الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

«مؤتمر المشغل الاقتصادي» يوصي بتعزيز التعاون لدعم سلاسل الإمداد

أوصى المشاركون في المؤتمر العالمي الخامس لبرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد، والذي انطلق تحت شعار «المشغل الاقتصادي المعتمد 2.0: نحو آفاق جديدة لتجارة مستدامة وآمنة» خلال الفترة من 25 إلى 27 مايو الجاري، بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين الإدارات الجمركية والهيئات الحكومية الأخرى والقطاع الخاص، وتبادل البيانات الآمنة بين منظمة الجمارك العالمية وإدارات الجمارك الأعضاء لزيادة حجم التجارة والمحافظة على مرونة سلاسل الإمداد بعد انحسار جائحة كورونا «كوفيد-19»، مشيرين إلى أهمية استقطاب برنامج المشغل الاقتصادي المزيد من الأطراف المعنية في التجارة الإلكترونية ليشمل الشركات المتناهية الصغر، والصغيرة والمتوسطة.

وناقشت جلسات المؤتمر في نسخته الخامسة والتي نظمتها جمارك دبي افتراضياً بالتنسيق مع منظمة الجمارك العالمية والهيئة الاتحادية للجمارك، واستمرت على مدار 3 أيام، بمشاركة ما يقارب 100 متحدثاً، وحضرها أكثر من 12000 متخصص من 160 دولة، والتحديات وأفضل ممارسات تبادل البيانات في إطار تنفيذ اتفاقيات الاعتراف المتبادل في برنامج المشغل الاقتصادي وهو ما يدعم مبادرة جمارك دبي بتأسيس منصة عالمية منصة عالمية تضم أفضل الممارسات واتفاقيات الاعتراف المتبادل لأعضاء البرنامج بما يُسهم في التحسين المستمر للمشغل الاقتصادي على مستوى العالم من خلال الابتكار المدعم بالبيانات.

وشهدت فعاليات المؤتمر توقيع اتفاقية اعتراف متبادل بين جمهورية الصين وأوغندا، كما تم الإعلان عن المؤتمر العالمي السادس للبرنامج، حيث تم اختيار شعار النسخة المقبلة من المؤتمر «دور الجمارك في تعافي وتجديد وتعزيز الاقتصاد العالمي من أجل سلاسل إمداد أكثر استدامة» (جمهورية الصين الشعبية) وذلك أخذاً بالاعتبار المستجدات العالمية التي تركت أثراً كبيراً في كافة المجالات.


وحقق برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد نجاحاً كبيراً منذ تأسسه عام 2012، حيث ازداد عدد برامج المشغّل الاقتصادي المعتمد حول العالم من 45 عام 2012 إلى 97 في 2020، مع 20 برنامجاً آخر قيد التطوير والتنفيذ، وهو ما يمثل زيادة قدرها 115% وعلى الصعيد نفسه، ارتفع عدد اتفاقيات الاعتراف المتبادل بين الدول والمناطق المختلفة ليبلغ 87 اتفاقية ثنائية و4 اتفاقيات إقليمية متعددة الأطراف، مع 78اتفاقية أخرى قيد التفاوض.


وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات: «نحرص في دولة الإمارات العربية المتحدة على مواكبة وتطبيق أفضل الممارسات والبرامج العالمية، لتطوير التعاون التجاري والجمركي على المستوى الدولي والإقليمي، ودعم أداء عملائنا من الشركات، حيث بادرت الإمارات بتكثيف جهودها في تطبيق برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد للاستفادة منه في تأسيس شراكات استراتيجية تضمن حماية وتيسير التجارة الدولية».

وأضاف في كلمة ألقاها نيابة عن سموه سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة رئيس غرفة تجارة دبي العالمية، «تتقدم دولة الإمارات بثبات في تعزيز قطاعاتها الاقتصادية نحو تحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتشمل رؤية متكاملة لتكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة».

وقالت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي: «يأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت يراجع فيه العالم حساباته ومنجزاته وكيفية تطوير قدراته، وبالرغم من تراجع التجارة العالمية بنسبة 5.3% في 2020، لكننا ماضون في التعافي، إن التغير الذي طرأ على أنماط التجارة قد فتح آفاقاً ونوافذ جديدة، وهذا تؤكده اتفاقيات الاعتراف المتبادل».

وأضافت: «لقد حققت الاستثمارات الأجنبية المباشرة نمواً بنسبة 44% لتصل إلى حوالي 20 مليار دولار في عام 2020 على الرغم من الاضطراب الاقتصادي الناتج عن الوباء، وهذا يؤكد ثقة الدول بنظم الإمارات وبنيتها التحتية المتطورة وبيئتها الجاذبة وكفاءة حكومتها ومرونتها وسرعة استجابتها للمتغيرات، وهذا يدفعنا إلى العمل سوياً في مرحلة التعافي، ويجمعنا ضمن إطار تفاهم موحد، وهذا ما تعززه استضافة الإمارات لإكسبو 2020 من أجل تبادل الخبرات والأفكار، هذا الحدث العالمي يهدف في الأساس إلى التعاون من أجل إيجاد حلول بعيدة المدى لمواجهة التحديات العالمية، وفي يناير 2022 سننظم أسبوع السفر والاتصال ضمن فعاليات اكسبو للتأكيد على أهمية تطوير التقنيات التي تشمل البلوك تشين والأمن الإلكتروني واللوجيستيات الخضراء وحماية البيئة والتي باتت أولوية ملحة في زمننا هذا».

