الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

تعدين العملات الرقمية منزلياً يضاعف الطلب على أجهزة الكمبيوتر

دفع توجه الكثير من الأشخاص إلى عملية تعدين العملات الرقمية في المنازل إلى ارتفاع الطلب على الأجهزة والمعدات الكمبيوترية (كروت الشاشة، السيرفرات، الرامات)، فمع زيادة شعبية وأسعار العملات المشفرة عالمياً يطمح الكثير من الناس لا سيما فئة الشباب إلى الاستفادة من هذه الفرصة المستجدة، لكن هناك من يشكك في القدرة على الوصول إلى شيفرة العملات الرقمية عن طريق الأجهزة البسيطة داخل المنازل، ويجزم بأن هذه العمليات المعقدة تحتاج إلى «سيرفرات» عالية القدرة وطاقة كهربائية لا تتوفر في المنازل، على الأقل للحصول على نتائج مجدية، محذرين مما اعتبروه مغامرة غير محسوبة النتائج.

وقالت عدة شركات عاملة في مجال تجهيزات الكومبيوتر: إن الطلب على الأجهزة والمعدات الخاصة بعملية تعدين العملات الرقمية تضاعف منذ بداية العام الجاري، لافتين إلى أن أسعار «كارت الشاشة» الذي يعتبر الجزء الرئيسي المستخدم في عملية التعدين تضاعفت بنسبة 100% نتيجة توجه الكثير من الناس إلى القيام بعملية التعدين في المنازل خاصة.

وتعدين العملات الرقمية عبارة عن عملية حل معادلات رياضية معقدة بواسطة حواسيب ذات قدرات خارقة، وتتم مكافأة المعدنيين بالحصول على جزء من العملات.

ويتوفر في العالم اليوم آلاف العملات المشفرة، وبلغت القيمة السوقية حتى يوم أمس لأكبر 10 عملات رقمية نحو 1.3 تريليون دولار بحسب موقع كوين ماركت كاب.

كارت الشاشة

وقال مسؤول المبيعات في شركة «غيمرز تايكون» داني رالا: أسعار «كارت الشاشة» الذي يعتبر المكون الرئيسي في عملية التعدين واستخراج العملات الرقمية تضاعف منذ بداية العام الجاري، فمثلاً يصل سعر كارت الشاشة من موديل «3070 evga» إلى 7500 درهم، فيما يصل سعر الكارت من موديل «3080 zatac» إلى 10500 درهم.

وأضاف أن السعر قد يصل إلى 15 ألف درهم لكارت شاشة من موديل «3090 aorus»، لافتاً إلى أنه كلما زادت قوة وإمكانات «كارت الشاشة» وكذلك زيادة عدد الكروت المستخدمة؛ تحسنت وتطورت عملية التعدين، لافتاً إلى أن الشخص الذي يرغب في القيام بعملية التعدين يحتاج إلى كارت شاشة واحد على الأقل وبحد أقصى 6 أو 7 كروت شاشة، إلى جانب عدد من التجهيزات الأخرى مثل المعالج والرامات والمذرز بورد و2 بور سبلاي ومايننغ كيس والتي يصل سعرها مجتمعة إلى 5500 درهم.

وأكد أن الجمهور اليوم الذي يقوم بعملية التعدين في المنزل لا يتجه إلى تعدين عملة البتكوين، كون عملية تعدين هذه العملة صعباً جداً اليوم، ولكن أغلب الجمهور يذهب إلى تعدين عملات إثيريوم ليحقق أرباحاً حقيقية، معتمداً على الكهرباء المنزلية.

شعبية العملات

من جانبه، قال مدير شركة «أي مارت» بشير أحمد: زادت شعبية العملات الرقمية عالمياً، والطموح في تحقيق أرباح عن طريق تعدينها أو اختزانها مع ارتفاع أسعارها يوماً بعد يوم عالمياً، إضافة إلى انتشار الفيديوهات التعلمية للقيام بعملية التعدين، توجه الكثير من الناس نحو ذلك طمعاً في تحقيق نوع من الدخل.

وأضاف أنه باستخدام الكهرباء المنزلية وبالاعتماد على عدد من كروت الشاشة إلى جانب عدد من المعدات الأخرى، بإمكان أي شخص أن يقوم بعملية التعدين إذ كان قادراً على تحمل فاتورة الكهرباء التي سترتفع بالضرورة كون عملية التعدين تحتاج إلى الكثير من استهلاك الكهرباء.

وذكر أن «كارت الشاشة» زاد عليه الطلب في السوق المحلي، وخاصة منذ بداية العام الجاري، ما جعل العرض لا يستطيع أن يلبي الطلب في الكثير من الحالات، واليوم نشهد تضاعفاً في الأسعار وخاصة للعلامات المشهورة مثل aorus وNVIDIA GEFOREVE وDASEEM وGIGABUTE.

