الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«السعودي والصيني والروسي» أكثر زوار الإمارات إنفاقاً

نجحت دولة الإمارات في تعزيز مكانتها السياحية في الأسواق العالمية الأقوى من حيث طاقتها العددية وقدرتها على الإنفاق في المرافق السياحية والفندقية، الأمر الذي أسهم في إعادة السوق السياحي إلى المسار التصاعدي، وتعويض تراجع الأعداد في الأسواق الثانوية نتيجة تبعات جائحة كوفيد-19.

وتأتي أسواق روسيا والسعودية والصين على رأس الجنسيات السياحية الأكثر إنفاقاً في الأسواق الخارجية، متصدرة قائمة أهم الأسواق السياحية بالنسبة للإمارات، بحسب البيانات الصادرة عن الدوائر والهيئات السياحية المحلية.

الأكثر إنفاقاً


ومن حيث الجنسيات الأكثر إنفاقاً في الإمارات، توقعت شركة «كوليرز» أن ينمو متوسط إنفاق المسافرين الروس في الإمارات بشكل كبير بين عامَي 2021 و2026، ليصل إلى نحو 280.1 دولار (1030 درهماً) للفرد، مع ارتفاع متوسط مدة الإقامة للسياح الروس، ليصل إلى 8.2 ليلة خلال الزيارة، في حين أظهر تقرير صادر عن «هوتيلز دوت كوم» أن متوسط إنفاق السائح الصيني يصل إلى نحو 300 دولار (1104 دراهم)، في حين من المتوقع أن تستقبل الإمارات نحو 1.9 مليون زائر صيني عام 2023، وبحسب تقارير دولية يصل متوسط إنفاق الزائر السعودي في الخارج إلى نحو 360 دولاراً (1325 درهماً)، علماً أن عدد الزوار السعوديين في الإمارات، العام الماضي، وصل إلى أكثر من نصف مليون زائر.


وبحسب دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، تصدر السائح الروسي الأسواق العالمية من حيث حجم الإنفاق في دبي خلال عام 2019، في حين جاء السائح السعودي في المركز الثاني.

تعويض

وأكدت مصادر عاملة في القطاع السياحي أن اعتماد الإمارات على أسواق سياحية قوية من حيث حجم الإنفاق وطول فترة الإقامة، مثل: الأسواق الروسية، والصينية، والسعودية، أسهم في تعويض تراجع أعداد الزوار من بعض الأسواق، الأمر الذي يفسر سبب سرعة عودة السوق السياحي الإماراتي إلى مسار نموه التصاعدي مع زيادة الإيرادات.

تسهيلات سياحية

وقال رئيس مجموعة العابدي للسياحة والسفر، سعيد العابدي، إن الامارات نجحت خلال السنوات الماضية في تعزيز وجودها في الأسواق القوية التي تتصدر الأسواق السياحية العالمية من حيث الأعداد ومتوسط إنفاق الزائر خلال الرحلة، وعدد ليالي المبيت في المنشآت الفندقية، مشيراً إلى أن سياسة إعفاء رعايا العديد من الأسواق المصدرة للسياحة من الحصول على تأشيرة مسبقة للدخول، مثل: الأسواق الروسية، والصينية، إلى جانب التأشيرات الأخرى الخاصة بالمستثمرين ورجال الأعمال والمتقاعدين، أسهمت في تعزيز مكانة الدولة ضمن خيارات الزوار من هذه الأسواق، التي تتميز بزيادة أعدادها وقدرتها على الإنفاق، الأمر الذي عوّض- بشكل نسبي- تراجع الأعداد من بعض الأسواق الثانوية.

وأضاف العابدي أن أعداد الزوار الروس والصينيين القادمين إلى الإمارات تسارعت بعد اعتماد قرار منح الزوار الصينيين تأشيرة الدخول إلى الدولة عام 2016، وللزوار الروس في 2017، في حين أن أعداد الزوار من دول الخليج- بشكل عام ومن السعودية- في تسارع مستمر، وهي تشكل- إلى جانب السياحة الداخلية- مظلة الأمان للقطاع السياحي الإماراتي.

تنويع الأسواق

من جهته، قال المدير التنفيذي لشركة سيرينتي ترافيل، شريف الفرم، إن الإمارات نجحت في تنويع أسواقها السياحية خلال السنوات الماضية، ما وفر لها مرونة كبيرة في التعامل مع الأزمات، بحيث إذا تضرر أحد الأسواق، كان هناك تعويض في أسواق أخرى.

