يستند نجاح تأسيس الأعمال الجديدة في الإمارات، على 7 مقومات أساسية تضمن نموها واستمرار نشاطها التجاري ومواكبة التطورات التي تشهدها القطاعات الاستراتيجية.
وقال مسؤولون ورواد أعمال إن توفر أنظمة اقتصادية واستثمارية ومالية مشجعة ومرنة يساعد الشركات منذ البدايات الأولى، إضافة إلى توافر شراكات مع البنوك والقطاعين الخاص والحكومي لتعزيز مشتريات رواد الأعمال.
وتشمل قائمة العوامل أيضاً طرح مبادرات للتحول الرقمي، وبرامج تعزيز مهارات حل المشكلات ومواجهة التحديات، وتبنّي أصحاب الأفكار والمواهب المبتكرة، والمناخ الاقتصادي والاستثماري المتطور، والقوة الشرائية المتنامية، تسهم في نجاح تأسيس الأعمال.
جاء ذلك خلال مهرجان الشارقة لريادة الأعمال الذي انطلقت أعماله أمس، تحت شعار «ملتقى النجوم» بمشاركة 55 متحدثاً من رواد الأعمال، والشخصيات الثقافية والرياضية والاجتماعية الشابة، والخبراء المحليين والدوليين، للبحث في سبل إحداث التأثير الهادف، وتعزيز التغيير الإيجابي في قطاع ريادة الأعمال في الدولة والمنطقة.
ويتضمن الحدث الذي سيشارك فيه نحو 4000 رائد أعمال ومؤسس شركة ناشئة في مختلف القطاعات أكثر من 27 فعالية.
حاضنة دعم
وقال وزير الدولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، إن دولة الإمارات تشكل حاضنة لدعم أصحاب المواهب والمهارات والأفكار المبتكرة من رواد الأعمال، عبر توفير أنظمة اقتصادية واستثمارية ومالية مشجعة ومرنة، تساعد الشركات منذ البدايات الأولى على تأسيس الانطلاق نحو النجاح وفق قاعدة صلبة.
وأشار إلى أن الوزارة من خلال فريق دعم وتشجيع ريادة الأعمال، تقدم الكثير من الحلول والشراكات مع البنوك لمساعدة الشركات الناشئة في التمويل وفتح الحسابات إلى جانب توفير حلول التحول الرقمي، إذ أدت السياسات الحكومية التحفيزية إلى مضاعفة التمويل المقدم للشركات الناشئة عدة مرات.
القوة الشرائية
وقالت رائدة الأعمال الإماراتية سارة العطار مؤسسة يور كونسبت ستور، لصناعة الإكسسوارات والتحف المنزلية، إن المحفزات التجارية في الدولة، منحتها إمكانية التفكير في تأسيس مشروعها الخاص، إذ إن القوة الشرائية المتنامية، ومواكبة الأسواق للمتغيرات الدولية، فضلا عن تبني الجهات الحكومية الداعمة لرواد الأعمال، سهل لها تجاوز كافة التحديات.
وأشارت إلى أنها أسست مشروعها قبل 7 أشهر فقط، لتحقق نمواً في مبيعاتها بنسبة تتجاوز 200% شهرياً، حتى وصلت إلى 6 آلاف درهم في الشهر الواحد، إذ إن حجم الطلب في تزايد تدريجي في ظل التسويق الإلكتروني الذي يعتبر عصب التجارة المحلية.
وأوضحت أن صناعتها لهذه التحف المنزلية، جاء بطريقة مختلفة من خلال استخدام مادة الجزمونايت الصديقة للبيئة، وهذا ما منحها خاصية مختلفة عن منافسيها في السوق، مضيفة أن الإصرار والإرادة قاداها للنجاح.
واعتبرت أن توافر المواد الأولية المناسبة لنوع الصناعة، والتسويق للمنتجات، من أبرز التحديات التي واجهتها في بداية المشروع.
تنوع المتعاملين
من جهتها، قالت رائدة الأعمال أروى الشامسي مؤسسة شركة فضاء أروى المتخصص في فن الكولاج (فن تركيب الصور)، إن القوة الشرائية في السوق الإماراتي، وتنوع المتعاملين من حيث تعدد احتياجاتهم، أدخلها سوق التجارة صدفة، بعد أن طلب منها أحد المتابعين لحسابها الشخصي شراء صورة كانت قد عملت على تركيبها.
وأضافت أن هذه الخطوة عززت لديها التفكير في تعزيز مهاراتها في هذا الفن، والاستفادة منه في صناعة لوحات فنية تناسب أذواق معظم الناس، ليتطور معها الأمر إلى أن أصبحت تتعاقد من شركات متخصصة في تجارة المستلزمات المنزلية، وفنادق، فضلاً عن تلبية طلب المتعاملين في تركيب صور خاصة تناسب اختيارهم.
وقالت إلى إن الطلب على أعمالها بدأ من لوحة واحدة صدفة، حتى وصل إلى تلبية 25 طلبية في شهر واحد، لترتفع المبيعات بشكل كبير جداً لم تكن تتوقعه.
تبني الأفكار الإبداعية
قال مؤسس شركة «قافية» للتصميم رائد الأعمال محمد التميمي، إنه شغل موهبته في تصميم الرسومات بتأسيس شركته الخاصة، معتبراً أن المقومات التي تتوفر في دولة الامارات، ستساعده على تخطي البدايات نحو نمو أعماله واستدامتها، ومنها تبني الأفكار الإبداعية، والقوة الشرائية، ودعم المشتريات الحكومية للمبيعات، والحوافز والتسهيلات الحكومية، وغيرها من برامج التأهيل في التصنيع والتسويق وإدارة الشركات.
وأكد أن التحديات مهمة جداً وأساسية في بداية كل مشروع تجاري حديث، إذ منها تبرز متطلبات النمو مستقبلاً، وأهم المعطيات لتطوير الأعمال بالشكل الذي يتناسب مع احتياجات السوق.
أرض صلبة
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «ومضة كابيتال» فادي غندور، إن البيئة الاقتصادية تطورت بشكل كبير، وأصبحت صناعة الأعمال في الدولة ملهمة للكثير من أصحاب المشاريع الناشئة حول العالم.