بدوره، قال مدير المبيعات في شركة «برايت أبولو» إبراهيم: الطلب على كارت الشاشة ارتفع بشكل كبير، حتى إن الكثير من العلامات اختفت من السوق وأصبح من الصعب الحصول عليها، والسبب الرئيسي لذلك هو التعدين واستخراج العملات الرقمية، والذي أصبح أمراً ذا شعبية كبيرة في الدولة، إلى جانب عمليات التعدين التي تقوم بها الشركات ولكن تلك تحتاج إلى معدات وأجهزة أقوى وأغلى سعراً.

وأضاف أن الأسعار تضاعفت فيما يتعلق بكروت الشاشة التي تعتبر المكون الرئيسي الذي يحدد إمكانات عملية التعدين، ويحتاج الشخص إلى 6 كروت شاشة كحد أقصى للقيام بعملية تعدين مثالية في المنزل، ويبدو أنها تحقق دخلاً مناسباً للكثيرين، فتستطيع أن تبدأ استثمارك بـ15 ألف درهم وفي المستقبل تستطيع أن تزيد من إمكاناتك وتطورها، ولا سيما أن أسعار العملات الرقمية آخذة في الارتفاع بشكل استثنائي ومستغرب، وبالتالي أن تبدأ اليوم أفضل من أن تبدأ غداً.

محاولات ضائعة

وأشار المحلل المالي حسام الحسيني، إلى أن التركيز على تعدين البتكوين بدأ قبل سنوات، والفائدة لم تكن كبيرة ومن استفاد هو من بدأ قبل 4 سنوات أو أكثر، فالعملية شديدة التعقيد والصعوبة والكلفة، وكلما تقدمنا في الوقت زادت صعوبتها.

وتابع: منذ أكثر من سنة بدأ نوع جديد من عمليات التعدين على البتكوين والعملات الرقمية الأخرى، حيث بدأ بعض الأشخاص عملية التعدين من المنازل عبر شراء «سيرفرات بسيطة» و«كروت شاشة» و«رامات»، وبكلفة تتراوح بين 20 و25 ألف دولار وفي بعض الأحيان بأقل من هذه القيم، لكنه جزم أن هذه العمليات غير مجدية وغير قابلة لاستخراج العملات، فالأجهزة والسيرفرات الكبيرة الأخرى يصل سعرها إلى 450 ألف دولار مع التجهيز.

ونصح المتعاملين ألا يدخلوا في هذه العمليات غير المجدية من جهة والمضرة من جهة أخرى كونها تستهلك الكثير من الكهرباء، مؤكداً أنها لا تعود عمليات التعدين التي تتم في السوق المحلي بالنفع على أي أحد لا المستثمر ولا المجتمع بشكل عام.

واعتبر اتجاه مستثمرين عمليات التعدين، وعقد اتفاقيات استثمار مع أشخاص آخرين غير قانوني.

ومن جهته قال محلل مالي فضل عدم ذكر اسمه: اتجه البعض قبل نحو 5 سنوات أو أكثر إلى مسألة التعدين في السوق المحلي وكان هناك ترخيص من إحدى الجهات التي تعتبر منطقة حرة، وكانت الشركات أو الأشخاص العاملين في هذا المجال لديهم رخصة معينة.

وأوضح أن الراغبين بدخول هذا المضمار كانوا يحضرون السيرفرات يبدؤون العمل ومن ثم إحضار مستثمرين أفراد ليضعوا رأس مال ما بين 700 و900 ألف درهم في العموم في سيرفر صغير، ويأخذ المشغل نحو 25% من أية أرباح قد تنتج، لكن هذه المسألة فقدت جدواها وبدأ العاملون في هذا المجال منذ سنوات يتجهون إلى إحدى المناطق الأخرى للحصول على رخصة صناعية تتيح لهم الحصول على كهرباء صناعية ذات محولات واستطاعة تمكنهم من القيام بعملية التعدين وبسعر تفضيلي.

الوضع القانوني

وعن قانونية قيام البعض باستخراج رخص صناعية من أجل الحصول على الكهرباء ذات الاستطاعة الكبيرة وبدء نشاط التعدين، أشار إلى أن ممارسة النشاط هذا قد لا يعتبر مخالفاً للقانون كونه ليس هناك نشاط من الأساس اسمه تعدين عملات رقمية لا سيما إن كان من يقوم بالتعدين لا يبيع عملاء أي منتج لكنه حذر مخاطر الدخول بهذا الاستثمار كونه لا يوجد نشاط وبالتالي لا يمكن حماية الحقوق لمن يرغب أن يستثمر بعض المال مع هؤلاء المستثمرين.

وأشار إلى أن الاتجاه الجديد لتعدين العملات في المنازل عبر أجهزة كمبيوترية بسيطة نوعاً ما، على الأرجح غير مجدية وغير قادرة على الوصول إلى شيفرات العملات على اختلافها، محذراً من الدخول في مغامرة غير محسوبة قد تبدد المدخرات.

ومن جانبه، أفاد محلل أسواق المال عميد كنعان، بأنه لا يوجد نشاط مرخص لتعدين العملات في السوق المحلي، لكن نسمع في الفترة الأخيرة عن بعض الأشخاص الذين يقومون بعمليات تعدين في المنزل، وهذه مسألة شخصية، لكن لا يُعرف مدى جدواها.