وأضاف أن الجهات السياحية الحكومية والخاصة أدركت مبكراً أهمية الأسواق الرئيسية مثل السوق الروسي والصيني والسعودي، خصوصاً من حيث قدرتها على الإنفاق وعدد الليالي التي يقضيها أفراد هذه الجنسيات السياحية في الفنادق، لذا خصصت لها الكثير من الحملات التسويقية، ما انعكس على تنامي أعداد الزوار من هذه الأسواق خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن- بحسب دراسة صادرة عن «تي أن تربو» للبيانات السياحية- الإنفاق العالمي على السياحة يصل إلى نحو 1.5 تريليون دولار، منها نحو ربع تريليون دولار ينفقها السياح الصينيون.

إعادة اكتشاف

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق، محمد عوض الله، إن الإمارات نجحت في إعادة اكتشاف أسواق سياحية كان لها دور كبير في تعزيز نمو النشاط السياحي والفندقي في الدولة، مشيراً إلى أن الأسواق السياحية الروسية والسعودية والصينية، تشكل إضافة رئيسية للأسواق المصدرة للسياح إلى الإمارات، وتلعب دوراً كبيراً في رفع نسب الأشغال الفندقي في الدولة، ولا سيما خلال المناسبات والأعياد، إذ يستحوذ السوق الصيني على الحصة الأكبر من نزلاء الفنادق خلال عطلة رأس السنة الصينية، في حين يستحوذ السعوديون على حصة كبيرة من الإشغال خلال الأعياد والإجازات.

وأضاف أن الفنادق الإماراتية بشكل عام، وفنادق دبي بشكل خاص نجحت في مزاحمة الوجهات الأوروبية على استقطاب الزوار الروس والصينيين، من خلال توفير متطلبات الزوار من هذه الأسواق.

شبكة طيران

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «دبي لينك للسفر والسياحة» الدكتور هيثم الحاج علي، أن الأسواق السياحية الروسية والسعودية والصينية تتصدر الأسواق العالمية من حيث حجم إنفاق الزوار في الخارج، وإن اعتماد السوق الإماراتي بشكل كبير على هذه الأسواق بدعم من وجود شبكة طيران قوية تربط الدولة بهذه الأسواق، أسهم في سرعة عودة القطاع إلى مسار نموه التصاعدي، مشيراً إلى أنه على القطاعين العام والخاص التنسيق فيما بينهما، لمواصلة الحملات التسويقية التي تقوم بها في الأسواق الرئيسية، ولا سيما الصين وروسيا ودول الخليج من أجل تحقيق هذا الهدف.

وأضاف أن قرار مجلس الوزراء بمنح تأشيرات دخول من مطارات الدولة للزوّار من الصين وروسيا، كان له انعكاس إيجابي على مختلف القطاعات الاقتصادية، ولا سيما السياحة والطيران والتجزئة، خصوصاً أن مثل هذه الأسواق تتميز بقدرتها على الإنفاق، مشيراً إلى أن القرار أسهم في تحقيق مستويات نمو كبيرة للزوار الروس والصينيين القادمين إلى الدولة.

سياحة التسوق

من جهته، أكد المتخصص في الشأن السياحي رياض الفيصل، أن أعداد الزوار وحجم الإنفاق ومتوسط عدد ليالي المبيت في الفنادق تعد مؤشرات رئيسية على قوة أي سوق سياحي، مشيراً إلى أن الأسواق التي تتميز بقدرتها على الإنفاق عالمياً تتصدر قائمة أهم الأسواق المصدرة للسياح إلى الإمارات بدعم من الناقلات الوطنية التي نجحت في تسهيل الربط بين هذه الأسواق والسوق الإماراتي.

وأضاف أن الروس والصينيين والخليجيين يشكلون عماد سياحة التسوق، التي تعد من أبرز أنماط السياحة وأنجحها، بفضل السمعة العالمية للدولة، مؤكداً أن السائح الروسي من أعلى السياح إنفاقاً وأكثرهم في مدد الإقامة الفندقية.

وتوقع أن تشهد أعداد الزوار من هذه الأسواق نمواً كبيراً خلال الفترة المقبلة مع تنامي تكثيف الجهات الحكومية والخاصة حملاتها التسويقية، لافتاً إلى أن هذه الأسواق- نتيجة طاقتها العددية وقوتها الاقتصادية- كفيلة بالنهوض بأي قطاع سياحي.