الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الدكتورة ماجدة العزعزي: الصناعة هي مستقبل الخليج

الدكتورة ماجدة العزعزي: الصناعة هي مستقبل الخليج

ماجدة العزعزي

تعشق التحدي.. وتحوله إلى حافز يدفعها للأمام، لتقهر أي عراقيل، تخوض معترك الحياة ونصب عينيها أن تحقق التقدم لرد الجميل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. نجحت في الدراسة وحصلت على الدكتوراه، واخترقت مجال صناعة السيارات، لتكون علامة بارزة في مجال كان حكرا على الرجال، وتصبح أول امرأة عربية تؤسس مصنعا للسيارات. ووقعت مؤخرا اتفاقية شراكة في مصر بين شركتها الخاصة ووزارة الإنتاج الحربي المصرية لتأسيس مصنع لانتاج السيارة (إي إم)، وهي سيارة بيك أب، مستهدفة أسواقا أوسع.. حاورت "الرؤية" الدكتورة ماجدة العزعزي رئيسة مجلس إدارة شركة «إم جلوري» القابضة الإماراتية، عن حصاد 21 سنة من العمل والاجتهاد.

- كيف كانت سنوات الصغر والدراسة؟

أعشق الدراسة، وفي الثانوية العامة كنت قارئة نهمة، أقرأ لكبار الأدباء، والقراءة لها دور كبير في صقل شخصيتي وزيادة معلوماتي وخبراتي، وكان حظي جيدا لأني من عائلة مثقفة.

- من هم المثل والقدوة بالنسبة لك؟

في مقدمتهم شيوخي حفظهم الله، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأفخر بهما.

أما عالميا فقدوتي هو مؤسس شركة علي بابا، رجل الأعمال الصيني جاك ما، فقد بدأ من الصفر وأصبح مليارديرا، وهو شخصية بارزة، وصاحب فكر.

- ما هي أحلامك خلال فترة الدراسة وتصوراتك للعمل؟

كانت بداياتي في العمل من خلال عملي كمدنية في القيادة العامة للقوات المسلحة، مع مدراء أجلاء، وظللت لمدة عامين، وحصلت خلالهما على خبرة كبيرة، ومن عملت معهم من خيرة الناس، ويتمتعون بالكفاءة والذكاء وحسن التأهيل، وكنت حديثة التخرج، وبعدها تنقلت إلى قطاع آخر هو قطاع الصحة، وخلال 3 شهور تم تعييني في إدارة المشتريات والمخازن والعقود الخدمية، وغيرها من المهام، وكان عمري لم يتجاوز 24 عاما، فشعرت بمدى حجم المسؤولية، مما جعلني أشعر بالتحدي بيني وبين نفسي وأجتهد للغاية.

- كيف ترين التحديات؟

أحب التحديات، وهي جزء من شخصيتي، وإذا وجدت أن هناك من يحاول أن يستهزئ بي، فإن ذلك يجعلني أدخل في صراع شديد مع نفسي، وأصر على أن أثبت له العكس، وأحول الطاقات السلبية لا شعوريا إلى حافز لي وطاقة إيجابية تدفعني للأمام.

- ما أبرز العقبات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟

واجهت العديد من المطبات في حياتي، وخسرت وتداينت، وكنت دائما عندما أصل لمنصب كبير، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، أصل إلى القمة في ذلك المنصب وبعدها أتعرض لانكسار، ولو أني ارتحت في مكان ما فلن أفكر في مكان آخر، لأني من مواليد برج الميزان وأحب الاستقرار، وهذا سبب تنقلي بين وظائف مختلفة وعديدة.

- هل لذلك عملت في القطاعين الحكومي والخاص؟

عملي بالقطاع الخاص كان هدفه شيء آخر، فأنا أكن لدولتي، دولة الإمارات العربية المتحدة، الامتنان الكبير، وشيوخ دولتنا حفظهم الله، ما قصروا في أي شيء، ونحن في رفاهية لا توجد في بلدان كثيرة أخرى، ولذلك فدائما في ذهني أنه يجب على أن أرد الجميل لدولتي، ويجب أن أساعد في تقدم دولتي ورفعتها.

