الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الأرباح اليومية لتعدين عملة «هيليوم» في الإمارات تصل لـ99 درهماً

بلغ عدد نقاط أجهزة تعدين (Hotspots) عملة هيليوم الرقمية (HNT) في الإمارات 1238 جهازاً، متوزعة على مختلف إمارات الدولة، فيما حلت إمارة دبي في الصدارة بعدد نقاط أجهزة التعدين بواقع 801 نقطة، تلتها أبوظبي بـ264 نقطة (منها 66 نقطة في مدينة العين)، ثم الشارقة بـ92 نقطة، وعجمان بـ61 نقطة، وأم القيوين بـ8 نقاط، والفجيرة بـ7 نقاط، ورأس الخيمة بـ5 نقاط، بحسب بيانات التوزيع الجغرافي التي يعرضها موقع شركة هيليوم Helium.com.

وتظهر البيانات أن العوائد اليومية للأفراد الذين يجرون عمليات تعدين «هيليوم» في الإمارات تراوح بين 3 و27 دولاراً (11 و99 درهماً) يومياً حداً أقصى، فيما يستطيع الأشخاص في دول أخرى في أوروبا وأمريكا تحقيق عوائد تتجاوز 100 دولار يومياً نتيجة الانتشار الأوسع للشبكة، فيما بلغ سعر عملة الهيليوم أمس، 23.51 دولار (85 درهماً تقريباً)، منخفضة عن أعلى قيمة لها 50 دولاراً (184 درهماً) في أكتوبر الماضي.

ما هو تعدين هيليوم؟

بدأت ظاهرة تعدين العملات على مستوى الأفراد تأخذ زخماً أكبر خلال السنتين الماضيتين، مع بداية جائحة كورونا، وكانت البداية مع التعدين المنزلي باستخدام «كروت الشاشة» عالية الأداء، التي تستهلك كمية عالية من الكهرباء وتحتاج إلى استثمار كبير، لكن خلال عام 2021 بدأت شبكة هيليوم تنتشر في عدد من الدول العربية مثل لبنان والإمارات والكويت، حيث يجني الكثيرون الأموال منها يومياً.

وتأسست شركة هيليوم في 2019 من قبل رائدي الأعمال أمير حليم وشون فاننغ، مؤسس موقع نابستر الشهير الخاص بالموسيقى، ويراد من هذه الشبكة على المدى البعيد تأمين تغطية إنترنت في كل مكان لتزويد ما يسمى بأجهزة إنترنت الأشياء باتصال لاسلكي بالإنترنت، وتعتبر شبكة هيليوم شبكة لاسلكية لامركزية مفتوحة المصدر تعمل بتقنية «بلوك تشين» لأجهزة إنترنت الأشياء (IoT) منخفضة الطاقة.

«لونغ فاي» و«واي فاي»

ويتطلب تشغيل شبكة الهيليوم في أي منطقة جغرافية حول العالم، وضع جهاز بثّ يشبه (راوتر واي فاي أو راديو) من صنع الشركة أو من صنع شركات أخرى أشهرها جهاز «Bobcat Miner 300» وبسعر 430 دولاراً، ويصل إلى 600 دولار لبعض الأجهزة الأخرى، ويوصل المستخدم الجهاز بالكهرباء وبالإنترنت، وبدوره يبثّ الجهاز موجة راديو تسمى «LongFi» وهي مختلفة عن موجة بث جهاز راوتر «واي فاي» التي تكون (مايكرو وايف).


وتختلف موجة «LongFi» عن «واي فاي» بأنها لا تستطيع نقل سوى ما بين 5 إلى 20 كيلوبت في الثانية، في حين أن أحدث أجهزة تقنية واي فاي، وتسمى (واي فاي 6) تستطيع نقل 9.6 غيغابت في الثانية، لكن ما يميز موجة «LongFi» أنها تستطيع تغطية عشرات الكيلومترات بعكس «واي فاي» التي حدودها بضع عشرات الأمتار.


ولأن شبكة الهيليوم مخصّصة لأجهزة إنترنت الأشياء منخفضة الطاقة، فهي ليست بحاجة إلى سرعة نقل بيانات أكثر من تلك، ولأن الناس هم من سيقومون بهذا الأمر، فهي شبكة لامركزية وغير محتكرة من شركة عملاقة.

طريقة الكسب

الذي سيدفع الأفراد لتنصيب أجهزة الراديو هو أنها تدرّ عملات رقمية تسمى هيليوم «HNT»، ورغم عدم وجود آلية دقيقة لحساب مقدار عملات «HNT» الذي سيكسبه المُعدّن خلال فترة معينة، إلا أن هناك بعض المفاهيم التي يمكن وضعها في الاعتبار، والتي ستساعد في شرح ما قد يكسبه المستخدم، إذ يتم تعدين «HNT» من خلال توسيع التغطية لبث شبكة «الهيليوم» حول العالم، وعملياً كل ما على المستخدم فعله هو شراء الجهاز وتنصيبه، ويطلق عليه اسم (HotSpot) ولأنه بهذا الفعل يسهم بتوسيع نطاق تغطية الشبكة ويسمح لها بنقل بيانات إنترنت الأشياء، فيما تقدم له الشبكة عملة «HNT» لقاء عمله، كما أن عدد عملات «HNT» الموزّعة على الـ«Hotspots» تعتمد على نوع المهمة الذي يؤديه كل جهاز في أي لحظة مثل تحديات الإرسال والشهادة (Witnesses) على عمل الأجهزة القريبة وإثبات التغطية ومشاركة بيانات الإنترنت.