وقال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية: «يمثل المؤتمر العالمي الخامس للمشغل الاقتصادي المعتمد فرصة ذهبية لتعزيز التعاون والتنسيق بين الهيئات والإدارات الجمركية عبر العالم في هذه المرحلة الحيوية التي يواجه العالم فيها تحديات عودة التعافي للاقتصاد الدولي وللتجارة العالمية، لقد أظهر اقتصاد دولة الإمارات مرونة وكفاءة عالية في مواجهة تحديات جائحة كورونا وحجز موقعاً ضمن الاقتصادات الكبرى والأسرع تعافياً من الآثار المترتبة على تداعيات الأزمة، حيث استجابت الإمارات بشكل سريع وأدخلت تدابير رائدة في السيطرة على الوباء، وهو ما عزز قدرة الدولة على تحويل تحديات الأزمة إلى إنجازات تمثلت في الانتعاش الملحوظ للاقتصاد الوطني، وفي عودة قطاع التجارة الخارجية إلى استعادة زخمه ونشاطه بسرعة مستبقاً تعافي التجارة العالمية لنقدم للعالم من جديد نموذجاً رائداً في القدرة على استعادة التعافي بتجارتنا الخارجية».

وقال الدكتور كونيو ميكوريا الأمين العام لمنظمة الجمارك العالمية إن خلال 16 عاماً منذ اعتماد إطار معايير SAFE لأول مرة، تضاعفت عدد اتفاقيات الاعتراف المتبادل بنحو 5 أضعاف من 17 إلى 91 اتفاقية، كما ارتفع عدد أعضاء منظمة الجمارك العالمية المعتمدين لبرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد بشكل كبير، من 45 إلى 97، مشيراً إلى أن جلسات ونقاشات المؤتمر وفرت للمشاركين فرصة لتبادل الأفكار والرؤى الرائدة، ومناقشة فرص التحسين المحتملة، فضلاً عن استكشاف المعايير الأساسية والخطوات اللازمة لضمان دعم برنامج الشراكة بين الجمارك والشركات بشكل أكثر فاعلية واستدامة، بما يضمن تعافي وأمن سلاسل الإمداد العالمية في بيئة ما بعد جائحة «كوفيد-19».

من جانبه، أكد أحمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي أن إسناد شرف تنظيم المؤتمر لإمارة دبي العاصمة الاقتصادية لدولة الإمارات يعكس السمعة الكبيرة والثقة التي تحظى بها دبي كمدينة للمال والأعمال ومحور رئيسي في التجارة العالمية، كما يؤشر على العلاقة الوطيدة التي تربط جمارك دبي مع منظمة الجمارك العالمية ودورها في تيسير سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، وكذلك جهودها في دعم برامج المشغل الاقتصادي المعتمد.

وقال أحمد محبوب مصبح: «أظهرت التحديات التي تواجه حركة التجارة العالمية نتيجة لجائحة كوفيد-19 مدى أهمية الرقمنة والخدمات الذكية والبرامج والأنظمة التجارية في تسيير العمليات التجارية ودعم سلاسل الإمداد والتوريد العالمية لضمان الانسيابية في تدفق الشحنات التجارية عبر العالم، ولذلك يكتسب برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد أهمية أكبر في ظل الظروف الحالية».

وأضاف: «نحرص في جمارك دبي على أن نقدم للعالم تجربتنا في تطوير العمل الجمركي بالاعتماد على التقنيات المتطورة والتي تنطلق من أسس راسخة مستمدة من أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة في دولة الامارات، حيث بلغ نسبة سعادة المتعاملين عن خدماتنا الذكية 98%».

وتابع: «لقد أثمر تطويرنا للتقنيات المستخدمة في تقديم الخدمات الجمركية عن تحقيق نمو قياسي في المعاملات الجمركية التي أنجزتها جمارك دبي خلال الفترة 2015 - 2020، بنسبة تبلغ نحو 80% ليصل عدد المعاملات الجمركية المنجزة في عام 2020 إلى 16 مليون معاملة مقارنة مع 8.9 مليون معاملة في العام 2015، وتضاعفت تجارة دبي الخارجية غير النفطية أكثر من سبع مرات خلال الفترة 2000 - 2020 لتصل قيمتها في عام 2020 إلى نحو 1.182 تريليون درهم مقارنة مع 143 مليار درهم في عام 2000، ومع استمرار الدائرة بتحقيق الإنجازات نتطلع إلى تعزيز مساهمة المشغل الاقتصادي المعتمد وانتقاله إلى المستوى الثاني في تطوير تسهيلاتنا وزيادة التبادل التجاري مع شركائنا».

بدوره، أكد أحمد عبدالله بن لاحج الفلاسي، المدير العام للهيئة الاتحادية للجمارك، أن استضافة المؤتمر العالمي الخامس للمشغل الاقتصادي المعتمد، بالتزامن مع الحدث العالمي «إكسبو2020 دبي»، تعزز ريادة دولة الإمارات وتؤكد أنها منصة عالمية لإطلاق المبادرات التجارية والجمركية، ووجهة مفضلة لبحث وتداول القضايا المطروحة على أجندة التطوير الجمركي العالمي، موجهاً الشكر إلى منظمة الجمارك العالمية ومؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة وجمارك دبي وفريق العمل على الجهود المثمرة وتعاونهما في استضافة هذا الحدث العالمي.

وقال الفلاسي: «يعد تطوير برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد واتفاقات الاعتراف المتبادل أحد المحاور الرئيسية المهمة لتحقيق أمن التجارة الدولية وتشجيع التجارة عبر تخفيض التكاليف على الشركات ووكالات الشحن وتقديم المزيد من الحوافز الإجرائية للمصدرين والمستورين، وفقاً لمبدأ (الحوافز مقابل الامتثال)، لقد أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة مبكراً أهمية برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد، حيث سبقت العديد من دول المنطقة في تطبيق البرنامج، ليربط الدولة تجارياً وجمركياً مع دول العالم».