- لماذا اخترت التخصص في هندسة وصناعة السيارات؟

في دراستي بالخارج للصناعات، كانت فكرة بحثي عن الصناعة وذلك عام 2013- 2014، في استشراف للمستقبل، فالصناعة أمر ضروري لدولتي، وأريد أن أكون صاحبة المبادرة بدخول مجال الصناعة. تخصصي كان في هندسة الصناعات، لكن آنذاك لم تكن هناك إلا صناعات بسيطة، ولا أنسى أنه عند عملي في إدارة المشتريات والعقود، درست لمدة 6 شهور في العقود وحصلت على رخصة عالمية. إذا كنت ستعمل في مجال ما، فعليك أولا أن تمتلك العلم، والفترة التي عملت بها في شركات خاصة، وهي حوالي 4- 5 سنوات، توازي 20 عاما، لأني كنت أعمل ليل نهار.

- كيف ترين مستقبل صناعة السيارات بالإمارات؟

أعتبر أننا بصدد فرصة، كبيرة والسوق مفتوح، واليوم نحقق الكثير بتوطين قطاع السيارات، وحلمي أنه نحن في دولة الإمارات نمتلك التكنولوجيا والعلم، ومصر لديها القاعدة الصناعية الثقيلة والجاهزة، ولذا لو اجتمعت القوتان سنكون قوة ضاربة، ومن هنا تأتي أهمية مصنع (إي إم)، القائم بشراكة خاصة بين شركتنا إم جلوري القابضة، وبين وزارة الإنتاج الحربي في مصر، ونعتبر أن المصنع الجديد هو البذرة الأساسية في إنشاء قطاع صناعي مستقل، ونحن قادرون على تصنيع السيارات وتصديرها عالميا.

- متى يبدأ إنتاج المصنع الجديد في مصر؟ وما حجم الإنتاج المستهدف؟

من المخطط أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لشركة «إي إم» الجديدة 12 ألف سيارة سنوياً، لتلبية احتياجات السوق المحلي المصري وأيضاً الأفريقي، على أن يبدأ الإنتاج في النصف الأول من 2022.

- ما أبرز المشكلات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟

واجهت العديد من العقبات، لكني أحولها إلى محفز وطاقة إيجابية تدفعني للأمام، وهذه هي شخصيتي، ومن ناحية أخرى، ولكوني إمرأة فهناك الكثيرون لا يتقبلون وجودي في هذا القطاع، وتعرضت لمشاكل كثيرة وتعبت كثيرا، وما وصلت له اليوم هو حصاد 21 سنة من العمل والاجتهاد.

- وماذا تقولين للشباب في الإمارات؟

أقول دائما للشباب، أن أمامكم فرصا كبيرة، ونحن في دولة الإمارات لدينا سمعة طيبة، وقادة ملهمين، وقوانين سهلة، وموقع رائع، بخلاف البنية التحتية، وكذلك الدعم اللوجستي، كل هذه الأمور متوفرة لدينا في الإمارات، ولذا فإن الشباب أمامه فرصة كبيرة، وأقول للشباب لا تجعلوا أي شيء يحبطكم.

- وما أحلامك للمستقبل؟

بإذن الله تكون الخطوة المقبلة هي الوصول إلى العالمية، وتصنيع السيارات الكهربائية، وبعدها سأدخل إلى تصنيع السيارات الهيدروجينية، وهذا بالطبع يحتاج منا إلى جهد كبير، وكان تفكيري بعد دولة الإمارات، في أن تنشئ شركتي مصنعا للسيارات في مصر، بلدي الثاني التي أحبها كثيرا، وبإذن الله ستكون هناك إنجازات في المستقبل بتصديرها إلى القارة السمراء التي تعد مستقبل العالم.

- ما الخلاصة التي تودين التأكيد عليها؟

أقول أن الدنيا فرص، ويجب أن يكون الإنسان مبادرا وقائدا، وحاولوا أن تردوا الجميل ولو بشيء بسيط لبلادكم ولأهلكم، وغدا لن يكون لدينا بترول، سيكون لدينا فقط الاقتصاد القائم على الصناعة، وأقول أن مستقبل دولة الإمارات، ودول الخليج ككل، والدول العربية في بناء قطاع الصناعة.