وعدد العملات التي يجنيها كل جهاز (يمكن للمستخدم أن يضع عدة أجهزة موزّعة في منطقة جغرافية كبيرة) تتعلق بعدد المهمات التي تقوم بها، ويمكن أن يجني المعدّن عبر كل جهاز، في اليوم الواحد، بين أقل من عملة «هيليوم» واحدة، وصولاً إلى 2 (أي نحو 60 دولاراً) أو أكثر أحياناً.

أجهزة معتمدة

ويستطيع أي شخص اليوم يرغب في الاستثمار بهذه التقنية طلب أحد الأجهزة المعتمدة من قبل الشركة، التي يصل عددها إلى 19 جهازاً، حصراً عبر موقع الشركة أو مواقع الشركات المعتمدة، وبسبب الطلب الهائل على الأجهزة فقد يحتاج الشخص للانتظار أكثر من 3 أشهر ليتم شحن الجهاز إليه هنا في الإمارات.

ومن أبرز الأجهزة المعتمدة من قبل الشركة جهاز BOBCAT، وcal-chip، وclodpi، وfinestra، وfreedofi، وheltec، وkerlink.

وأجهزة شبكة «هيليوم» غير باهظة، كما أنها لا تتطلب استهلاكاً كبيراً للكهرباء (5 واط فقط) بعكس البيتكوين أو الإيثيريوم، كما أنها لا تتطلب خط إنترنت سريع، والعدد النهائي والكلي لعملة «HNT» هو 230 مليوناً، فيما تم تعدين أكثر من 111 مليون وحدة حتى اليوم، وسعر العملة الواحدة منها حتى اللحظة 27.34 دولار، وكما كل العملات الرقمية الأخرى، يمكن تحويل عملات «هيليوم» التي تم تعدينها إلى عملات مستقرّة مثل «USDT» ثم تسييلها إلى دولارات نقداً عبر أحد تطبيقات تداول العملات المشفرة مثل بايننس.

نصف مليون نقطة

وبحسب موقع «هيليوم» الإلكتروني هناك نحو 504 آلاف جهاز «Hotspot» يعمل حول العالم حتى اليوم، ومنتشرة في 161 دولة حول العالم، بواقع 38 ألفاً و765 مدينة، وتأتي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية في الصدارة بعدد 6217 جهاز تعدين، تليها، لندن بـ4300 جهاز، ثم تورينتو بكندا 3362 جهازاً، وبرلين خامساً 2834 جهازاً، وهيوستن في أمريكا 2630 جهازاً، وشيكاغو بالمرتبة السادسة 2578 جهازاً، ودبي في المرتبة 48 عالمياً بـ801 جهاز.

التحري قبل الاستثمار

وقال المتخصص في الشؤون التقنية وأمن المعلومات، عاصم جلال: «المطلوب اليوم من الأشخاص الذين يستثمرون في هذه المجالات الجديدة المتعلقة بالعملات الرقمية، هو المزيد والمزيد من التحري عن الأمر، سواء عبر شركات أخرى مضطلعة بهذه الأمور أو تستطيع أن تقدم رأياً محايداً أو حتى تعليقات الخبراء على هذا المجال، فضلاً عن التأكد من أمن المعلومات والبيانات للأجهزة التي يتم تنصيبها بالمنازل، والتأكد من حقيقة المهام التي تقوم بها الأجهزة أيضاً ليستطيع الشخص أن يبرئ نفسه من المسؤولية في النهاية».

استثمار الفرص

وأضاف جلال: «منذ الثمانينات بدأت تظهر أشكال جديدة من الاستثمار ذات الربح السريع، أو ما يسمى استثمار الفرص، التي غالباً ما يقوم بها أفراد وليس شركات، وغالباً ما يعتمد هذا النوع من الاستثمار على الحدس والإحساس أو اتباع القطيع، مثل الفوركس والتسويق الهرمي سابقاً، واليوم التعدين بأشكاله المختلفة».

وتابع: «عندما تكون هذه الاستثمارات آمنة وتحقق دخلاً سريعاً ومجزياً أو مرضياً للشخص، فما المانع من الدخول فيها واغتنامها؟ ونحن هنا في الإمارات نسبة الشباب لدينا ضمن الأعلى، والجميع يبحث عن أي طريق لتحقيق الثروة السريعة بدون بذل جهد كبير إلى جانب عمله الأساسي، وأعتقد أن مجال العملات الرقمية بشكل عام هو أمر مستجد منذ أزمة كورونا، والجميع يبحث عن أي خبر يتعلق بالموضوع، ولربما يسبق الآخرين ويستثمر ويحقق أي ربح مضمون».

