الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

سيف الناصري: 8 مليارات قدم مكعبة المعالجة اليومية بأدنوك للغاز



من خلال خطة أدنوك الرئيسية للغاز، نعمل وفق نموذج واضح لإنتاج الغاز المستدام في دولة الإمارات، مدعوماً بتقنيات جديدة متطورة تأخذنا إلى أبعد مما كنا عليه من قبل، ونتوقع أن يكون الغاز والصناعات التي تعتمد على الغاز محركاً قوياً للنمو باستراتيجية دولة الإمارات (اصنع في الإمارات) وتلتزم أدنوك بدعمها وتحويلها إلى حقيقة واقعة، بحسب الدكتور سيف سلطان الناصري، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك لمعالجة الغاز.

وقال الناصري في حوار مع «الرؤية»: لدينا قدرة معالجة يومية للغاز تبلغ 8.0 مليار قدم مكعبة قياسية، وقد وفرنا خلال العام الماضي نحو 1.1 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب من خلال إعادة تدوير المياه في جميع مواقع معالجة الغاز في أدنوك، كما تمكنا من المساهمة في الاقتصاد المحلي بنحو 1.6 مليار درهم.

وإلى نص الحوار:

بداية ، ما موقع "أدنوك لمعالجة الغاز" ضمن قطاع الطاقة؟

لقد من الله على الإمارات بوفرة في الغاز الطبيعي، وهو عبارة عن وقود هيدروكربوني أنظف، وموثوق به للغاية، ونفخر بنجاحنا في تطوير هذا المورد القيم.

ولدت صناعة الغاز في الدولة من رؤية المغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه -، لاستخدام مواردنا الهائلة من الغاز في دولة الإمارات للمساهمة في مد الوطن بالطاقة ودفع نموه الصناعي والاقتصادي، ووفقاً لهذه الرؤية، تم تأسيس أدنوك لمعالجة الغاز في عام 1978 واليوم تعد الشركة واحدة من أكبر شركات معالجة الغاز في العالم ومورد رئيسي للغاز والمنتجات ذات الصلة به.

بالغاز، نقوم بتشغيل كل منزل ومنشأة في أبوظبي، ونساهم أيضاً في ضمان إمدادات الغاز دون انقطاع للصناعات الرئيسية في أبوظبي والإمارات الشمالية.

ما آلية عمل الشركة؟

نحن نعمل عبر سلسلة القيمة الهيدروكربونية في أدنوك، فمن عمليات أدنوك البرية والبحرية، تتم تغذية مرافق أدنوك لمعالجة الغاز في جميع أنحاء إمارة أبوظبي بالغاز، حيث نقوم بتنقيته لتحويله إلى غاز طبيعي من خلال العمليات الصناعية المعقدة.

ويشمل ذلك، الغاز الطبيعي المسال، مبيعات الغاز الذي يغذي الشبكة بالطاقة، والمكثفات التي يتم إرسالها إلى أدنوك للتكرير لمزيد من المعالجة والكبريت، ثم يتم توزيع هذا الغاز عبر شبكة خطوط الأنابيب لدينا والتي تمتد إلى حوالي 3260 كم، التي تمكننا من نقل غاز المبيعات وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات إلى محطات معالجة الغاز ومتعاملينا في جميع أنحاء الدولة، ثم يتم استلام هذا الغاز من قبل مصانع الطاقة لتحويله إلى كهرباء تغذي منازل وصناعات الدولة، كما يستخدم أيضاً لتشغيل مرافق تحلية المياه، وهو ما يعد مورداً آخر ثميناً للغاية.

كم تبلغ القدرة اليومية لمعالجة الشركة؟

لدى أدنوك لمعالجة الغاز، قدرة معالجة يومية للغاز تبلغ 8.0 مليارات قدم مكعبة قياسية، وفي هذا السياق، يقارب هذا استهلاك القطاع التجاري للولايات المتحدة من الغاز الطبيعي في اليوم الواحد في 2020.

بالإضافة إلى ذلك، وبينما نعمل لبناء قطاع خاص قادر على المنافسة، وقوى عاملة محلية قوية وزيادة مساهماتنا الحكومية، فإننا نواصل أيضاً توطين سلسلة التوريد لدينا ففي عام 2020 تمكنا من المساهمة بـ1.6 مليار درهم إماراتي في الاقتصاد المحلي، ويحدث هذا تماشياً مع هدف أدنوك لتحقيق القيمة المحلية المضافة بنسبة 50% عبر سلسلة القيمة بحلول عام 2030.

كيف سيساهم الغاز في دعم الاقتصاد والقطاع الصناعي؟

تعد الطاقة قلب اقتصاد الدولة، بالإضافة إلى تزويد الوطن بالغاز لتشغيل صناعات الكهرباء والمياه، يشغل غاز أدنوك أكثر من ثلثي صناعات دولة الإمارات.

