الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

تعافٍ قياسي لسوق السيارات الإماراتي من تداعيات الجائحة

تعافٍ قياسي لسوق السيارات الإماراتي من تداعيات الجائحة

أظهرت مؤشرات دولية في قطاع السيارات أن السوق الإماراتي حقق تعافياً قياسياً من الركود بنسبة بلغت 72.3% خلال الربع الثاني من 2021 مقارنة بنفس الفترة التي شهدت انتشار الجائحة العام الماضي 2020، ليحقق السوق إجمالي نمواً قدره 23% خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من 2020.

وأرجع مختصون في القطاع هذا النمو إلى عدد من العوامل، تأتي في مقدمتها استعادة تشغيل الوكالات لطاقتها بشكل كامل، والحوافز والأسعار التنافسية والعروض، إلى جانب ارتفاع ملاءة الإنفاق لدى الأفراد والرغبة في الشراء لا سيما في ظل توسع الشركات المنتجة في طرح الموديلات المستحدثة بشكل كامل خلال 2021.

وأضافوا أن السوق الإماراتي يعد أحد أنشط الأسواق الإقليمية، ويتمتع بخصائص تنافسية، مدعوماً بالدعم الحكومي والمبادرات الهادفة إلى الحفاظ على التوازن واستمرارية الأنشطة.

وأوضح تقرير حديث لمنصة focus2move المختصة في قياس أداء أسواق السيارات حول العالم، أن تسارع وتيرة المبيعات أسهم بنمو إجمالي سوق السيارات في الإمارات، مع بيع أكثر من 55.5 ألف سيارة في الربع الثاني من العام الجاري، منها نحو 17.8 ألف سيارة في شهر يونيو الماضي بمفرده، لتبلغ إجمالي الوحدات المباعة خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 105138 سيارة.

وأوضح التقرير أن السوق الإماراتي يتصدر الأسواق الدولية من حيث تخطي عوامل الركود، حيث أورد تسلسلاً زمنياً للمبيعات أظهر نمواً ملحوظاً في الفترة 2010-2015، حيث تضاعف حجم مبيعاته من 213 ألف سيارة في عام 2010 إلى 408.1 ألف سيارة في عام 2015، فيما تغلب السوق سريعاً على الأثر المباشر لفرض ضريبة القيمة المضافة، ليحافظ على مستوى سنوي يقدر بنحو 247 سيارة سنوياً بين 2016 و2018 ثم ليحقق نمواً في المبيعات بنحو 6.2% خلال عام 2019 مع نشاط واضح للحركة في بيع السيارات في أسواق المنطقة ولينهي العام بمبيعات تجاوزت 263 ألف سيارة.

فيما تراجع السوق بسبب انتشار جائحة كوفيد-19 بنحو 35% لتبلغ إجمالي المبيعات بنهاية العام الماضي نحو 171.2 ألف سيارة، بينما بدأ العام الجاري بتحقيق إجمالي المبيعات في الربع الأول بلغ 49.6 ألف سيارة، بينما حقق الربع الثاني نمواً قارب الـ12% عن الأشهر الأولى من العام.

من جانبه، أشار المدير العام لفولكس فاغن في أبوظبي، عمار الجهماني، إلى أن السوق الإماراتي سجل تعافياً واضحاً خلال 2021 مقارنة بالعام الماضي، استناداً للكثير من العوامل؛ منها استعادة الوكالات المحلية لأنشطتها التشغيلية وإعادة تشغيل صالات العرض ووحدات البيع بشكل كامل، إلى جانب العروض التنافسية التي أرساها السوق لتحفيز الطلب من جانب العملاء في السوق المحلي، مع وجود ملاءة مالية ورغبة في إعادة الإنفاق على تملك السيارات الجديدة مع انقشاع تداعيات الجائحة، وتخفيف القيود الاحترازية على الحركة والتنقل.

وأضاف أن توفر سيارات الفولكس فاغن بموديلاتها الجديدة والمعدّلة كلياً في السوق المحلي لعام 2021 كان سبباً رئيسياً في الإقبال الكبير وتحقيق مبيعات ملحوظة، لما وفرته هذه الموديلات من عوامل الرفاهية والتصميمات الحديثة التي لبت متطلبات شرائح واسعة من العملاء.

من جهته، تحدث رئيس شركة الماجد للسيارات، الموزع الحصري لشركة «كيا موتورز» في الإمارات، محمد خضر، عن الانتعاش الذي شهده السوق خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث عاود السوق نشاطه الطبيعي بعد تجاوز أزمة كورونا، مع وجود تفاؤل كبير بتحقيق نتائج مميزة خلال النصف الثاني من العام الجاري، استناداً إلى النتائج القوية التي حققها السوق في النصف الأول، والتوقعات بمزيد من الطلب مع انطلاق فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي، مضيفاً أن السوق المحلي بمعزل عن أداء الأسواق في الدول المجاورة، ويعود ذلك بشكل واضح إلى الدعم الحكومي المقدم.

وأشار إلى نجاح الحوافز التي قدمت للعملاء، والتي تركزت في تقديم قيمة مضافة للعميل، مثل التأمين والتسجيل وخدمات الصيانة، والتي ساهمت في تنشيط حركة البيع في الوقت الذي استحوذت فيه بعض الموديلات على النسبة الأكبر من طلب العملاء بمقدمتها موديل سيارة «إس يو في» لا سيما من جانب العائلات، وهذا الطلب يعتمد على المواسم وقد يتغير من وقت إلى آخر، وأكد مكي وجود قفزة نوعية في أداء السوق.

من جهته، أشار المدير التنفيذي للتسويق والمبيعات في شركة «بن حمودة» للسيارات، وكلاء شيفروليه وجي إم سي، إيمن البيجاوي، إلى نفاد مخزون العديد من الطرازات الموجودة نتيجة الطلب غير المتوقع خلال النصف الأول من العام، مشيراً إلى أن الشركة المنتجة بدأت بتكثيف خطط الإنتاج لديها لزيادة عدد الوحدات المنتجة، كي تتمكن من تلبية احتياجات السوق وتغطية معدلات المبيعات المتزايدة، متوقعاً تحقيق معدل نمو قياسي أيضاً بنحو 25% خلال النصف الثاني من 2021.

وأكد البيجاوي وجود الكثير من العوامل المشجعة على تحقيق معدلات نمو إضافية، منها الطلب المتوقع مع عودة المدارس، وحاجة العائلات إلى سيارات ذات مواصفات عائلية توفر عوامل السعة والأمان، وهو ما سعت معه الوكالة لزيادة عروضها الترويجية لتشمل 3 طرازات تتلاءم مع تلك التوجهات، إلى جانب العروض على السيارات الأخرى، والتي تشمل تخفيضات مباشرة وتأميناً وبرامج صيانة مجانية.

من جهته، أكد المدير الإقليمي للتسويق في «أستون مارتن»، رمزي الأتات، تحقيق نمو في المبيعات بنحو 50% على أساس نصف سنوي، كان مدعوماً بوجود طراز جديد أطلقته الشركة هذا العام وهو «دي بي إكس» دفع رباعي، والذي شهد طلباً كبيراً في الإمارات والمنطقة، وتوقع أن تسهم سيارات الدفع الرباعي في تحقيق قفزة نوعية بمبيعات السوق خلال العام 2021، ليصل حجم النمو المتوقع في مبيعات العلامة إلى 70% مع نهاية العام الجاري، مقارنة بمبيعات العام الماضي.