حدد مختصون 13 عاملاً يجب على رواد الأعمال امتلاكها حتى يستطيعوا التوسع والانتقال بأعمالهم من المستوى المحلي إلى المستوى الدولي، ما يعطي منتجاتهم أو خدماتهم قيمة مضافة استثنائية وإمكانية أكبر لتحقيق العوائد وجذب متعاملين محتملين جدد.
وقالت مديرة أكاديمية دبي لريادة الأعمال، الذراع التعليمية لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، ابتهال الناجي، في تصريحات خاصة لـ«الرؤية»، إن هناك عدة صفات ومقومات يجب أن يتحلى بها رائد الأعمال لتنمو وتتوسع شركاته على المستوى الدولي، أولها، «يجب أن يكون لديه شغف في النشاط أو القطاع الذي سيتخصص فيه، وأن يستثمر في شغفه حتى يستطيع أن يستمر في إدارة مشروعه».
وأضافت الناجي أن على رائد الأعمال أن يسعى دائماً لتطوير مهاراته والاطلاع على مستجدات السوق بشكل مستمر من خلال الاستشارات وورش العمل والبرامج التدريبية ليتمكن من إدارة مشروعه بشكل ناجح"، كما يجب عليه الاطلاع على استراتيجيات الدولة لمعرفة السوق والنشاط الذي سيستثمر فيه، كأن يضع الحلول لبعض التحديات التي تواجه قطاع الصحة أو التعليم أو غيرهما.
وذكرت الناجي أن على رائد الأعمال أن يبحث بشكل مستمر عن نقاط القوة التي تميز الخدمة أو المنتج الذي يقدمه، ويسعى إلى تطويرها بشكل مستمر، كما من الأفضل أن يطلع رائد الأعمال على تجارب الآخرين ليس بهدف التقليد، ولكن للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، كما يجب أن يكون صبوراً ولديه الخبرة والأسلوب المناسبان للتعامل مع المتعاملين والمحافظة على رضاهم.
وقالت الناجي إن «أكبر مخاطرة ألا تخاطر» تعلمنا من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ألا نخشى من اتخاذ قرار تأسيس المشروع، وفي حال فشل المشروع سيكون قد أضاف خبرة عملية إلى رصيد معرفته.
من جهته، قال رائد الأعمال والرئيس التنفيذي لشركة «فور إيفر روز لندن والصمادي غروب»، إبراهيم الصمادي، "بالنسبة إلى العديد من أصحاب الأعمال، هناك وقت عندما يبدؤون فيه بالتفكير في توسيع الشركة أو العلامة التجارية على المستوى الدولي، وفي الواقع، أظهرت دراسة أجرتها USForex أن 58% من الشركات الصغيرة لديها زبائن دوليون بالفعل، في حين أن 72% من الشركات لديها خطط للنمو على المستوى الدولي.
وتابع الصمادي "بعد بناء قاعدة متعاملين وطنية مخلصة، قد يكون التوسع الدولي الخطوة التالية للحفاظ على نمو الشركة، وإن التحول إلى شركة عالمية يعد إنجازاً كبيراً، ولكن قبل اتخاذ هذه الخطوة، من المهم أن يكون رائد الأعمال مستعداً للعقبات التي قد يواجهها في طريقه.
وأضاف "يمكن أن يكون الانتقال العالمي مرهقاً ومضطرباً لكل المعنيين، ولكن إذا تم تنفيذه بطريقة استراتيجية، فستكون النتيجة النهائية مجزية للغاية من الناحية المالية والشخصية، ويمكن أن تحقق منافع عظيمة للقيمة الإجمالية وهامش الربح للشركة.
وقال الناجي إن شركته نجحت في إطلاق أكثر من 8 متاجر حول العالم ومقهيين بعد البداية من الإمارات، محدداً 5 نصائح لإنماء الأعمال على المستوى الدولي، وتتمثل النصيحة الأولى، بـ«ابحث عن المستهلك الصحيح» إذ بعد أن أثبت رائد الأعمال وجوده في إحدى الدول، سيعرف من بالضبط الذي يشتري ما يبيعه أو يقدمه، ومع ذلك، قد يجد أن منتجاته أو خدماته أكثر شيوعاً عند نوع آخر من المستهلكين عند الانتقال إلى سوق جديد، لذلك يجب أن يقوم بإجراء أبحاث حول عادات المستهلكين في المنطقة التي ينوي الانتقال إليها قبل إطلاق الشركة، وبهذه الطريقة سيتمكن من وضع خطة لجذب المستهلكين المناسبين بدلاً من محاولة بيعها لجمهور عام.
