السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الذكاء الاصطناعي يضيف 668.5 مليار درهم إلى اقتصاد الإمارات 2035

الذكاء الاصطناعي يضيف 668.5 مليار درهم إلى اقتصاد الإمارات 2035

أرشيفية

تشير التوقعات إلى أن التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، من شأنها أن تسهم في الناتج المحلي الإجمالي للشرق الأوسط بما يربو على 300 مليار دولار بحلول عام 2031، إذ وفقَ تكهّنات الإمارات العربية المتحدة فإن الذكاء الاصطناعي سيضيف 182 مليار دولار (668.5 مليار درهم) إلى اقتصادها بحلول عام 2035.

يتّسم عصرنا الذي نعيش فيه بالسرعة المذهلة التي تنتقل فيه المعلومات بطريقة تفوق حساباتنا الزمنية والمكانية. فالمعلومات على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأدوات الذكية تتوفر بطرفة عين، وذلك بفضل التطور المطَّرد لأدوات الاتصال الجماهيري والابتكارات التكنولوجية. وقد أحدث الإعلام الجديد نقلة نوعية في صناعة العلاقات العامة. والمقصود هنا بالإعلام الجديد؛ أي: المنصات الرقمية؛ كمواقع شبكات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، والمدوّنات، والبريد الإلكتروني، والتطبيقات المتنوّعة.

الرقمنة شريان الصناعات

تشير التوقعات إلى أن التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، من شأنها أن تسهم في الناتج المحلي الإجمالي للشرق الأوسط بما يربو على 300 مليار دولار بحلول عام 2031، إذ وفقَ تكهّنات الإمارات العربية المتحدة فإن الذكاء الاصطناعي سيضيف 182 مليار دولار إلى اقتصادها بحلول عام 2035. وتعكس هذه الأرقام مدى الاعتماد على رقمنة العمل بصفتها الشريان الحيويّ لجميع الصناعات، والعلاقات العامة ليست استثناء.

يستوجب التطور الرقمي اعتماد نهج متكامل فيما يتعلق بالاتصال والعلامات التجارية والتسويق للخدمات التي تقدَّم حسب احتياجات العملاء. قبل عقد من الزمن، لم يكن أحد ليتخيّل أن منصّات التواصل الاجتماعية والمهنية؛ مثل: «فيسبوك» و«تويتر» و«لنكد إن»، ستحظى يوماً من الأيام بمثل هذا الانتشار واسع النطاق بين أعداد غفيرة من الجمهور. وكذلك لم يكن من المتصوَّر أن ينال العمل الافتراضي (عن بُعد) الأهمية نفسها التي تحتلها الطرق التقليدية. في عالم اليوم الذي يتّصف بالترابط عبر الفضاء الرقمي، لم يعد هناك معنىً للجغرافيا بمفهومها التقليدي، إذ تلاشت الحدود أمام التدفّق الهائل للمعلومات! في ظل هذا الإيقاع المتسارع والمركّب الذي يطبع حياتنا اليومية، يُنتظر من وكالات العلاقات العامة خدمة العملاء في تخصّصات وأسواق متعددة في آنِ معاً، وقد تكون هذه التخصصات أحياناً شديدة الترابط أيضاً، ما يجعل العملية أكثر تعقيداً.

وقالت ريم مسودة مديرة قطاع الاتصال والعلاقات العامة في أكاديمية العلاقات العامة- الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «يوماً بعد يوم، يزداد تركيز شركات العلاقات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على طيف متنوع من الأدوات التواصلية كالتسويق الاجتماعي والرقمي والإعلان والخدمات الاستراتيجية. وفي الوقت نفسه، لا تزال هذه الشركات في وضع جيد من حيث المهارات الأساسية المتعلقة بالعلاقات الإعلامية وبناء السمعة وإدارة الأزمات والتدريب الإعلامي والتدريب الإداري/ التنفيذي والتأثير وتسويق الأداء وإنشاء المحتوى والإنتاج، وستحافظ على وضعها في المدى المنظور. ومع ذلك، فإن شركات العلاقات العامة التي ستتخذ خطوات نحو المستقبل من خلال تخصّصها في استخدام القنوات الإعلامية الإلكترونية لمساعدة الشركات، ليس على إبراز علاماتها التجارية بفعالية وحسب، بل لتسويق منتجاتها وخدماتها بنجاح أيضاً، ستتفوق على نظيراتها التي تستخدم الوسائل التقليدية».

تولي الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أهمية كبرى للشمول الرقمي؛ حيث تفيد التقارير بأن المملكة العربية السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي، أنفقت ما لا يقل عن 37 مليار دولار على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العام المنصرم وحده، بينما تسعى الإمارات العربية المتحدة إلى استثمار 23 مليار دولار بحلول عام 2024. كما تتميز الإمارات بأعلى معدل لانتشار للهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ حلّقت حصة التجارة عبر الهاتف المحمول إلى 42% عام 2020.

وباتباع هذا النهج، تأخذ الشركات العاملة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضاً زمام المبادرة، مكثفةً استثماراتها في الخدمات الرقمية.

تسويق رقمي متكامل

في ظل ما تشهده صناعة الاتصال من تغيّر متسارع، تتبنّى شركات العلاقات العامة في الشرق الأوسط التحوّل الرقمي، متجاوزةً أنشطة العلاقات العامة التقليدية والمؤتمرات والمعارض والبيانات الصحفية.

وعبر ركوبها موجة التكنولوجيا، تعمل هذه الشركات على تطوير حملات تسويق رقمية متكاملة؛ لتحقيق أقصى زيادة ممكنة في حركة المرور إلى مواقع الويب وتسهيل الوصول إليها، ما يعني التركيز على تحسين تفاعل المستهلك المستهدَف، والارتقاء بالمشهد العام للحملات التسويقية.

وتكتسب المواهب المتنامية في صناعة العلاقات العامة خبرات متعددة في الهاتف المحمول والإعلان عبر الإنترنت، والتسويق عبر محركات البحث وتحسينها، واستراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي، والتحليلات، وتطوير مواقع الويب. وقد أصبح التحوّل الرقمي، اليوم، ضرورة اقتصادية أكثر من كونه فقط خياراً لشركات العلاقات العامة في الشرق الأوسط، خاصة وأن عملاء هذه الشركات ينتظرون منها إطلاق حملاتهم الترويجية، ومحتوياتهم التسويقية، وإعادة رسم صور علاماتهم التجارية بشكل متزامن عبر قنوات اتصال متعددة.