الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المغرب.. حملات لمقاطعة شركات زيوت المائدة بعد زيادة أسعار منتجاتها



أطلق مغاربة، خلال الساعات الماضية، حملة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حملت عنوان #خَلِّيهْ_يْوْلِّي_مَازُوطْ (اتركه ليصبح بنزين)، لمقاطعة اقتناء زيوت المائدة (زيوت الطبخ)، بعدما شهدت أسعارها زيادات كبيرة، وصفها مغاربة بأنها «ظلم وجور».

وبلغت الزيادات 10 دراهم مغربية كاملة «نحو واحد يورو» لقنينة 5 لترات، بزيادة قدرها 15 و17% عن سعرها السابق، ودرهمين مغربيين فيما يخص قنينة اللتر الواحد، بزيادة 14 و30% عن سعرها قبل الزيادة، بحسب توضيحات قدمها أصحاب متاجر مغربية لـ«الرؤية».

ويتوقع أن «تتسبب تلك الزيادات في ارتفاع أسعار مواد غذائية أخرى، تعتمد في تحضيرها على زيت المائدة بشكل أساسي، من بينها وجبات مطاعم الأكل السريع، والحلويات والفطائر، ما سيثقل كاهل المغاربة بمصاريف زائدة خلال شهر رمضان المقبل»، بحسب رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك، عبدالناصر لميسي.

تنديد بالزيادات

وندد لميسي، بالزيادات في أسعار زيت المائدة، ووصفها بأنها «زيادات غير مبررة، وغير مسؤولة، وتضر بالأمن الغذائي للمغاربة، في زمن تعاني فيه البلاد جائحة كورونا، التي خلفت انكماشاً اقتصادياً في المملكة»، لافتاً إلى أن هذه الخطوة ستشجع شركات أخرى تنشط في المغرب على الزيادة في أسعار منتجاتها.

وأضاف لميسي، في حديث مع «الرؤية»، «أن الزيادات ستتسبب في ارتفاع أسعار الوجبات، التي تقدمها مطاعم الأكل السريع، وكذا أسعار بعض المواد الغذائية، التي يستهلكها المغاربة بشكل كبير خلال شهر رمضان، ومن بينها الحلويات، لكونها تعتمد في تحضيرها على زيت المائدة بشكل أساسي».

وارتفعت أصوات حمّلت المسؤولية إلى مجلس المنافسة (وهو مؤسسة دستورية، من بين مهامها مراقبة الممارسات التجارية غير المشروعة)، وتساءلت عن الدور الذي يلعبه لحماية الشعب من الغلاء.

ويعتبر مجلس المنافسة «هيئة مستقلة مكلفة، في إطار تنظيم منافسة حرة ومشروعة، بضمان الشفافية والإنصاف في العلاقات الاقتصادية، خاصة من خلال تحليل وضبط وضعية المنافسة في الأسواق، ومراقبة الممارسات المنافية لها، والممارسات التجارية غير المشروعة، وعمليات التركيز الاقتصادي والاحتكار».

تبريرات محتملة للزيادات

وفي ظل غياب توضيح من قبل شركة إنتاج زيت المائدة المذكورة، أوضح الخبير الاقتصادي المغربي، المهدي فقير، «أنه يحتمل أن يكون السبب وراء تلك الزيادات راجعاً إلى عدم تصدير الدول المنتجة للمواد الأولية، التي تصنع منها زيت المائدة، ومن بينها السُّوجَا والذرة، بكميات كبيرة إلى بقية دول العالم، التي لا تنتج تلك المواد الأولية. كما أن أسعار الشحن بين الدول قد ارتفعت».

وأردف فقير، في حديث لـ«الرؤية»، «أن الدول المنتجة لتلك المواد الأولية، تريد الرفع من مخزونها المحلي من تلك المواد، والحفاظ على أمنها الغذائي، في ظل جائحة كورونا، التي تجعل المشهد ضبابياً».

وأوضح أن العالم يعاني حالياً شُحاً في المواد الأولية، التي تستخدم في صناعة زيت المائدة، بسبب الجفاف الذي عاشته دول العالم في عامي 2019 و2020.