وتتمثل النصيحة الثانية بحسب الصمادي بـ«تعرف على المنافسة المحلية»، لأن معرفة من هم المنافسون أمر ضروري لأي شركة تنتقل إلى منطقة جديدة، فعليه التعرّف على ماهية العلامات التجارية الأخرى في قطاعه، ويقارن ما إذا كانت المنتجات مشابهة لما تميزت شركته به، وما الذي سيجعل شركته متميزة، وإذا كان لديه الوقت، عليه زيارة متاجرهم أو استخدام خدماتهم من أجل مقارنة العروض، إذ إن توفير خدمة أو منتج مختلف عما هو متاح سيعطي الشركة الأسبقية في المنطقة الجديدة.
وذكر أن النصيحة الثالثة «فهم النظام القانوني» إذ تختلف القواعد والقوانين المتعلقة بالأعمال التجارية في كل بلد، لذلك يجب أن يتأكد من أنه على علم بجميع القوانين المتعلقة بشركته، ويمكن أن تشمل هذه القواعد الضريبية، والقوانين المتعلقة بالواردات والصادرات، وحتى حقوق الموظفين، ومن أجل الابتعاد عن أي مواقف قانونية إشكالية، عليه أن يجلس مع محام متخصص في هذه الشؤون في البلد الذي يرغب بالتوسع إليه.
وقال الصمادي إن النصيحة الرابعة هي «وظف الفريق المناسب» حيث من الضروري إيجاد الأشخاص المناسبين لدعم العلامة التجارية الخاصة برائد الأعمال أثناء مغامرته في سوق جديد، وبصفته رئيساً، يجب أن يكون قادراً على الوثوق بالأشخاص من حوله الذين يعملون بشكل تعاوني من أجل الإطلاق الناجح لشركته.
أما النصيحة الأخيرة فهي «ضع استراتيجية دولية» ويقول الصمادي «على الرغم من أنك قد قمت بالفعل بإنشاء استراتيجية شاملة لعلامتك التجارية، فمن المهم تطوير الاستراتيجية للسوق الجديد، قم بالبحث حول المستهلكين والمنافسين وعوامل أخرى مهمة، مثل مواقع المتاجر المحتملة واستراتيجيتك التسويقية الدولية، ستساعد هذه الوثيقة في تخطيط الخطوة الكبيرة قبل حدوثها، ما يتيح لك الاستعداد لأي موقف قد ينشأ».
إلى ذلك، قال رائد الأعمال مؤسس ومدير شركة سيجنال لأنظمة الصوت، والتي لديها مشاريع في العديد من دول المنطقة والعالم، سعيد راشد السويدي، إن هناك عدة مقومات يجب أن يمتلكها وينفذها رائد الأعمال ليتوسع بأعماله على المستوى الدولي.
وأضاف يجب على رائد الأعمال أن يبني سمعة جيدة في السوق الذي يعمل فيه وذلك من خلال المشاريع وطريقة التنفيذ مع المتعاملين الجدد، كما يجب أن يكون لديه بروفايل أو سيرة ذاتية غنية، تشمل جميع المشاريع التي أشرف على تنفيذها بما يقدم له مصداقية كبيرة أمام المتعاملين الذين سيتعامل معهم في دول أخرى ورغبة في التعاقد معه.
وذكر السويدي أن على رائد الأعمال ألا يهمل أبداً مسألة التسويق لأعماله وشركته على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها، ويعرض دوماً جانباً من إنجازاته ومشاريعه ويحقق مزيداً من الانتشار ويجذب متعاملين محتملين جدداً.
المقومات الـ13 التي يجب أن يتحلى بها رائد الأعمال
يجب أن يكون لديه شغف في النشاط أو القطاع الذي سيتخصص فيه، وأن يستثمر في شغفه حتى يستطيع أن يستمر في إدارة مشروعه
الاطلاع على استراتيجيات الدولة لمعرفة السوق والنشاط الذي سيستثمر فيهعلى رائد الأعمال السعي دائماً لتطوير مهاراته والاطلاع على مستجدات السوق
الاطلاع على تجارب الآخرين ليس بهدف التقليد، ولكن للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم
البحث بشكل مستمر عن نقاط القوة التي تميز الخدمة أو المنتج الذي يقدمه
أكبر مخاطرة ألا تخاطر
ابحث عن المستهلك الصحيح
تعرف على المنافسة المحلية
فهم النظام القانوني للبلد الذي ستتوسع إليه
وظف الفريق المناسب
ضع استراتيجية دولية
على رائد الأعمال أن يبني سمعة جيدة في السوق الذي يعمل فيه
ألا يهمل أبداً مسألة التسويق لأعماله وشركته على وسائل التواصل الاجتماعي