غير المستبعد أن تكون هناك خطط لافتتاح مصنع للشركة في الإمارة مستقبلاً».

وأفاد عطا بأن من أبرز التحديات خلال أزمة كورونا هي الضغط الكبير على سلاسل التوريد، ومدى توفر المواد الأولية لعملية الإنتاج، لا سيما أننا نجلب المواد من مصادر مختلفة حول العالم، ولكن نتيجة قرارات الإغلاق، تأثرت عمليات التصدير، لافتاً إلى أن عام 2020 كان إيجابياً بالنسبة لنا، واستطعنا أن نخدم قطاع الأغذية بشكل كبير، ونحن دائماً ننظر للمستقبل، وتبني مزيد من التكنولوجيا لتلبية الطفرة في قطاع التجارة الإلكترونية، ونكون جاهزين لتوفير المتطلبات للتجار في كل الأوقات والظروف.