الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

«ديوا» تدعم المشاركة الفعالة للإمارات في جهود مواجهة آثار التغير المناخي

«ديوا» تدعم المشاركة الفعالة للإمارات في جهود مواجهة آثار التغير المناخي

من المصدر

تدعم هيئة كهرباء ومياه دبي جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لتحمل مسؤوليتها العالمية في مواجهة التغير المناخي من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة ضمن مزيج الطاقة في دبي، ورفع مستوى وعي أفراد المجتمع حول أهمية ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه والمحافظة على الموارد الطبيعية.

وأشار سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، إلى أن دولة الإمارات أدت دوراً مهماً في المفاوضات التي قادت إلى اتفاق باريس التاريخي، من خلال تقديم التزاماتها الوطنية الداعمة لمعاهدة الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي. وتقود الدولة الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال، حيث تستهدف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية.

وأكد الطاير أن استضافة الدولة للحوار الإقليمي حول العمل المناخي يعتبر دلالة جديدة على مشاركة الدولة الفاعلة لمواجهة آثار التغير المناخي، وجدية التزامها بالتعامل مع قضية التغير المناخي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، لا سيما أن الحوار الإقليمي يأتي في ظل الظروف الاستثنائية التي تفرضها جائحة «كوفيد-19»، والضرورة الملحة لتضافر الجهود العالمية لتسريع التعافي، وإيجاد حلول ذكية ومستدامة للحد من تأثيرات تغير المناخ.

وأضاف: «تعمل الهيئة على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة عبر إرساء التوازن بين التنمية والحفاظ على بيئة نظيفة وصحية وآمنة، وقد كانت الهيئة أول مؤسسة حكومية خدماتية في دولة الإمارات تنضم عام 2017 إلى الميثاق العالمي للأمم المتحدة، أكبر مبادرة للاستدامة المؤسسية في العالم. وأسهمت جهود الهيئة في تحقيق خفض كبير في الانبعاثات الكربونية في دبي، حيث انخفض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في إمارة دبي بنسبة 22٪ في عام 2019، أي قبل عامين من الموعد المستهدف في استراتيجية دبي للحد من الانبعاثات الكربونية 2021 لتخفيض الانبعاثات بنسبة 16٪ بحلول عام 2021. كذلك تلتزم الهيئة بتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لتوفير 7% من القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و75% بحلول عام 2050. وتبلغ نسبة قدرة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة في دبي حالياً نحو 9% لتتخطى بذلك النسبة الموضوعة في الاستراتيجية».

وتتضمن المشروعات الاستراتيجية التي تنفذها الهيئة حالياً في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، والذي ستبلغ قدرته الإنتاجية 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030.

وسيسهم عند اكتماله في تقليل 6.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.

وتتميز المرحلة الرابعة من المجمع، بقدرة 950 ميجاوات بتقنيتي الطاقة الشمسية المركزة والألواح الشمسية الكهروضوئية، بأكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية على مستوى العالم.

كما تعمل الهيئة على تنفيذ المرحلة الخامسة من المجمع بقدرة 900 ميجاوات بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية، وكذلك مشروع المحطة الكهرومائية بتقنية الضخ والتخزين في حتا بقدرة 250 ميجاوات، وتعد الأولى من نوعها في المنطقة. وفي عام 2020، تم تدشين مشروعات كبرى في مجال الطاقة الشمسية أبرزها المرحلة الثالثة من المجمّع بقدرة 800 ميجاوات.

كما تم تدشين مركز الابتكار ومركز البحوث والتطوير في المجمع، اللذين سيسهمان في تعزيز مكانة دولة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة.

وبالتعاون بين الهيئة ومكتب «إكسبو 2020 دبي» وشركة «سيمنس» الألمانية، تنفذ الهيئة أيضاً مشروع «الهيدروجين الأخضر»، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك في منشآت الاختبارات الخارجية التابعة لمركز البحوث والتطوير في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.

وفي إطار مساعي دبي لنشر الألواح الشمسية على جميع مباني إمارة دبي بحلول عام 2030، وانسجاماً مع مبادرة «دبي الذكية» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لجعل دبي المدينة الأذكى والأسعد عالمياً، أطلقت الهيئة عام 2014 مبادرة «شمس دبي» لتشجيع أصحاب المنازل والمباني على تركيب ألواح كهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وربطها مع شبكة الكهرباء. وحتى منتصف شهر مارس من عام 2021، تم ربط 6.717 نظام شمسي بشبكة الهيئة بقدرة إجمالية تقارب 297 ميجاوات في مبانٍ سكنية وتجارية وصناعية، كذلك تسهم مبادرة «الشاحن الأخضر» التي أطلقتها الهيئة في تشجيع أفراد المجتمع على اقتناء المركبات الكهربائية الصديقة للبيئة وزيادة أعداد السيارات الهجينة والكهربائية وانتشارها في دبي.

