الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

بنوك المستقبل افتراضية عبر الهواتف الشخصية

تتسارع مسارات الرقمنة المالية لتطغى على معالم القطاع المصرفي، فما كان قبل سنوات دليلاً على التطور البنكي سيكون زواله دلالة على التطور في المستقبل، بحسب خبراء توقعوا اندثار الكثير من الإجراءات والخدمات وحتى المنتجات المصرفية ليحل مكانها خلال السنوات المقبلة خدمات جديدة ومنتجات أكثر ارتباطاً بالواقع الجديد، لافتين إلى أن البنوك لن تبقى على شكلها الحالي بل ستكون افتراضية في جيب كل شخص من خلال هاتفه الذكي.

وأشاروا إلى أن النقد التقليدي يتجه للزوال لصالح العملة الرقمية، وبالتالي لن يكون هناك حاجة إلى أجهزة الصراف الآلي أو الشيكات، أو حتى للبطاقات البنكية بشكلها الراهن، وستكون البيانات الشخصية وغيرها من معلومات مترابطة عبر سلاسل «البلوك تشين» وبالتالي لا حاجة إلى أية معاملات ورقية سواء لفتح حساب بنكي أو لطلب قرض أو غيره من الخدمات.

تغيرات جوهرية

وتفصيلاً، أفادت الخبيرة المصرفية عواطف الهرمودي، أن التطورات المتسارعة التي شهدتها الخدمات المصرفية خلال العقود الماضية وبشكل أساسي خلال السنوات الماضية تنبئ بطبيعة التطورات والتغيرات الجوهرية التي نحن على موعد معها خلال السنوات المقبلة، لافتة إلى أن الخمسين عاماً المقبلة قد تشهد ظهور منتجات مالية لا نعرف عنها شيئاً إلى الآن سواء من حيث خدمات مالية لها علاقة بقطاع الفضاء وغير ذلك.

وأشارت إلى أن الرقمنة والروبوتات بشكل عام سيرسمان مستقبل الخدمات المالية والمصرفية، فالذكاء الاصطناعي سيجعل البنك في جيب كل عميل ومن خلال هاتفه الذكي، وكذلك فالمول سيكون في جيب العميل، وهذا أمر بدأنا نلمسه بشكل مباشر، فحتى الحاسب الشخصي بات قليل الاستخدام لصالح التوجه إلى تفعيل كافة التطبيقات التي تلزمنا على هواتفنا.

وبينت أن الحاجة إلى النقد التقليدي ستختفي لصالح النقد الرقمي، وبطاقات الائتمان ستكون على الهواتف ولا وجود مادياً لها، إضافة إلى أن حركة السيولة والمعلومات كلها ستدور عبر سلاسل البلوك تشين، وبالتالي لن يكون هناك أوراق أو طلب لبيانات بغرض فتح حساب أو غير ذلك على سبيل المثال.

وأكدت الهرمودي أن التوجه الرقمي قد يفرز بعض السلبيات الناتجة عن تراجع فعالية العنصر البشري، لكن بالإجمال فالحياة المالية ستكون أكثر بساطة وسهولة وانتشار.

وفي ذات الوقت، أكدت على ضرورة تأهيل الكوادر التي تلائم طبيعة المرحلة المقبلة، فأساسيات العمل المصرفي قد تصبح من البديهيات، وبالتالي فلا بد من التأسيس لعلوم مصرفية تناسب المستقبل.

الزوال دليل التطور

ومن جهته، أفاد الخبير المصرفي حسن الريس، أنه وكما كان الصراف الآلي دليلاً على تطور الصناعة المصرفية وأسبقيتها في الماضي سيأتي يوم وتختفي فيه أجهزة الصراف لتكون دليلاً على استمرارية التطور في القطاع، ففي المستقبل القريب لن يكون هناك حاجة إلى النقد التقليدي وبالتالي لن يكون هناك حاجة لوجود جهاز سحب أو إيداع على الأقل بشكله الحالي.

وأشار إلى أن الكثير من الأمور ستختفي ليحل مكانها حلول جديدة أكثر حداثة وبساطة، فلن يكون هناك شيكات ولا بطاقات ائتمان بشكلها الحالي وربما لن تكون العملة كما هي اليوم وبمسمياتها الراهنة، فالهاتف الذكي سيحتوي على كل شيء بدأ من بيانات الهوية وصولاً إلى الحساب المصرفي الذي يربط العميل بكافة الخدمات الأخرى التي ستكون في معظمها رقمية هي الأخرى، لافتاً إلى أن تقنية أو سلاسل البلوك تشين ستكون الرابط بين مختلف مجالات الاقتصاد الرقمي بيسر وسلاسة.

ومن جانبه أكد المصرفي حسام حسن، أن المزيد من الرقمنة سيكون عنوان المرحلة المقبلة، والكثير من الخدمات الحالية ستختفي لتظهر مكانها خدمات أخرى تلبي احتياجات مستجدة غير موجودة إلى اليوم.

وبين أن البنك كالكثير من الخدمات الأخرى ربما يكون من خلال منصة على هواتفنا الذكية بحيث لا نحتاج إلى نقد أو أوراق أو بطاقات.