تشهد التجارة الإلكترونية ازدهاراً كبيراً في قطاع الأغذية والمشروبات، حيث تشير توقعات وردت في دراسة أجريت أخيراً إلى بلوغ قيمة هذه التجارة 71.62 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 17.8%. ويعود هذا المسار التصاعدي القوي إلى عدة عوامل رئيسية، تتضمن تحول أعداد كبيرة من المستهلكين نحو التسوق عبر الإنترنت لشراء منتجات البقالة، والاعتماد على خدمات إيصال الوجبات الجاهزة، والتركيز على المنتجات الصحية.
وأبرزت هذه التوجهات الجديدة حاجة القطاع الملحة إلى تحسين عروض التجارة الإلكترونية للارتقاء بمستوى القطاع والإنتاج. وعلى الرغم من الفرص الكبيرة والإمكانات الهائلة التي يقدمها هذا المجال، فإن نموه يحمل سلبيات حتمية، ويتطلب مزيداً من الجهود لضمان نجاح سلسلة التوريد الرقمية السريعة بجميع مراحلها، إذ لا يقتصر الأمر على التعامل مع المنصات الإلكترونية أو إطلاق خدمة توصيل خاصة عبر الإنترنت.
ويسلط معرض جلفود 2022، بصفته أكبر منصة عالمية في توريد الأغذية والمشروبات، الضوء على التوجهات والتجارب والحلول المطروحة للاستفادة من الإمكانيات الكبيرة للتجارة الإلكترونية في القطاع، في إطار فعاليات دورته السابعة والعشرين، التي تنطلق بين 13 و17 فبراير في مركز دبي التجاري العالمي.
وقالت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الفعاليات لدى مركز دبي التجاري العالمي: «تسجل التجارة الإلكترونية نمواً كبيراً في قطاع الأغذية والمشروبات بفضل العديد من العوامل الرئيسية، التي تتمثل، في هذه المنطقة بالتحديد، في قدرتها الكبيرة على تحقيق دخل مرتفع، والانتشار الواسع للإنترنت، إلى جانب شبكة الخدمات اللوجستية المتطورة، وأنظمة الدفع الرقمية الحديثة.
إضافة إلى تنامي شريحة الشباب الخبير بالتكنولوجيا، والدعم القوي الذي تقدمه الحكومات. ويساعد معرض جلفود، باعتباره أهم الفعاليات التي تسهم بإحداث تحولات نوعية في قطاع الأغذية والمشروبات، على رسم مستقبل السوق الرقمي في القطاع، بالاستفادة من النصائح والتحليلات المهمة التي تقدمها المنصات وشركات الإنتاج».
توجه جديد لشركات التوزيع
يتمتع المستهلكون اليوم بمجموعة واسعة من الخيارات على الإنترنت، حيث يجدون كل ما يبحثون عنه متوفراً في مختلف المواقع وبأسعار منافسة، فضلاً عن سهولة وصول طلباتهم إلى عتبات منازلهم. وهذا ما يجعل من منصات التسوق الإلكترونية وجهة سريعة وملائمة وغير محدودة، تسهم في إحداث تغيير كبير في عادات التسوق عند المستهلكين على المدى المنظور.
وتتميز هذه المنصات بسرعتها الكبيرة التي اضطرت شركات التوزيع إلى التكيف معها والعمل على مواكبتها ومجاراتها للحفاظ على قدرتها على المنافسة في القطاع.
ومن جانبه، قال بوشانت غاندي، رئيس قسم السلع الاستهلاكية سريعة التداول لدى شركة تروبيل: «انطلقت مسيرة تروبيل في عالم التجارة الإلكترونية عام 2017، وعملنا بسرعة على تطوير ملامح هذه التجربة ووضعنا أساساتها الراسخة في عام 2019.
كما أسهمت جائحة «كوفيد-19» في تسريع تنفيذ جميع مخططات أعمالنا، حيث يتطلب العمل في مجال التجارة الإلكترونية منهجية مختلفة وأسلوب عمل جديداً بالمقارنة بقطاعي الخدمات الغذائية والتجزئة التقليديين. ونعتقد أننا تمكنا من التكيف بسرعة مع هذه المتطلبات بالاعتماد على طاقم متخصص لإدارة عملنا في هذا المجال».
وقال يسو يارلاجادا، نائب الرئيس لقسم منتجات البقالة لمتجر نون الإلكتروني: «تختص منصة نون للبقالة في مساعدة العلامات التجارية وشركات التجزئة المحلية على تطوير أعمالها بالاستفادة من أدواتنا المميزة، حيث نستفيد من قاعدة عملائنا الواسعة، لتعزيز حضورها في الفضاء الرقمي وتزويدها بخدمات شحن وتوصيل سريعة إلى مختلف أنحاء الإمارات وفي المدن الكبرى في كلّ من المملكة العربية السعودية ومصر».
وبدوره، قال راجيف وارير، الرئيس التنفيذي لشركة شويترامس في دول الخليج: «يواصل تجار التجزئة عبر الإنترنت توسيع حصتهم من السوق على مدى السنوات المقبلة، حيث يتمتعون بموقع يتيح لهم تزويد المستهلكين بحلول عبر مختلف القنوات بشكل يتكيف مع احتياجاتهم بالشكل الأمثل. ويمثل جلفود فرصة مثالية للتواصل بين شركات التوريد والتصنيع والتجزئة، وإيجاد فرص جديدة للتوزيع والبيع بالتجزئة من جهة، وطرح تقنيات متطورة وفئات ومنتجات جديدة في السوق الإماراتية من جهة أخرى».