وانتهت الهيئة من تركيب ما يقارب 300 محطة من محطات الشاحن الأخضر للسيارات الكهربائية في مختلف أنحاء الإمارة.

القمة العالمية للاقتصاد الأخضر

تنظم هيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر القمة العالمية للاقتصاد الأخضر. وتركز القمة على محاور رئيسية ثلاثة هي آليات التنمية المستدامة، والتعاون الدولي لتعزيز منظومة الاقتصاد الأخضر، وتبني الحلول الخضراء المبتكرة.

واستقطبت الدورة السادسة من القمة عام 2019، مشاركة عدد من كبار الشخصيات المحلية والعالمية بما في ذلك رؤساء دول ورؤساء حكومات، إضافة إلى عدد كبير من المتحدثين العالميين والمسؤولين وممثلي المؤسسات الحكومية وممثلي الوسائل الإعلامية والخبراء والأكاديميين.

وستقام الدورة السابعة من القمة في أكتوبر 2021 في موقع إكسبو 2020 دبي.

المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر(WGEO)، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في أكتوبر 2016 وذلك خلال القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دبي، لتعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر ونشر مشروعات الاقتصاد الأخضر على المستوى العالمي ودعم الدول والمنظمات الساعية إلى تحقيق استراتيجيتها وخططها الخضراء.

وتشارك المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، إلى جانب «وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات»، وبالتعاون مع نخبة المنظمات الرائدة بما فيها «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» (UNDP)، و«برنامج الأمم المتحدة للبيئة» (UNEP)، و«اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ» (UNFCCC) و«مجموعة البنك الدولي»، في تنظيم «أسبوع المناخ الإقليمي 2022» لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتستضيف دولة الإمارات هذا الحدث النوعي في الفترة بين 2 و3 مارس 2022، وذلك خلال تنظيم «معرض إكسبو 2020 دبي»، لتعزيز زخم العمل المناخي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وسيجمع «أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2022»، الأول من نوعه في دول المنطقة، نخبة من القادة والشخصيات المؤثرة من القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني لمناقشة التهديدات الناشئة عن ظاهرة التغير المناخي، وتعزيز أطر التعاون المثمر في اتخاذ إجراءات سريعة وجريئة لمواجهة هذا التحدي الكبير.

وسيوفر أيضاً فرصاً هائلة لعقد شراكات متينة وبناء علاقات مثمرة بين الأطراف المعنية إقليمياً، فضلاً عن استعراض أحدث التقنيات الرائدة التي يمكن أن تساعد المنطقة على التكيّف بسرعة وكفاءة مع تغير المناخ.

وسيكون الحدث محطة هامة لاتخاذ قرارات حاسمة وخطوات حقيقية باتجاه تحقيق الأهداف المناخية استناداً إلى خطط العمل المناخية المعدّلة للدول، وسعياً وراء معالجة الآثار الاجتماعية والبيئية والاقتصادية وتنفيذ الإجراءات المناخية بشكل فعال. وبالمقابل، سيشهد جدول الأعمال جلسات خاصة لمتابعة المناقشات المتعلقة بقمة الأمم المتحدة للمناخ «كوب 26» (COP26) المقررة في نوفمبر 2021 في غلاسكو في المملكة المتحدة.

جائزة الإمارات للطاقة

تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، أطلق المجلس الأعلى للطاقة في دبي جائزة الإمارات للطاقة التي تغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهدف تشجيع الأفراد والمؤسسات على ترشيد استخدام الطاقة والموارد، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات والأعمال الرائدة في مجال كفاءة الطاقة والطاقة النظيفة والاستدامة والحفاظ على البيئة.

المدن والمباني الخضراء

حققت الهيئة عام 2019 سبقاً عالمياً تمثل بحصول دبي على التصنيف البلاتيني العالمي الخاص بالمدن- الريادة في الطاقة والتصميم البيئي LEED))، بحسب تصنيف المدن العالمية من مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون بذلك أول مدينة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحصل على هذه الشهادة المرموقة. وقد توّجت جهود الهيئة في اعتماد الأبنية الخضراء بفوزها عام 2020 بجائزتين من جوائز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأبنية الخضراء، وحصدت جائزة «مشروع المبنى ذو الانبعاثات الصفرية للعام» عن مركز الابتكار التابع للهيئة في مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية؛ وجائزة «مشروع التصميم المستدام للعام» عن «مبنى الشراع»، مبنى الهيئة الرئيسي الجديد.