الدولة سباقة

وذكر جلال أن الإمارات عامة ودبي خاصة تعتبر مدينة المال والأعمال والتكنولوجيا والابتكار في الشرق الأوسط، ومن الطبيعي عندما ينشأ نوع جديد من الاستثمارات ستكون الدولة سباقة بهذا الأمر بلا شك، ولا سيما أن البنية التحتية الرقمية في الدولة عالية جداً كما أنها تعتبر سوقاً هائلة لأي معدات تقنية يحتاجها الشخص، فضلاً عن القوانين والتشريعات التي تدعم الاستثمار وتأسيس الشركات أو حتى تحقيق دخل أعلى».

مواقع التواصل

وأظهر رصد لـ«الرؤية» لعدد من مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً موقع reddit، مئات التعليقات والنقاشات والنصائح لأفراد من مختلف إمارات الدولة، حول جدوى الاستثمار بهذه التقنية والعوائد المتوقعة وأفضل أنواع الأجهزة والخطط لربط هذه الأجهزة مع بعضها في المنطقة السكنية الواحدة.

ويقول صاحب حساب «بيريونغ»: «مرحباً، أنا من أبوظبي وأريد أن أبدأ نقطة اتصال هيليوم هنا، ولدي أصدقاء بالقرب من مكاني مهتمون أيضاً، فقط أتساءل عن العلامة التجارية/الشركة التي يجب أن نشتريها، وما النموذج المطبق في الإمارات، ويبدو أن وقت تسليم الجهاز هو مصدر قلق بسبب التأخير».

ويقول صاحب حساب «زيليوس ديل»: «مرحباً يا رفاق، اشتريت جهازي تعدين من نوع bobcat، وأتطلع إلى بدء شبكة هيليوم، في أي منطقة تعيشون؟ ربما يمكننا جميعاً أن نكون عوناً لبعضنا وننمي الشبكة».

من جهته، قال «ديجينت تاب»: «اكتشفت هذا الأمر منذ أسبوع واحد، وبحثت في شبكة دبي ووجدت 10 أشخاص لديهم أجهزة في منطقة الصفا والجميرا، سأحاول الانضمام إليهم، وآمل أن نصبح جميعاً شركاء على الشبكة».

إلى ذلك، قال «إمارتس سنيكرز»: «أنشأنا مجتمعاً جيداً للهيليوم، وهذا هو التوسع الرئيسي لمجموعة واتساب (هيليوم الإمارات)، دعونا نستمر في تنمية المجموعة».

تجربة ونصائح

وقال الخبير التقني والمستثمر في مجال العملات الرقمية هذال الدوسري، إنه بدأ قبل أشهر في الاستثمار بتعدين هيليوم، ولديه اليوم نحو 5 أجهزة موزعة في مناطق جغرافية عدة، كما ساعد العديد من الأشخاص بدبي في عملية تركيب الأجهزة وشرح آلية عمل التقنية.

وأكد الدوسري أن الأمر غير مكلف، فالاستثمار لا يتجاوز الـ650 دولاراً (2390 درهماً)، وهو يذهب كاملاً لشراء جهاز يشبه الراوتر يبث إشارات الراديو لعشرات الكيلومترات، ويجب الحرص على تركيبه في مناطق مفتوحة في المنزل مثل السطح أو الشرفات، ولا سيما أن أغلب الجدران في الدولة هي عازلة وقد يتسبب تنصيب الجهاز داخل الغرفة إلى تقليل مسافة البث.

وتابع الدوسري، أن اللافت في هذا الاستثمار أن الشخص لا يستهلك الكثير من الكهرباء شهرياً بواقع 4 إلى 5 دراهم في الأكثر، كما لا يحتاج إلى إنترنت ذي سرعة عالية، كما أن الشخص لا يحتاج إلى متابعة مستمرة للموضوع، إذ سيحمل تطبيقاً خاصاً بالشركة موصولاً على الجهاز، وسيقدم له التطبيق كل المعلومات المتعلقة بأماكن انتشار الأجهزة من حوله، وحجم التعدين اليومي والعوائد بالدولار، وبسهولة يمكن تسييل هذه العملة عبر العديد من منصات التداول مثل «بايننس».

وأكد الدوسري أن تعدين الهيليوم أصبح شائعاً بشكل كبير اليوم في المنطقة، ولا سيما الإمارات، وهو يختلف عن التعدين المنزلي بكروت الشاشة التي تحتاج إلى استثمار كبير واستهلاك عال للكهرباء، كما أن الاستثمار بالهيليوم آمن جداً من حيث أمن المعلومات أو البيانات الشخصية، وبإمكان الشخص تحقيق عوائد مجزية نوعاً ما قد تصل إلى 35 دولاراً (129 درهماً) يومياً، وفقاً للمنطقة الجغرافية ونطاق الشبكة.