أكد خبراء عقاريون أن المطورين والملاك يبادرون خلال فترة الصيف لتقديم عروض وتسهيلات استثنائية للمستأجرين بهدف الحفاظ على نسبة الإشغال لديهم، لا سيما أن سوق الإيجارات تراجع بنسب تصل إلى 10% منذ بداية العام الجاري نتيجة تباطؤ الطلب وزيادة المعروض في السوق واستمرار تداعيات أزمة كورونا. وتراوحت هذه التسهيلات من واي فاي مجاني إلى غسيل السيارات والتنازل عن العمولة والضمان وعقد بـ12 شيكاً.
وقال المدير التنفيذي لشركة المجلس للعقارات، أحمد لوتاه، إن السوق العقاري بدبي اليوم أصبح في صالح المستأجر وليس المالك، إذ يستطيع المستأجر اليوم أن يفرض شروطه ويفاوض على السعر المناسب، بالمقابل يبادر الملاك والمطورون إلى تقديم تسهيلات استثنائية لم تكن موجودة في السوق قبل سنوات بهدف الحفاظ على نسب الإشغال لديهم وجذب المزيد من العملاء.
وذكر لوتاه أن أبرز العروض والتسهيلات المقدمة في السوق اليوم تتمثل في منح المستأجر عقوداً لـ13 أو 14 شهراً، سواء كان فيلا أو شقة أو استوديو، وكذلك العديد من المطورين اليوم يقبلون 12 شيكاً في السنة أو 6 شيكات، وهو الشائع حالياً، أما في السابق فالكثير من الفلل لم تأجر إلا بشيك واحد.
وتابع لوتاه، أن بعض البنايات السكنية في دبي تقدم واي فاي مجانياً للمستأجرين، إلى جانب التنازل عن العمولة التي يحصل عليها المكتب العقاري، والتي كانت تصل إلى 5% من قيمة عقد التأجير، ولكن اليوم الكثير من المكاتب تتنازل عن هذه العمولة، وكذلك الأمر بالنسبة لمبلغ الضمان، والتي كانت تصل قيمته أيضاً إلى 5% من قيمة عقد التأجير، واليوم إما تم تخفيضها إلى 2% وإما التنازل عنها نهائياً لصالح المستأجر.
وأضاف أن الكثير من المكاتب العقارية تنازلت عن غرامة الشيك المرتجع، إذ كانت العقود في السابق تنص على تحميل المستأجر غرامة من 5 إلى 10% من قيمة الشيك المرتجع، أما اليوم فتم التنازل عن هذه الغرامة والتساهل مع المستأجر، وحتى تأجيل الشيكات كان يتم تحميل المستأجر غرامة ولكن اليوم الكثير من المطورين يقومون بتأجيل سداد الشيك دون أي غرامة على المستأجر.
ولفت لوتاه إلى أن بعض المجمعات السكنية والأبراج في دبي تقدم للمستأجر غسيلاً مجانياً للسيارة مرة في الأسبوع أو مرتين في الشهر، كما أن أغلب الصالات الرياضية في الأبراج أو المجمعات السكنية أصبحت مجانية لجميع السكان، مقارنة في السابق، إذ كان المستأجر يدفع رسوماً سواء في العقد أو لإدارة المبنى للاستفادة من هذه التسهيلات.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ستراتوم لإدارة جمعيات الملاك، سعيد عبدالكريم الفهيم، إن المطورين العقاريين والمستثمرين بادروا خلال فترة الصيف، مع انخفاض أسعار الإيجارات، وزيادة المعروض في السوق، إلى تقديم العديد من التسهيلات للمستأجرين، بهدف المحافظة على نسبة الإشغال لديهم وعدم تسرب المستأجرين.
وأضاف، أن أسعار الإيجارات انخفضت بنسب تراوح بين 5 إلى 10% خلال فترة الصيف الحالية، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما دفع المستثمرين أو الملاك إلى تقديم تسهيلات استثنائية لجذب مستأجرين جدد والمحافظة على المستأجرين الحاليين.
وتابع الفهيم: "تتنوع التسهيلات بين زيادة عدد الشيكات مثلاً من 4 شيكات في السنة وهو عادة ما يتم التعاقد عليه لزيادتها إلى 6 أو 8 شيكات، ما يسهّل على العميل عملية السداد، أو يقوم الملاك بزيادة عدد الأشهر الممنوحة للعميل لتمديدها إلى 13 أو 15 شهراً مع المحافظة على القيمة الإيجارية، وكذلك اللجوء إلى خيار الشقق المفروشة لجذب المستأجر وطلب سعر أعلى".
من جهته، قال المستشار العقاري في شركة فيدوك للعقارات، والمحاضر في دائرة الأراضي والأملاك بدبي، أمين المجالي، إن سوق الإيجارات بالمجمل انخفض بنسب تصل إلى 10% ولكن هذا لا ينطبق على كامل السوق في دبي، إذ لا تزال العديد من المناطق في دبي تحافظ على أسعار إيجارات وطلب مستقر.
وأضاف: "أن مخزون المعروض في دبي لا يزال مستمراً في الزيادة، لا سيما مع توقعات بدخول 180 ألف وحدة جديدة بدبي حتى 2027، ولكن هذا المعروض يزيد في بعض المناطق ويؤثر على قيمة الإيجارات فيها مقارنة بمناطق أخرى المعروض ثابت فيها".
وقال المجالي إن الأشهر القادمة ستكون لها تأثيرات كبيرة على القطاع العقاري بدبي، لا سيما مع عودة المدارس وانطلاق معرض إكسبو 2020، وبالتالي هناك الكثير من المستثمرين يستعدون لهذه الفترة والحصول على صفقات أفضل مقارنة بالفترة الحالية.
إلى ذلك، قال الخبير العقاري والمؤسس لشركة الليوان الملكي للعقارات بدبي، محمد حارب، إن القطاع لا يزال متأثراً بتداعيات أزمة كورونا. وبحسب المحللين، فإن الحياة الطبيعية لن تعود كما السابق إلا بحلول عام 2023، ولكن نتوقع خلال الفترة القادمة مع عودة المدارس وقرار الحكومة بعودة الطلاب للدوام المدرسي وإلغاء الدراسة عن بُعد سيكون لذلك تأثر بشكل طفيف على القطاع.