الاستثمارات الخضراء

تسهم المشروعات الكبرى التي تنفذها الهيئة بالتعاون مع القطاع الخاص، وفق نموذج المنتج المستقل، في تعزيز النمو الاقتصادي في الإمارة، ومن خلال هذا النموذج حققت الهيئة أرقاماً قياسية عالمية في أدنى الأسعار لمشروعات الطاقة الشمسية لخمس مرات متتالية، وباتت دبي معياراً لأسعار الطاقة الشمسية على مستوى العالم. وقد اجتذبت الهيئة نحو 40 مليار درهم من الاستثمارات من خلال نموذج

المنتج المستقل للطاقة.

إعداد الجيل القادم من قادة الاستدامة

تعمل الهيئة على إشراك الشباب في عملية التنمية المستدامة وتشجيعهم على تطوير حلول مبتكرة لمواجهة آثار التغير المناخي. وتعتبر أكاديمية هيئة كهرباء ومياه دبي جزءاً من استراتيجية الهيئة للارتقاء بقطاع الطاقة في دبي إلى مرحلة جديدة من النمو والتقدم عبر الاستثمار في عقول الشباب وإعداد جيل من المواطنين الشباب يعي أهمية العمل المهني ويدرك مصلحة الوطن. كذلك يعمل مركز البحوث والتطوير التابع للهيئة على بناء وتوطين المعارف والخبرات في مجالات عمل المركز والتي تشمل «إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وغيرها من تقنيات الطاقة النظيفة»، و«تكامل الشبكات الذكية»، و«كفاءة الطاقة»، و«المياه»، إضافة إلى تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة المتعلقة بمجالات البحوث والتطوير.

علاوة على ذلك، نظمت الهيئة الدورة الأولى من المسابقة العالمية للجامعات لتصميم المنازل المعتمدة على الطاقة الشمسية (ديكاثلون الطاقة الشمسية- الشرق الأوسط) في عام 2018، وذلك في إطار الشراكة بين هيئة كهرباء ومياه دبي والمجلس الأعلى للطاقة في دبي مع وزارة الطاقة الأمريكية. وقد تأهلت مجموعة من الفرق الجامعية للمرحلة النهائية من الدورة الثانية من المسابقة.

وفورات

أثمرت مساعي الهيئة في مجال نشر الوعي حول أهمية تبني نمط حياة مستدام عن وفورات كبيرة خلال السنوات الماضية، وحققت برامج ومبادرات الترشيد التي أطلقتها الهيئة بين عامي 2011 و2020 وفراً تراكمياً ضمن الفئات المستهدفة بلغ 2.44 تيراوات ساعة من الكهرباء و6.7 مليار جالون من المياه، بما يعادل توفير 1.35 مليار درهم، وتقليل 1.22 مليون طن من الانبعاثات الكربونية.

جوائز

تتويجاً لجهودها في مجال الاستدامة، حصدت الهيئة العديد من الجوائز المحلية والعالمية المرموقة من بينها جائزة «تحدي المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة» 2021 لدعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. كما نجحت الهيئة في الاستغناء عن استخدام الأوراق تماماً وحصلت على ختم «100% لا ورقية» من دبي الذكية. وقد أسهم تبني الهيئة لأحدث التقنيات في تفادي استخدام أكثر من 22 مليون ورقة في الهيئة خلال عام 2020، ما ساهم في تحقيق وفورات مالية تزيد على 85 مليون درهم، وتجنب قطع 2700 شجرة كانت ستستخدم لصناعة هذه الكمية من الورق.

كما تواصل الهيئة جهودها لرفع كفاءة محطات الطاقة والمياه، وحققت واحدة من أدنى قيم الفاقد في شبكات المياه على مستوى العالم بنسبة 5.1%. ونواصل العمل على ابتكار تجارب فريدة تسهم في الانتقال بدبي نحو ريادة المستقبل عبر إعادة صياغة المفاهيم التقليدية لآليات العمل لتتناسب مع التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم. كما حصد سعيد محمد الطاير، جائزة شخصية العام 2020 في مجال الحوكمة الرشيدة والاستدامة، ضمن جوائز الحوكمة الرشيدة العالمية التي تقدمها مؤسسة «كامبريدج آي إف إيه» في المملكة المتحدة.