مع استراتيجية الدولة للاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول عام 2030، والانتقال إلى أن نصبح مُصدراً للغاز الطبيعي، سيصبح الغاز بمثابة العمود الفقري لمزيج طاقة أكثر تنوعاً.

في أدنوك، يعتبر توفير إمدادات غاز أكثر استدامة وتوفيراً أحد أهم ركائز استراتيجيتنا لعام 2030.

من خلال خطة أدنوك الرئيسية للغاز، لدينا نموذج عمل واضح لإنتاج الغاز المستدام في دولة الإمارات، مدعوماً بتقنيات جديدة متطورة تأخذنا إلى أبعد مما كنا عليه من قبل، لذلك نتوقع أن يكون الغاز والصناعات التي تعتمد على الغاز محركاً قوياً للنمو باستراتيجية دولة الإمارات «اصنع في الإمارات» وتلتزم أدنوك بدعمها وتحويلها إلى حقيقة واقعة.

كيف يساهم الغاز في تطوير الصناعة والتجارة لدولة الإمارات وصولاً إلى «سلسلة القيمة الهيدروكربونية»؟

تعتبر سلسلة القيمة الهيدروكربونية ضرورية لنمو دولتنا وازدهارها، حيث تصف رحلتنا في زيادة قيمة مواردنا من الغاز والبنية التحتية لدينا عبر كل جزء من أعمالنا، ونحن مستمرون في الاستثمار في تطوير خطوط أنابيب الغاز لدينا لزيادة قدرتنا على المعالجة.

على سبيل المثال، يتم إرسال تدفق سوائل الغاز إلى منشأة التجزئة الخاصة بنا في الرويس، حيث يتم استخدامه كمواد خام لإنشاء منتجات نهائية قيّمة، مثل البروبان والبيوتان والنافتا.

يعمل الغاز ومنتجاته الثانوية كمواد وسيطة أساسية تمكن هذه المنتجات دولة الإمارات من التوسع في العديد من الصناعات الوطنية بما في ذلك البتروكيماويات والتكرير وصهر الألمنيوم والأسمنت والصلب والأسمدة.

في مجال آخر، تنتج الشركة مجموعة من الغازات الصناعية بما في ذلك النيتروجين والأوكسجين السائل المستخدم في صناعات أخرى مثل الرعاية الصحية، لذا فإن استخدامات وتطبيقات الغاز لا حدود لها.

لذلك، فإننا نؤمن بأن الغاز سيكون عنصراً حيوياً في تسريع خطة الإمارات العربية المتحدة للسنوات العشر القادمة لتحقيق طموحات استراتيجية القطاع الصناعي في الدولة.

ما هو مستقبل الغاز في مزيج الطاقة ودعم النمو الصناعي؟

نرى إمكانات هائلة للغاز في دعم النمو الصناعي في الدولة اليوم، والذي يعد مصدراً لأنواع الوقود الأنظف المشتقة من الهيدروكربونات مثل الهيدروجين والأمونيا.

وبينما نعمل على تلبية احتياجات الدولة من الطاقة مع العمل على حماية المجتمعات في منطقة الظفرة، حيث تتواجد عملياتنا ويقطن فيها موظفينا، فإننا نسعى جاهدين لتحقيق أهداف أدنوك للاستدامة لعام 2030، ويشمل هذا خفض كثافة الغازات الدفيئة بنسبة 25% والمحافظة على استهلاك المياه العذبة إلى أقل من 0.5% من استخدامنا للمياه بحلول عام 2030.

ما الذي تفعله أدنوك لجعل عملياتها ومنتجاتها أكثر استدامة؟

نحن ملتزمون بالحفاظ على المياه العذبة ففي عام 2020 وحده، وفرنا 1.1 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب من خلال إعادة تدوير المياه في جميع مواقع معالجة الغاز في أدنوك.

كما يعد تقليل الانبعاثات التي يمكن تجنبها مجالاً رئيسياً آخر نركز عليه. وعلى سبيل المثال، في مواقعنا بالتحديد في حبشان، طبقنا نظام استرجاع الغاز المشتعل الذي يسمح لنا باستعادة ومعالجة نفايات الغاز التي سيتم حرقها في العادة، وهكذا نتمكن من استخدامها في مكان آخر في المنشأة.

كما ندعم برامج أدنوك لتخزين الكربون واستخدامه والتي ستسمح لنا باحتجاز وإعادة استخدام انبعاثات الكربون وبالتالي حماية البيئة والاستفادة من كل قطرة من الموارد الطبيعية القيمة في الوطن، ونؤمن بأن مع ازدهار قطاع الغاز الطبيعي، ستزيد مساهمتنا في دعم ازدهار دولة الإمارات.